عرض مشاركة مفردة
  #4  
قديم 22-02-2003, 06:45 AM
بصمة أمل بصمة أمل غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2002
المشاركات: 56
إفتراضي

الحاصل أنه وفق المقياس الحضاري نحن نرى اتجاهين متعاكسين على مستوى القوى المتحاربة فنحن كأمة إسلامية نتجه بهدوء تام سابقا- سيلحقه صخب كامل لاحقا- في اتجاه التوحد حول القيادة العالمية الجديدة لأمتنا وهي قيادة المجاهدين .. والغرب يتجه حضاريا نحو التشرذم والاختلاف والفرقة ثم الانحدار .. وهم يسيرون إلى أن خلافات عميقة ستسهل حتما على المجاهدين قضم القوى الغربية قوة بعد الأخرى .. فما يحدث بينهم الان حاليا
يشير إلى أن مهمة بن لادن مع أمريكا ستكون سهلة للغاية خصوصا في حال تورط أمريكا في الحرب العراقية بدون حسم ..

وإذا نجحت ضربات بن لادن وخرجت أمريكا من المشهد العالمي بعد هزيمة منكرة في العراق فلن تستطيع أوربا مواجهتنا ولا أي قوة أخرى في العالم لأن أمريكا لم تترك فرصة لأحد ليكون خليفة لها في حال انهيارها وهذي إحدى الأخطاء الاستراتيجية التي ارتكبها الغرب أو ارتكبتها الحماقة الأمريكية .. من خلال نظام بوش الأب الدولي الجديد الغبي .. بل لن يكون أمام أوربا في السنوات القادمة بعد إخراج أمريكا من منطقتنا لن يكون لأوربا سوى أن تعلن الهدنة معنا وتصالحنا صلحا آمنا .. كما في الحديث وهم الذين سيكونون الروم المقصودين في الحديث .. وافتراضي الشخصي أن العدو الذي سنقاتله في تلك المعركة سيكون الخطر الأصفر أي الصين وأحلافها.. عموما هذا ليس مقصودا في المقال .. ولكن هذه افتراضات يمكن فهمها بناء نتائج الأحداث الحالية ..

وهذا يدعونا إلى رفع أيدينا بالدعاء مرة أخرى للشيخ أسامة بن لادن على خياره التاريخي الحاسم بمحاربة أمريكا ثم على معركته التاريخية الفاصلة في 11 سبتمبر والتي هي بحق غيرت وجه العالم وغيرت مسار الحضارات

وقد كتبت قديما مقالا لم أنشره للأسف عنوانه ( اثر 11 سبتمبر على صراع الحضارات ) وبحثت عنه لأضعه ضمن هذا المقال وفقدته للأسف أيضا ومما أتذكره في ذلك المقال .. أن 11 سبتمبر هي الضربة التي أصابت التنين في عينيه فأفقدته القدرة على النظر وصار ينفخ النار في جميع الاتجاهات بينما الغلام المؤمن مستمر في ضرب التنين بالسهام في كل مكان من جسده حتى تصل المعركة إلى لحظة الحسم عندما يوجه الغلام السهم إلى قلب التنين ثم يثبت السهم فيه فيسقط التنين .. ليرتقي الغلام المؤمن على ظهره مستبشرا بنصر الله له .. ويسقط مع التنين كل الخوف والرعب الذي كان يصيب الناس منه ويسقط معه سدنته وكهنته الذين كانوا يستغلون الناس من خلال قوة التنين .. وبعد سقوط التنين يسقط في يد الذين عبدوا الناس للتنين من دون الله فيقوم الغلام ويرفع الأذان في أنحاء القرية ..
وهو يلبس عمامته العربية .. هذه كانت صورة شاعرية لصراع الحضارات الذي سيعني زوال حضارة التنين وارتقاء حضارة الأذان والعمامة العربية واللحية الوضيئة فوقها ..

تلك الحضارة التي أصبحنا نفتخر بها الآن .. اسألوا أنفسكم .. ماذا كان يعني لكم ظهور شيخ ملتح قبل 11 سبتمبر في التلفزيون .. ثم ظهور شيوخ ملتحين مجاهدين مثل الشيخ أسامة بن لادن وأبو غيث والظواهري وأبو حفص بعد 11 سبتمبر..

إن إعلان الصراع العالمي بين مجاهدين يمثلون السلوك والمظهر والفكر الإسلامي السلفي خصوصا كان له أعظم الأثر في إدارة صراع الحضارات في اتجاهاته التي يتجه لها الآن .. فهذا الفكر السلفي فكر لا لعب فيه ولا حلول وسط لديه لأنه فكر قائم على الكتاب والسنة قياما كليا وهو غير مستعد للتنازل إطلاقا عن المبدأ الأول ويعتقد أن الموت حرقا في سبيل الله قمة الانتصار وهذا الفكر نفسه هو الذي أزال الامبراطوريات قديما وعندما عاد الآن وأدار الصراع والمواجهة فإنه في طريقه بسهولة إلى حسم الصراع لصالحه ولصالح أمة الإسلام ..

إن هذا الفكر الجهادي هو الفكر الإسلامي الوحيد الذي لديه القدرة للمضي قدما في الصراع مهما كانت ضخامة المواجهة وكلما اشتدت الحرب ضده كلما صقلت نفوس القائمين عليه حتى يصل الحال إلى أن تخرج الأمة من عنق الزجاجة وينعطف بها هذا الفكر إلى المرحلة التي يعيد إليها بهاءها المفقود ووهج العظمة التي سرقها منها الحكام الخونة وعلماء السلاطين ..

ولذا شكل هؤلاء المجاهدون بمظاهرهم الإسلامية قمة التغيير النفسي والمعنوي لبقية الأمة حيث قدموا نماذج عظيمة وأعطوا للأمة قيمة حقيقة .. لقد استطاع هؤلاء المجاهدين أن يقدموا للأمة ما افتقدته منذ قرون ، أعادوا لها قيمة ( الفخر ) ..

إن أول شروط النصر الحضاري والغلبة أن تشعر بالفخر والاستعلاء وأن ترى أن ما تملكه من معاني وقيم معنوية واعتقادية يتعالى على البهرج والزيف والقوى التي تحيط بك .. ولذا لما كان الصحابة يحملون فخرا بالإسلام والتوحيد الذي قدموا نفوسهم لنشره احتقروا البهرج والأبهة والحضارة التي كان يعيش فيها الفرس ولم تأخذ معاهم حضارة فارس سنوات حتى أزالوها من الوجود .. وبنوا فوقها حضارة عادلة جديدة ..

هذا ما قدمه لنا المجاهدون في هذا العصر فصرنا ننظر للأمريكان بنظرة الاحتقار رغم ما يملكون وصرنا ننظر للمجاهدين بقمة الفخر والاستعلاء وصار ذكر الشيخ أسامة بن لادن ورجاله وأعمالهم مدعاة للفخر في مجالسنا ... إن هذا ما كنا نفتقده فعلا لكي نتفوق حضاريا .. وأما بقية الأمور فهي قضايا تتبع للنصر الحضاري الذي يجب أن يتشكل في النفوس أولا .. وإذا لم يتشكل فستبقى ذليلا مهزوما ولو كنت تملك نصف احتياط العالم من النفط تماما مثلما حدث عندما ملكنا النفط أربعين عاما وأصبح أداة لاذلالنا واستباحتنا طالما كنا مهزومين حضاريا ..

وهذا الذل الحضاري هو الذي طبع سلوكنا وتصرفاتنا وحتى تفكيرنا قبل ظهور جيل المجاهدين .. وهذا الذل كان يجعل المرء يحلق لحيته ويلبس الكاب والجينز ظنا منه أنه بفعل ذلك سيحقق تفوقا حضاريا لأن الأقوياء يفعلون ذلك !
لكن بعد 11 سبتمبر ... لست بحاجة لأذكر لكم الأمثلة على استعادة أمة الإسلام لهويتها الحقيقية على يد المجاهدين .. ولست مضطرا لتنبيهكم إلى ملاحظة أصدقائكم في العمل أو الدراسة ورؤية كم منهم أطلق لحيته ؟

لست مضطرا لتحديثكم عن مشاعر الناس عندما يظهر الشيخ أسامة على التلفزيون ويحدثكم عن الله ورسوله ويأمركم بمجاهدة الكافرين ..

لست مضطرا لتحديثكم عن مشاعركم عندما ظهر( الشيخ عبدالعزيز العمري ) رحمه الله واعظا لكم ومقدما رسائل وموعظة تلفزيونية تختلف تماما عما اعتدتم عليه عندما كان يظهر لكم شيوخ معممون في التلفزيون يسبحون بحمد الحكومة ويطالبونكم بالدعاء لها .. لست مضطرا لسؤال قبيلة زهران كم شعرت بالفخر بابنها وكم شعرت بقية القبائل بالغيرة من عدم ظهور أبناء لها يقدمون مثل هذه المفاخر ؟

لست مضطرا للحديث عن مظاهر إعجاب المراهقين بالشيخ أسامة ومحاولة تقليده والتشبه به ووضع صوره كحافظات للشاشة عند قطاع مستخدمي الكمبيوتر ،

بل حتى على مستوى النكت والتعليقات .. ستجد أن النكت التي أطلقت تعكس احتراما للمجاهدين وسخرية من مخالفيهم .. حتى على مستوى الأمريكيين فإن النكت التي يطلقونها على بعد 11 سبتبمر تعكس في كثير منها احتراما مغلفا بالكراهية للمسلمين عموما مثل تلك النكتة التي تقول ( إن المسلم يحب أن يذهب للقاء الله لكن المشكلة أنه عندما يذهب يأخذ معه مجموعة كبيرة من الناس !! )

أعود من هذا فألخص القول إن تأثير أسامة بن لادن والمجاهدين الحضاري بالنسبة لأمة الإسلام هو إعادة تعريف هويتها من جديد وتخليصها من وهم الخوف والشعور بالضعف والتخاذل والذلة .. بل إن اسامة بن لادن نجح في حصر هذه الصفات في طائفة الحكام ومن يتبعهم فصار عند المؤمن عزة وثقة كبيرة بهذا الدين وشعور عميق أن سبب أزمة الأمة هم هؤلاء الحكام الجبناء الذين يجثمون على صدرها ولا يريدون حتى أن يتركوا مناصبهم للشرفاء من أبناء الإسلام وهو عندما يستمع لكلام الشيخ عما حدث في تورا بورا .. ثم يتذكر كلام
وزير الخارجية القطري عندما قال ( يجب أن نستجدي أمريكا ) عندما يقارن بين الموقفين يشعر حقا من هو سبب أزمة هذه الأمة .. ويشعر بأن خياره الصحيح يجب أن يكون مع المجاهدين لا مع قطاع الطرق واللصوص الذين اسمهم ( الحكام العرب ) ..

لقد تم نقض كل التراكمات النفسية والعلل والأمراض الاجتماعية التي كانت أسبابا مهمة في هزيمتنا الحضارية واستطاع رجل واحد ثابت على المبدأ مصر عليه مثل أسامة بن لادن ورجاله أن يحطموا تلك الأمراض ويقوموا بعلاج شامل للأمة من خلال إدخالها في أتون صراع مكشوف مع الغرب صراع كانت نتيجته المباشرة تخليص الأمة من أمراضها الداخلية .. وكانت آخر مرحلة علاجية تحدث عنها الشيخ هي الحديث مباشرة عن الحكام الذين مازالوا يكرسون الهزيمة ومازالوا مصرين على البقاء في عروشهم ولا يهمهم شيء سوى أنفسهم ولتحترق الأمة في الجحيم إذا كان ذلك سيكون سببا في الحفاظ على ما يكسبون ..

وفي أتون هذا الصراع حصلت الانكشافات العامة والفضائح المتوالية لكل الأطراف والقوى فسقط علماء السلاطين وانهار معسكر الصحويين لصالح شيوخ الجهاد السلفيين ، ثم انكشفت حقائق كل المعادين للإسلام فانفضح الشيعة أكبر فضيحة في تاريخهم من خلال مناظرة المستقلة .. وبالمناسبة مذهب الشيعة مذهب يمكنه أن يعيش في السراديب وفي الظلام حيث الهواء الفاسد فإذا ظهر إلى النور واستنشق الهواء النظيف يموت فورا ..
وانكشف ضمن ما انكشف كل المتاجرين بالقضايا مثل ( العصرانيين ) والعقلانيين الذين عقدوا تحالفا مع الليبراليين في حركة غبية للغاية تدل على أنهم لم يقرأوا الأمور بطريقة صحيحة فأرادوا استباق الأحداث بعقد التحالف مع الليبراليين لعلهم يحوزون شيئا من المكاسب إذا جاءت أمريكا وحكمت المنطقة ..

وأسوأهم حظا بالطبع وأكثرهم غباء أولئك الذين عقدوا تحالفا مع الحكومة بطلب منها واستلموا بعض المخصصات لأداء مهمة قذرة للغاية خلاصتها أن يحاولوا العمل على عزل المجاهدين عن المجتمع .. ولو كان أولئك المغفلون يعقلون لتصرفوا بما تفعله الفئران على الأقل .. لأن الفئران تهجر السفينة الغارقة .. وهم يريدون عقد صفقة مع القبطان والسفينة تغرق ! ..

أقول إن مسلسل الانكشافات توالى بشكل مستمر ولم يبق أحد إلا وتبين ديناره من درهمه ..
وبقي الغرب .. فجاءت حرب العراق الأخيرة لتكشف حقائق أساسية :
أولها : أن دعاوى الديموقراطية تبخرت تماما وظهرت حقيقة الديموقراطية الغربية .. ولا أظن أحدا يجهل أنه خرجت مظاهرات في أنحاء العالم تقدر أعدادها بخمسة عشر مليون نسمة كلها تعارض الحرب .. ولو كانت الديموقراطية حاضرة لديهم فعليا لاستجابت بلد مثل بريطانيا يعارض 70 في المئة من شعبها الحرب ..
مع ذلك ستقع الحرب ولن توقفها مثل تلك المظاهرات .. وهذا ما قالته رايس أيضا ..
ثانيها : أنه حتى الذين عارضوا الحرب من الحكومات الغربية مثل ألمانيا وفرنسا لم يعارضوها لمبدأ نبيل بقدر ما عارضوها لأجل أنهم سيخرجون كما يقال من المولد بلا حمص .. فعارضوها لأجل هذا السبب لا غير والدليل عليه أن اقتراحاتهم البديلة دلت على ذلك ..

إن حقيقة الديموقراطية الغربية لا تحتاج إلى دليل لتكشف عن مدى خستها ودنائتها وكونها حضارة استبدادية قائمة على مصالح مادية بحتة كالنفط وبقاء الهيمنة وأن البشر في نظرهم آخر ما يمكن أن يهتموا به خصوصا إذا كان أولئك البشر من المسلمين ولا أدل على ذلك من كلمة مادلين أولبرايت التي قالت بكل وقاحة إن مشكلتهم مع العراق تستحق أن يموت من أجلها نصف مليون طفل عراقي .. ثم يأتي الآن رامسفيلد وبوش وباول ليقولوا لنا إن تلك المشكلة بعينها تستحق أن يموت من أجلها ملايين العراقيين من أجل النفط .. أو نزع أسلحة الدمار الشامل ..

لكنني قصدت بالانكشاف أن الديموقراطية الغربية لديها الاستعداد لتضرب عرض الحائط بكل مبادئها ولو عارضتها شعوبهم البيضاء إذا كانت القوى المتسلطة تعتقد أن مصلحتها في تلك الحرب .. ولو مات في الحرب ملايين الناس فلا مشكلة .. المهم أن يحافظوا على رفاهيتهم وحياتهم ولو على جماجم الآخرين ..
تابع
__________________
<CENTER> ---------------------------------