الموضوع: ..:: إني قاتلة ::..
عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 24-02-2006, 11:41 AM
نور الحياة نور الحياة غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2005
الإقامة: أرض الخليج ...
المشاركات: 595
إفتراضي

كل ما أذكره أنه فجأة نبت أمامي كأنما خلسة خرج من الأرض ، كأنما نيزك هابط حمله إلي ليعترض سبيلي في ذاك اليوم الدمشقي و أنا أتوغل في شوارع تلك المدينة الغادرة التي أعشق .

لوهلة شعرت بالصدمة و أدركت هلعة أنني خلفت جثة القتيل على بعد أمتار مني .

خذلتني لحظتئذ الشجاعة ، لم أتوقف ، لم أهرع لإسعافه ، لم أسمح لعيني أن تشهد الأحمر مسفوحاً على الطريق ، و ربما لم يكن و مع ذلك هو احتمال واقع ، فقط مضيت بصمتي المطبق ، مضيت بكل ذهول .

دقائق قليلة و طريق أكثر من طويل قادني إلى أول دمعة اغرورقت بها عيناي ، ضاق بي الوزر و ضج إلى ما لا أطيق .

يا الله منذ لحظات أزهقت روحاً .. و أنا التي أغلق عيني على مشهد الموت حتى في التلفاز تزاحمت الخواطر انتابتني جميعها بكل شراسة ، لم يرني أحد ، أجل أستطيع أن اتابع طريقي بسلام ، ليس أول الضحايا هو و عبثاً أجزم أنه الأخير . آلاف القتلى تتساقط يومياً و كأنها منذورة للموت و ما من شهقة واحدة تطلق عنان العويل .

القتلى من كل مكان ، قتلى المجاعات ، قتلى الحروب ، قتلى الكوارث ، قتلى الأطماع ، قتلى الأوطان ، قتلى الأحلام ، قتلى المصير ، وجثتي واحدة من هؤلاء القتلى جميعاً .. أموت معهم على دفعات تأجل فيها موعد دفني قليلاً ...

فأين الغضاضة في موت جديد بئس القدر أنني الفاعلة ، تنصلت كغيري من القتلة من طائلة المسؤولية و اندفعت أكثر إمعاناً في الهروب ، لملمت أوصالي و ترجلت من السيارة أبحث عن رقعة صغيرة أدفن فيها الحقيقة إلى جانب أسلافها العديدات لم أجد متسعاً قط ، آه من الشعر علمني أن أواجه أخطائي دون هوادة و جعل مني ضميراً كبيراً محشوراً في جسد ضئيل .

.. يتبع إن كان في العمر بقية ..
__________________
رب جنبني صداها ، فهي اعدى من عرفت .. هي نفسي و هي شيطاني الذي منه هربت
الرد مع إقتباس