[الاثري]

وبداية
فإنني أعتبر أن الإخوان المسلمين كانت ( أم ) التنظيمات الإسلاميه في العالم العربي
لأنها اقدمها , وهي التي ( فرخت) بقية التنظيمات بعد ذلك , وبداية الأنحرافات جاءت من داخل الإخوان أنفسهم.

إن مشواري مع الإخوان بداية
من عام (1951) وحتى خرجت من السجن - أي : ثلاثة وعشرون عاماً - لا أنفي عن نفسي أية مسئولية تجاه ما حدث .
ولكني أقدمه - كما قلت - لسبابنا الذي بات تتقاذفه تيارات ترتدي ثوب الإخوان ولا يعرفون عن أهدافها شيئاً , ويلقون بأنفسهم في خضم أهوال لا ينبغي لهم أن يتورطوا فيها .

وقال ايضاً في (ص 48 - 49 ) أمراض التنظيمات السرية :

وهذه تندرج تحتها بعض النقاط :
1 - الإحساس بالملكية :
وهو من أخطر الأمراض التي تنشأ داخل المنظمات السرية , ويعني
: إحساس أحد المسؤلين بملكية المجموعة الموضوعة تحت قيادته , لأنه هو الذي أتى بهم واختبرهم وعلمعم مدربهم .

2 - عدم وجود ضوابط للديمقراطية :
اي : أن الأمر قائم على السمع والطاعة المطلقة , فالعمل السري لا يحتمل المناقشات الكثيرة والتردد في اتخاذ القرارات , وهذا مما يوجد الإحساس بالتسلط عند المسرلين وضيقهم من المناقشة .

3 - عدم اكتشاف فساد القيادة بسهول :
فالجو السري المنضبط هو خير مناخ لتغطية القائد الفاسد , وعدم كشفه في الوقت المناسب , وإذا اكتشف فهناك مخاطرة من غبعاده خوفاً من كشف التنظيم .
وقد وضح علي عشماوي هذه النقطة بقوله في ( ص81) :
وكان مما قاله - سيد قطب -: أن الأستاذ البنا كان يعلم أن الجماعة مستهدفة من الخارج , ومن القوى المعادية اللإسلام , وأنهم أدحلوا إلى الجماعة بعض أعضائهم أو جندوا من داخل الجماعة أفراداً يعملون لصالحهم , على سبيل المثال ذكر أن الدكتور محمد خميس حميده كان ماسونياً بدرجة عالية من الماسونية , وقد وصل إلى أن أصبح وكيل عام الجماعة , وأن الحاج حلمي لمنياوي كان ممثلاً للمخابرات الإنجليزية داخل الجماعة .
والواقع : أن مسألة اختراق الجماعة من أعلى عن طريق الماسونية أو المخابرات الإنجليزية وغيرها كان أمراً غريباً علينا , إلا أن بعض الإخوان الآخرين غير الأستاذ سيد قطب قد اشاروا إلى هذا الأمر , مثل الأستاذ محمد الغزالي في كتابه :
( من معالم الحق في كفاحنا الإسلامي الحديث )
وقد سمعنا كلاماً كثيراص عن انتساب عدد من الماسوت بينهم الأستاذ حسن الهضيبي نفسه إلى جماعة الإخوان , ولكن لا أعرف بالضبط كيف استطاعت هذه الهيئات الكافرة بالإسلام أن تخنق جماعة كبيرة على النحو الذي فعلته ؟ (ص 226)

4 - عدم التعود على العلنية :
وهذا مما يجعل الأفراد منعزلين عن المجتمع لا يشاركون فيه لإحساسهم أن هناك انفصالاً فكرياً وعقائدياً بينهم وبينه مما يبعدهم أكثر عن المشاركة العلنية في أمور المجتمع واعتبار المنتمين غليهم خوفاً من ردود فعل المستمع حتى لو كان الكلام عادياص وموضوعياً .

5 - الشك في السلطة :
والشك الدائم في نوايا رجال السلطة هي إحدى سمات المنتمين إلى تنظيمات سرية وعدم الثقة بهم حتى وإن تحدثوا بإخلاص وفي أمور موضوعية .

6 - افحساس بالخطر :
ورجال التنظيمات السرية يعيشون ومعهم دائماً الإحساس بالخطر وعدم الثقة والاطمئنان إلى جهة أو فرد , وهذا افحساس مع طول المدة مرهق جداً ومدمر للنفس .

بارك الله فيكم وأحسن إليكم .
فكر التكفير