شكرا لمرورك معنا يتيم الشعر
نعم ان الوحدة ليست قاسية بل قاتلة في اغلب الاحيان
ولا يعرف مدى مرها الا من يعيشها وهو ادرى بها
والوحدة في نظري هي نوعيين
وحدة الغربة والبعد عن الاهل وهي وحدة عادية جدا
والوحدة رقم 2 وهي عندما تكن بين اهلك واصحابك ولكن تشعر بالوحدة
هذه الوحدة القاتولية اسميها
تحياتي
_________________________
تتبع
قصة عطر الياسمين
قامت تنتزع خطواتها انتزاعاً من الأرض المقفرة .. حتى بلغت ذلك الباب .. فمدت يدها .. وفتحته ....
فإذا بأنسام الذكريات العطرة تداعب أوتار قلبها المكلوم بسهام الواقع المرير ..
دخلت في تؤدة .....
هذا سريره .. وهذه ثيابه .. وهذا مكتبه عليه بعض من كتبه وأوراقه المبعثرة لم يمسسها أحد منذ أمد طال .. وكأنما لمحت فيها عتاباً لصاحب اليد الحانية التي كانت ترعاها .. ثم غيبتها الأيام فلم تعد ثانية !..
ضحكات طفولية تغمر المكان بأريج البراءة الحلوة .. والجدران تحكي قصة الطفولة الجميلة التي عاشتها .. لكنها انتهت فجأة في قسوة ..
تلفتت يمنة ويسرة ..
وكأنها تبحث عن صاحب تلك الضحكات .. وتتمنى أن تجده واقفاً في أحد الزوايا يبسم لها بسمته العذبة المعهودة ..
لكن ....
لا شيء سوى الصمت الموحش .. غابت البسمة ورحلت الضحكات .. برحيل فلذة كبدها من هنا ...
وعاد عقلها يغوص في أعماق الماضي ....
- أمي سوف أرحل !
ينقبض قلبها وتتسابق إلى مقلتيها الدموع :
- لكن يا بني .. لمن تتركني ؟؟
- لا أملك شيئاً يا أمي .. هي لا تود العيش هنا .. وإن لم أستمع لها خسرتها للأبد !
- ولا يضيرك أن تخسرني أنا ؟؟
في لطف يقول :
- أمي .. سآتي لرؤيتك متى شئت .. لن أدعك تعانين من الوحدة إن كان هذا ما تخشينه ..
ويخرج مودعاً .. حاملاً معه كل شيء إلا حبه لأمه .. فقد نسي هذا الحب وضاع في الأفق كطير حائر ...
ثم غاب البدر .. ولم يطل بنوره الفضي وسناه الساحر في كبد السماء .. وأظلمت حياتها إلى أجل غير مسمى ..
أغلقت الباب وراءها .. فما عاد شيء ها هنا يروي غليلها .. ويداوي جرحها ..
البدر قد ودعها إلى غير أوبة .. فلا تملك هي الوصول إليه ...
__________________
شكرا لك اخي ابو معاذ على التوقيع
|