عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 10-08-2005, 12:38 AM
مُقبل مُقبل غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2005
المشاركات: 461
إفتراضي مـــــا بعــــد البيعــــــه

بسم الله الرحمن الرحيم


لا يختلف إثنان أن عملية الإنتقال السلسه للسُلطه في الرياض وما تلاها من إعطاء البيعه للملك عبدالله بن عبدالعزيز،أمرٌ أغاظ الكثيرين ممن كان يُراهن على إندلاع الفتنه في البلاد وإستباحة مقدساتها،ولعل الوعي السياسي الذي تنامى في طبقات المجتمع السعودي المختلفه له دور أساسي وفاعل في عملية الإنتقال هذه،فغالبية أبناء البلد على إطّلاع بحجم التحديات التي تواجهها المملكه من المتربصين بها من اليهود والنصارى وأذنابهم،وبغض النظر عما إذا كان الملك عبدالله محل إجماع من أبناء الشعب من عدمه،إلاّّ أن الجميع أدرك أنه في حالة الإختلاف فإن بوابة الفتنه ستُفتح على مصراعيها،مما قد يجلب على أبناء الشعب ويلات هم في غنى عنها.

بالرغم من هذا كله فالمسؤوليات المُلقاه على عاتق الملك عبدالله كبيره ومُتعدّده،بدأً من الإصلاح الإقتصادي في مختلف القطاعات الخاصه والعامه مروراً بالقضاء على الفساد الإداري والمحسوبيه وإنتهاءً بالإصلاح السياسي والسماح بالتعدديه السياسيه،ولعل الخطوه التي خطاها الملك عبدالله بإطلاق سراح سجناء ما عُرف بقضية الملكيه الدستوريه وسراح الشيخ سعيد بن زعير لهو بادرة أمل تجعل من المهتمين بالأمر السعودي إعطاء الفرصه للملك عبدالله وفريقه الجديد لطرح خُطَطُه المستقبليّه وتنفيذها على أرض الواقع.

ولستُ أذيع سراً لو قلت أن الملك عبدالله يبدو جاداً تماماً في احتواء الجميع وأن سياسته ستتبع شعرة معاويه في التعامل مع الفرقاء،خصوصاً في ظل النفوذ القوي الذي يتمتع به أصحاب التوجه الليبرالي في قطاع الإعلام بشكل خاص،لذا كم نتمنى على الملك عبدالله بن عبدالعزيز أن يُعيد التوازن في هذا القطاع بشكل خاص وفي مختلف القطاعات الأخرى بشكل عام،حتى لا تؤذينا دعوات شاذه على مجتمعنا بين الحين والآخر والتي تصدر للأسف بشكل غير مسؤول من أناس يُفترض بهم أنهم من صُنّاع القرار،ويُروَج لها من أصحاب التوجهات اللبراليه لغايات معروفه.

إننا كما نُطالب الملك عبدالله بكل هذه المسؤوليات والتغيرات،نطالب العلماء والدعاه والمشايخ بأن يتقوا الله وأن ينقلوا للملك عبدالله الصوره الصحيحه وأن يمدوه بالنصيحه والدعاء له بالتوفيق والسداد،كما نتمنى من الله أن يجعل من أبناء البلد قدوه يُحتذى بها في وحدة الصف والتكاتف لدرء الأخطار عن أمتنا ووطننا،هذا الوطن الذي نعيش كلنا على أرضه ونقتات من خيراته فنحن شركاء فيه.

والسلام عليكم ورحمة الله.