عرض مشاركة مفردة
  #14  
قديم 26-06-2005, 01:27 AM
نور الحياة نور الحياة غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2005
الإقامة: أرض الخليج ...
المشاركات: 595
إفتراضي


كنت قد عزمت سابقا أن أرد على الموضوع ثم غيرت رأي وهاأنا اليوم أعود للرد ثانية ... ( فقد رأيناك قد أخذت منحا مغايرا لما قصدناه )
ولكن أطلب منك فضلا لا أمرا أن تتمعني في قراءة ما سبق وما سيأتي :

[line]
الأخوة :

في بادئ الأمر يوجد نوعان من الأخوة :
الأخوة في الإنسانية ... وهي العلاقة التي تربط غير المؤمنين ببعضهم البعض .
الأخوة في الله ... وهي العلاقة التي تربط المؤمنين ببعضهم البعض بغض النظر عن المعرفة المسبقة ... و المتعمقة ، الجنسية ، الجنس ..لقوله تعالى " ( إنما المؤمنون أخوة)
لا أختلف معكِ ، بل لا يختلف أثنين في كون علاقة الأخوة في الله علاقة سامية
باعتبار أن الرابط فيها الله سبحانه وتعالى ...
ولكن ألا تعتقدين أن لها درجات ؟؟ نعم
وهل تربطنا نفس الدرجة من العلاقة الأخوية بالجميع ؟؟ لا
وهل ما نشعر به اتجاه البعض من المحبة و الألفة و المودة و الاحترام و التقدير... هل هو شرط أن نشعر به تجاه الجميع بنفس القوة ؟؟ لا

..... و إن كنتِ تعتقدين غير ذلك فهذا شأنك .. و ما عليّ إلا الاحترام و التقدير لوجهة نظرك .... فلكل منا نظرته الخاصة في علاقاته الإجتماعية .
وكما قلت سابقا الأخوة في الله تنقسم إلى ثلاثة درجات : ( فليس من المنطق بشئ أن تربطنا نفس الدرجة من العلاقة الأخوية بالجميع )
* العلاقة العابرة : وهي عبارة عن علاقة أخوية سطحية ووقتيه " مرتبطة بفترة زمنية معينة "
مثال : " زميلات الدراسة "
هل علاقتك بجميع زميلات الدراسة علاقة أخوية متينة؟؟ " بمعنى هل هناك تواصل بعد انتهاء الدراسة بجميع زميلات الدراسة ، وهل تحملين نفس المشاعر للجميع وهل تظلين تذكرين الجميع بدون استثناء اسما وشكلا وجوهرا بعد أن يأخذ كلا طريقه في الحياة أم هل هناك تفاوت في هذا و ذاك " .
وقيسي على ذلك علاقاتك الأسرية بالنسبة للأقارب وعلاقاتك في محيط المجتمع الذي تعيشين فيه، وعلاقاتك بالنسبة للمنتديات ... إلخ ..
* العلاقة الوسطية : وهي عبارة عن علاقة أخوية وسطية بين العابرة و المتينة . قيسي عليها نفس الأمثلة السابقة ...
* العلاقة المتينة : علاقة أخوية متينة تربطنا بالبعض . قيسي عليها نفس الأمثلة السابقة ...
والآن ألا تعتقدين أنه قد يربطنا بالبعض مجرد احترام وتقدير ، أو مودة و احترام و تقدير ، أو محبة و ألفة و مودة و احترام وتقدير ..... فكري في الموضوع ..
[line]
الصداقة :
يقول تعالى: (واتخذ الله إبراهيم خليلا)
أرجو أن تتأملي هذه العبارة والتي قلتها سابقا وسأقولها الآن :* والتي كانت ستوفر عليك عناء الرد وستوفر عليّ عناء الكتابة .. ولكن لا بأس *
"*هل تعلمين أن الصداقة تضم كلا الأمرين معا " الأخوة في الله و الصداقة "*"
بمعنى أن تكون الصداقة و الأخوة في الله في آن واحد .
فالصداقة التي لا وجود للأخوة في الله فيها كفقاعة الصابون تختفي بسرعة ..
وهذه لم أقصدها ولم تخطر في بالي .. ولا تعني لي شيئا .....
ومن ثم ليس كل من هب ودب تربطنا به علاقة صداقة ... أليس كذالك ؟؟
على سبيل المثال :
*هل جميع زميلات الدراسة وغير ذلك يكون الرابط بهنّا رابط صداقة " بمعنى صداقة وأخوة في الله " أم رابط أخوة في الله ...... فكري ...
البعض يُعرف الصداقة على أنها :
* قيمة إنسانية أخلاقية ودينية عظيمة سامية المعاني والجمال كبيرة الشأن بها تسمو الحياة وترتقي وبدونها تنحدر .الصداقة من الصدق ، والصدق عكس الكذب.
يقول رسول الله(صلى الله عليه وسلم): "المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل"
عن علي رضي الله عنه قال :"عليك بإخوان الصدق، فأكثر من اكتسابهم، فإنهم عدة عند الرخاء، وجنة عند البلاء"
* لا يعني الإكثار من الأصدقاء .. أن نختارهم خبط عشواء بل يجب أن نتقيهم انتقاء ... حتى يكونوا خير عونا لنا في الشدة و الرخاء ...
* يجب أن لا ننظر إلى الصداقة بنظرة الكم بل يجب أن ننظر إليها بنظرة النوع .. فلا خير في صداقات كثيرة ، لا أرتجي الخير إلا في القليل القليل منها وقت الشدة ......

وقد قيل : "الصديق وقت الضيق"
ويقول الشاعر:
صديقي من يقاسمني همومي***** ويرمي بالعداوة من رماني
ويحفظني إذا ما غبت عنه ****** وارجوه لكل نائبة الزمان
و البعض يعرفها على أنها :
* علاقة وثيقة بين شخصين أو أكثر علاقة متبادلة وانسجام كامل في المشاعر والأحاسيس وهي بالغة الأهمية في استقرار الفرد وتطور المجتمع .
عن علي رضي الله عنه قال :" الصديق والرفيق قبل الطريق"
فيجب علينا أن نحسن اختيار صداقاتنا ... فهي علاقة دائمة .
والبعض يعرفها على أنها :

* تقارب وتوافق بين شخصين يجد كل منهما راحة وتسديد لبعض الاحتياجات النفسية.... وتكون بينهم محبه لوجه الله تعالى يحب بعضهم البعض في الله .
إذن الصداقة تشتمل على :" الأخوة في الله ، المحبة في الله ، الصدق ، الوفاء ، الإخلاص ، حسن الظن ، النبل ، سمو الأخلاق ....إلخ )
إذن ما رأيك :
أيهما أجمل و أقوى
الأخوة في الله أم الصداقة المشتملة على ( الأخوة في الله و المحبة في الله و الصداقة في آن واحد )
وقد قيل ( قل لي من صديقك اقل لك من أنت )
فالصداقة يا عزيزتي : تغذي الأخلاق، وتستثمر المبادئ. والأصدقاء كنوز، يجب البحث عنهم، وتحمل التعب من أجل اكتشافهم، حتى لا يختلط علينا الحجر والجوهر، فننتقي الأحجار ظناً منا أنها الجواهر.

فكلمة صديقتي :
ليست كلمة خفيفة على اللسان نقولها بقصد أو بدون قصد لكل من هب ودب ودون أن نعي ما تحويها من مشاعر و أحاسيس ...

أرجو أن يكون كلامي هيّن الفهم لا عصيّ الفهم( و أن تصل الفكرة )
__________________
رب جنبني صداها ، فهي اعدى من عرفت .. هي نفسي و هي شيطاني الذي منه هربت