عرض مشاركة مفردة
  #8  
قديم 02-08-2004, 06:04 AM
النسري النسري غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 2,917
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
Smile الشفاعة

بسم الله الرحمن الرحيم

الشفاعـة

يقول الله تعالى: (وأنذر به الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم ليس لهم من دونه ولي ولا شفيع) وقوله: (قل لله الشفاعة جميعاً) وقوله: (من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه) وقوله: (وكم من ملك في السموات لا تغني شفاعتهم شيئاً إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى) وقوله: (قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في ا لسموات ولا في الأرض) الآيتين.
قال أبو العباس: نفى الله عما سواه كل ما يتعلق به المشركون، فنفى أن يكون لغيره ملك أو قسط منه، أو يكون عوناً لله، ولم يبق إلا الشفاعة، فبين أنها لا تنفع إلا لمن أذن له الرب، كما قال تعالى: (ولا يشفعون إلا لمن ارتضى) فهذه الشفاعة التي يظنها المشركون، هي منتفية يوم القيامة كما نفاها القرآن، وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه يأتي فيسجد لربه ويحمده، لا يبدأ بالشفاعة أولاً، ثم يقال له: ارفع رأسك، وقل يسمع، وسل تُعط، واشفع تُشفع.
وقال له أبو هريرة: من أسعد الناس بشفاعتك يا رسول الله؟ قال: (من قال لا إله إلا الله خالصاً من قلبه) فتلك الشفاعة لأهل الإخلاص بإذن الله، ولا تكون لمن أشرك بالله.
وحقيقته: أن الله سبحانه هو الذي يتفضل على أهل الإخلاص فيغفر لهم بواسطة دعاء من أذن له أن يشفع، ليكرمه وينال المقام المحمود. فالشفاعة التي نفاها القرآن ما كان فيها شرك، ولهذا أثبت الشفاعة بإذنه في مواضع، وقد بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم أنها لا تكون إلا لأهل التوحيد والإخلاص. انتهى كلامه.
فيه مسائل:
الأولى: تفسير الآيات.
الثانية: صفة الشفاعة المنفية.
الثالثة: صفة الشفاعة المثبتة.
الرابعة: ذكر الشفاعة الكبرى، وهي المقام المحمود.
الخامسة: صفة ما يفعله صلى الله عليه وسلم، وأنه لا يبدأ بالشفاعة أولاً، بل يسجد، فإذا أذن الله له شفع.
السادسة: من أسعد الناس بها؟.
السابعة: أنها لا تكون لمن أشرك بالله.
الثامنة: بيان حقيقتها.

اللهم صلي وسلم على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم وبارك اللهم على محمد وعلى آل محمد كما باركت على
ابراهيم وعلى آل ابراهيم في العالمين انك حميد مجيد. اللهم أسقنا شربة ماء من يد حبيبك لا نظمأ بعدها أبدا يوم القيامة سيدنا محمد اللهم اجمعنا به يوم القيامة يوم لا ريب فيه اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمةُ أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا، واجعل الحياة زيادةً لنا في كلِّ خيرٍ، واجعل الموت راحةً لنا من كل شرٍّ اللهم إِننا نسألك إِيماناً لا يرتدُّ، ونعيماً لا ينفد، ومرافقة محمدٍ صلى الله عليه وسلم في أعلى جنة الخلد اللهم إِنا نسألك من الخير كله: عاجله وآجله، ما علمنا منه وما لم نعلم، وأعوذ بك من الشرِّ كله عاجله وآجله، ما علمنا منه وما لم نعلم. اللهم إِنا نسألك من خير ما سألك عبدك ونبيك، ونعوذ بك من شرِّ ما استعاذ بك منه عبدك ونبيُّك. اللهم إنا نسألك الجنة، وما قرَّب إليها من قولٍ أو عملٍ، ونعوذ بك من النار وما قرَّب إليها من قولٍ أو عملٍ، ونسألك أن تجعل كلَّ قضاءٍ قضيتهُ لنا خيراً اللهم صلِّ وسلِّم على نبينا محمدٍ وعلى آله وأصحابه أجمعين ومن تبعهم بإِحسان إلى يوم الدين اللهم آمين آمين يا رب العالمين.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركانه.
__________________