عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 06-08-2006, 11:16 AM
قرن فلفل قرن فلفل غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2006
المشاركات: 73
إفتراضي تغيرت الأحداث فتغير خطاب القاعده

تغيرت الأحداث فتغير خطاب القاعده
-
ايها الساده المحللون
بسم الله الرحمن الرحيم



تغيرت الأحداث فتغير خطاب القاعدة – أيها السادة المحللون –



رداً على من قال : إن خطاب الظواهري يدعو للتقارب مع حزب اللات



مال هؤلاء القوم لا يفقهون حديثاً !
كلّما أطل علينا و ظهر أشياخ القاعدة و أمراؤها بخطاب جديد ذي فصاحة على شاشات التلفزة، انبرى لذلك الخطاب المحللون السياسيون من أصحاب اللون الواحد في التحليل، ليتبنى كلٌّ منهم تحليلاً و تأويلاً على قدر معرفته و درايته بالأحداث و تداعياتها، و الحق يقال : إن منهم من يصيب في تحليلاته و هم نزر يسير، و منهم من يجانب الصواب، و منهم من يشطط في قوله، و ما أكثرهم في هذا الزمان .

أما من يصيب في قوله فذلك خرّاجٌ ولاّج لا يلتفت حوله و لا يخشى رقيباًو لا حسيباً من البشر فلا يرضى إلا أمانته المهنية . و أما الآخر فذاك الذي يعرف ثم يحرف إما لخوف يعتريه أو مداهنة لحكومته أو لحزبه المقيت . أما الذي يشطط و يتخبط فذاك خبيث ضدهم بالفكر و العقيدة فهو جاهل جبان محض .

أقول لكم أيها السادة المحللون : هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين، فمتى و كيف تغير خطاب القاعدة؟؟!! فالقاعدة هي القاعدة بفكرها و عقيدتها و سياستها و خطابها منذ عرفت، فهي ترقب الأحداث و تتعامل معها بكل حنكة و براعة، و كذلك تحدد أهدافها بكل دقة و تأنٍ و تحسن اختيارها حتى إذا ما سنحت الفرصة انقضت على فريستها كالأسد، و لا أبالغ إن قلت بأن تنظيم القاعدة سياسته و حنكته –بفضل الله تعالى – تفوق سياسة البيت الأسود(الأبيض) و حلفائه بكثير ويكفي من ذلك التنظيم أنه صاحب مصداقية و شفافية عزّ وجودها عن غيره.

خطاب القاعدة و غزوة منهاتن :
عندما قام تنظيم القاعدة بضرب أمريكا اللعينة في عقر دارها و أذلها و أوجعها و كان ذلك يوم شؤمٍ عليها وتاريخ جديد للعالم بأسره
– 11 أيلول – حيث تداعت الأحداث بعدها، و خلطت الأوراق و تبعثرت، و اختلت المعايير، و انقلبت الموازين، و توجهت أنظار العالم بأسره إلى ذلك المشهد العظيم حتى أصبحت قبلتهم واحدة في ذلك اليوم: عربهم وعجمهم، و غربهم و شرقهم ينظرون إلى ذلك القطب الأوحد و هو يتخبط ، رئيسه تائه في السماء ، و شعبه في ذهول و خطل و سطل غير مصدقين لما تراه عيونهم و لم تستوعبه عقولهم لما تربُّوا عليه إعلامياً بأنها الأسطورة التي لا تقهر و لاتغلب. و ما إن أفاق القطب الأوحد من الصدمة و الذهول الذي أصابه حتى بدا كالكلب المذعور المسعور ينهش هذا و ينبح على هذا، و يحدد المعيار(من ليس معنا فهو ضدنا،و إنها حرب صليبية ، إنه الإرهاب ) .

هكذا عرفوا فوراً من قام بتلك الملحمة و بدون مقدمات و كثير تحليلات، إنها القاعدة . إنه أسامة بن لادن ((قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم و يخزهم و ينصركم عليهم و يشفي صدور قوم مؤمنين )) .
ثم ما هو إلا وقت يسير حتى أطل علينا حكيم هذه الامة الدكتور أيمن الظواهري –أظهره الله و إخوانه على أعدائهم – أطل بخطاب سياسي عسكري محنك لا مثيل له حيث أنه و بجملة واحدة اعترف بغزوة منهاتن المباركة، وهدد أمريكا عسكرياً، و بالجملة نفسها – يا للدهاء – جعل للقاعدة غطاءً سياسياً محكماً. كل ذلك لمن يمعن النظر و عنده غور و سبر في تحليل الخطابات السياسية – أصحاب اللون الواحد – حيث قال : "على المسلمين في أمريكا أن لا يقطنوا الأماكن الشاهقة" . كلمات مختصرات جامعات مانعات لا تتعدى أصابع اليد الواحدة، جاء فيها الاعتراف –تلميحاً قريباً من التصريح – بالغزوة المباركة و ذلك بطلبه من المسلمين أن لا يقطنوا الأماكن و العمارات الشاهقة (قياساً على البرجين)، و فيها تهديد عسكري حيث أن هذه الأماكن العالية مهما كان نوعها ما زالت مباحة لنا نضربها متى نشاء، و فيها غطاء سياسي حيث لا اعتراف صريح بتلك الغزوة (لله دره من حكيم) هذا ما كان يقتضيه المقام في ذلك الوقت .

أيها السادة المحللون : أما عندما حاربتهم أمريكا و جاءت لقتالهم في أفغانستان و قتلت من الأبرياء ما قتلت و انكشفت للعالم بأسره أنها الجلاد و انها المجرم و أنها ليست لديها محرمات و لا احترامات لمرجعياتها التي صاغتها حسب مصلحتها مثل الديمقراطية الكافرة و الأمم المتحدة و مجلس الأمن و ما إلى ذلك من كفر و ظلم .عندها تغير خطاب القاعدة و ذلك من فقههم و رائعة عقولهم التي لا ينافسهم فيها أحد، فذاك واقع و اليوم واقع آخر غير أمس، فتغير الخطاب و تغير ملقي الخطاب، فأطل علينا إمام عصره و دهره شيخ المجاهدين و أسد الإسلام الذي و الله لم أرَ مثيلاً له في هذا الزمان و لم أرَ أحداً قوياً من غير عنف و ليناً من غير ضعف كمثله، صدوق شفوق، إذا تكلم أسمع و إذا ضرب أوجع رحيم بالمؤمنين شديد على الكافرين ذلك هو الشيخ الفاضل أبو عبدالله أسامة بن لادن –حفظه الله – حيث كان ينتظره الملايين ليسمعوا خطاباً منه وشوقاً لرؤيته فما أن جاء خبر ظهور الشيخ على شاشات التلفزةحتى خلت الشوارع من المارة تقريباً و تزاحمت صفحات(النت) تبشر بالخبر و كذلك الإتصالات الجوالة و غيرها و لا أدري ماذا كان حال الساسة الامريكان و حلفائهم يومئذ فإني و الله أخالهم تركوا أعمالهم و مهماتهم و شهواتهم و مقابلاتهم، و أجّلوا ما لم يؤجل، و انكفؤوا مثل غيرهم على شاشات التلفزة ليشاهدوا و ليستمعوا إلى سيد الساسة و مبتدع العصر الذي تجرأ على ضرب تلك الأسطورة في عقر دارها فأناخها و جعلها مطية لكل من له ثأرٌ عندها، فما أجملها من بدعة! (ولله درك أسد الإسلام).

أقول ظهر الشيخ بخطاب العزة للمؤمنين و الذل و الخزي للصليبيين و حلفائهم ، فزف إلى الامة ذلك العرس العظيم المهاب (عرس التسعة عشر) الامير محمد عطا و رفاقه – رحمهم الله – الذي و الله ثم و الله لا أظن بأن هناك عرساً يأتي مثله و ينافسه فأكرم به من عرس عقده مع رب الأرض و السماوات و موكبه الطائرات و مهره دك الأبراج الشاهقات و الآمر بتنفيذ عقده ابن لادن مُتحدي المعضلات أنَّ يكون له مثيل، فقدمهم الشيخ للأمة بأجمل حلة، حلة العزة و الكرامة و الفخار، ثم اعترف أمام العالم أجمع بكل خيلاء و فخر و عزة بغزوة منهاتن المباركة وذلك بعدما انكشف الغطاء عن أمريكا الصليبية، و كان ذلك أحد أسباب تأخير البيان و الخطاب (يا له من فقه للواقع) و إن ما تريد أن تفعله أمريكا بهذا الاعتراف قد فعلته و انتهت منه (حربها على أفغانستان) و لكن بغير دليل .

و أما المدة التي فصلت بين ظهور الشيخ أسامة بن لادن و نائبه الظواهري –حفظهما الله – فلقد تاه فيها المحللون و شرقوا و غربوا و شطحوا في القول فمنهم من يقول : فعلها الموساد، ومنهم من يقول: لعبة أمريكية، و أحسنهم قولاً يقول:فعلتها القاعدة بمعرفة أمريكا و الموساد، و منهم و منهم.......و القاعدة في واد و هم في وادٍ آخر ثم تقولون أيها السادة المحللون بأن خطاب القاعدة تغير؟؟!! .

*خطاب القاعدة و الحرب على لبنان
أحببت أن أختصر المسافة بيني و بينكم أيها المحللون السياسيون ذوي اللون الواحد فتجاوزت خطابات القاعدة الكثيرة!القاعدة و فلسطين...... القاعدة و العراق.... القاعدة و أفغانستان...... القاعدة و لندن....... القاعدة و مدريد..... القاعدة و الصومال....... القاعدة و السودان........ القاعدة و و....... فتلك الخطابات لو أردنا الولوج إليها لاحتاجت إلى سفر عظيم و ليس هنا مقام الإطالة، و لكن الإختصار بأفضل عبارة . لنرى هل أنتم مصيبون في تحليلاتكم السياسية – أيها السادة –؟؟ فلننتقل إذاً من خطاب القاعدة و منهاتن إلى خطاب القاعدة و الحرب على لبنان:أقول (و بالله التوفيق ) لقد أطل علينا حكيم هذه الامة الشيخ أيمن الظواهري كعادته التي لا يتأخر فيها عن المشاركة في هموم هذه الأمة بما يستطيع، ثم يوضح العلامات الفارقة في وجه الاحداث؛ و الحرب على لبنان من العلامات الفارقة في ميزان القاعدة و قاموسها و من عدة جوانب و سنذكر أهمها . و أين أنتم و تحليلاتكم منها؟! و كم أبعدتم النُّجعة؟!فإن ما فهمه الكثير من المحللين من خطاب الشيخ – حفظه الله – و خصوصاً المتخصصين في الجماعات الإسلامية؟! هو و الله فهم سقيم و لا يستقيم فهو كمن لا يميز بين الليل و النهار– دون مبالغة – و سترون معي حقيقة الأمر (بعون الله) .
اقول لقد فهمتم أنتم من خطاب الشيخ أنه يرمي إلى تحالف سني شيعي و أنه في هذا الوقت ستطرح الخلافات العقدية جانباً، و أنه أراد أيضاً تحالفاً أممياً مع المستضعفين ، و هذا هو بعينه الذي جعلكم أن تقولوا خطاب القاعدة قد تغير. كما قلتم ذلك عن الخطابات السابقة!! أنّى لكم هذا و كيف فهمتموه؟؟ أنا أحاول طبعاً ان أعذركم لأنه في الحقيقة حرب كهذه تدور رحاها و هي ذات أبعاد عالمية و سياسية و دينية و عقدية و اختلط فيها الحابل بالنابل و الغث بالسمين، هي و الله بحاجة إلى رجل حكيم كالشيخ الظواهري حتى يستطيع أن يلقي خطاباً في شأنها و أبعادها، و هي بحاجة أيضاً إلى رجل خرَّاجٍ و لاَّج حتى يستطيع أن يحلل خطاب الشيخ و يضع مآرب الشيخ في مكانها.

أقول لكم (أيها السادة المحللون) : يجب عليكم أولاً معرفة قواعد الخطاب السياسي (و خاصة الشرعي منه) حتى تتمكنوامن إنزال المسائل منازلها . و هذا في ظني ما تفتقدونه و إليكم بعض هذه القواعد العقلية التي لا مدفع لها – و الله أعلم –
أولاً: الخطاب العام ليس كالخطاب الخاص .
ثانياً: ليس كل مسكوت عنه بالضرورة إقراره .
ثالثاً: إقرار من هو ضدي فهو بالضرورة ضدي .
فكان مراد خطاب الظواهري حكيم هذه الامة قائمٌ على هذه القواعد الثلاث – و الله تعالى أعلم – .
__________________