عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 20-09-2005, 04:44 PM
يحى عياش يحى عياش غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2005
الإقامة: أرض الله
المشاركات: 592
إفتراضي المناظرة الكبرى..القاعدة والحركيون وجها لوجه (لويس عطيةالله)


أستحلفك بالله أخى ان لا تمل من طول المقال (يحى عياش)
المناظرة الكبرى..القاعدة والحركيون وجها لوجه (لويس عطيةالله)

--------------------------------------------------------------------------------



المناظرة الكبرى..القاعدة والحركيون وجها لوجه


سيؤلفون كتبا عني !
لماذا ؟ ماهي إنجازاتك اللعينة ؟
لا شيء سوى أنني استطعت إثبات أنكم لم تنجزوا شيئا !
وماذا لديك الان لتقوله ؟
ما يقوله أي لويس عطية الله آخر !
المزيد من الإثباتات العقلية والنظرية على صحة خيار المجاهدين من تنظيم القاعدة .. وخطأ خياراتكم ..

كان ذلك ختام الحوار العاصف بيني وبين أحد القيادات الحركية التقليدية والذي سأرمز لاسمه بـ (أبو ياسر ) .

بدأ الحوار بالشكل التالي:

قال أبو ياسر: لقد كانت ضربة سبتمبر حدثا خطيرا تضررت منه الدعوة كثيرا وألب العالم علينا.

قلت: حسنا لماذا لم تمنعوه؟

قال : وكيف نمنعه؟

قلت يا أبا ياسر : أنتم جماعات واسعة الانتشار ولديكم علماء وقيادات ثقافية وحركية وأساتذة جامعات وشخصيات مؤثرة في معظم البلاد العربية فكيف تسنى لابن لادن أن يصنع التاريخ ويأخذ قلوب الناس ويصبح قطبا في مواجهة الغرب، وكيف تسنى له أن يضع الغرب في مواجهة مكشوفة وعريضة وساخنة مع الإسلام، بينما أنتم مشلولون، حتى الأخبار لا تعرفونها إلا من وسائل الاعلام.

قال : وماذا عسانا أن نفعل أمام هذه الشرذمة من المتهورين؟

قلت: سبحان الله ها أنت قلت شرذمة من المتهورين، وكأنك تعيد ألفاظا يستخدمها الإعلام الغربي عندما يصف حربه ضدهم بأنها ضد ( فلول القاعدة ) ألم تسألوا أنفسكم كيف يستطيع المتهور أن يصنع التاريخ ويسحب البساط من تحت أقدام الجميع؟ ثم كيف يستطيعون وهم "شرذمة" صغيرة كما في وصفك لهم أن يتصرفوا باسم الإسلام ويصنعوا هذا الاستقطاب العالمي؟ بل كيف يستطيع المتهور أن يخترق أقوى مخابرات في العالم ويدبر تلك العملية المعقدة بينما هو تحت نظر وبصر ومتابعة العالم بل وهو محاصر مشرد لا يكاد يحصل على قوت يومه؟

فقال أبو ياسر: اصبر لحظة، نحن لم نجزم بعد بأن بن لادن وجماعته خلف العملية ولا تزال هناك دلائل كثيرة على أن جهات أخرى ربما تكون خلفها، وما ذكرته أنت من كونهم محاصرين ومراقبين ومشردين وفقراء وكون العملية تحتاج إلى دقة متناهية وضبط ونجاح في كل خطوات التنفيذ يكاد يجعل كون بن لادن وجماعته خلف العمل أمرا مستحيلا. بل دعني أكرر عليك ما قاله أحد زملائنا الحركيين أن لو اجتمعت كل الجماعات والحركات الإسلامية بل والدول الإسلامية ومخابراتها ما استطاعت تنفيذ مثل هذه العملية.

فقلت: هل تريد إفهامي أنك تعتقد أن المسلم يستحيل أن ينجح في عمل معقد كهذا ولا ينجح به إلا الكافر؟

فقال: لم أقل ذلك لكن الحادث كبير وهائل يكاد يستحيل أن ينفذ دون تواطؤ من السي آي إي أو الموساد أو أمثالهما.

فقلت: لنكن واضحين، فرق بين أن تكون قوة أخرى خلف العمل بالكامل وبين أن يكون نفذه بن لادن بتواطؤ من السي آي إي، هل لك أن تختار بينهما؟

فقال: هناك كلام كثير وأدلة على أن الحادث ليس من صناعة بن لادن والقاعدة. الناس تناقلوا كثيرا من الأدلة ولخصت الأدلة في كتاب لعلك سمعت عنه.

فقلت: نعم وذلك الفرنسي الذي كتب كتابه أجزم أنه مجنون أو يطلب شهرة لكن هاهنا ملاحظتان على كلامك، أولا، إذا كان الحال كذلك فلماذا تلومون بن لادن إذاً ؟ الرجل ليس مسئولا حسب زعمك فلماذا نعتبر بن لادن تسبب في ضرر للعمل الإسلامي وألّب العالم علينا كما تقول؟ ثانيا، هل تتوقع أن أمريكا تؤلف كل هذه القصة الطويلة العريضة ويظهر بن لادن بنفسه ويثني على الأسماء المذكورة ومع ذلك يكون ليس لابن لادن والقاعدة أي دور في الموضوع؟

فقال: المسألة معقدة، يصعب الجزم بهذا أو ذاك لكن دعنا نقل إن كانت القاعدة خلف العملية فلا بد من تواطؤ مخابرات عالمية كبرى مثل السي آي إي أو الموساد.

قلت: حسنا .. أنت مستعد أن تتصور أن السي أي آي أو الموساد تتواطأ مع بن لادن ولست مستعدا لأن تتصور أن بن لادن وجماعته أو جهة مسلمة تستطيع أن تنجزه لوحدها؟

فقال: لم أقل ذلك بل قصدت أن السي آي إي أو الموساد ربما اخترقت بن لادن وجماعته وساقتهم لهذا التصرف وسهلت إنجاح العملية دون أن تتواطأ بشكل مكشوف؟

قلت: يعني أنت إذاً مستعد أن تتصور أن السي آي إي أو الموساد تدير هذا العمل المعقد بكل اقتدار ومع ذلك لا تستطيع الآن أن تعرف مكان بن لادن الآن؟ وسؤال آخر، أنت مستعد أن تتصور أن السي آي إي أو الموساد تدير هذا العمل المعقد بكل اقتدار ولايتسرب شيء من اختراقها ولست مستعدا لأن تصدق أن بن لادن وجماعته يستطيعون أن ينجزوا مثل هذا العمل؟

فقال: أبو ياسر من قال أن أمريكا لا تعلم مكان بن لادن الآن؟ إذا تصورنا أن العمل من السي آي إي لهدف تحطيم الطالبان والتحكم بآسيا الوسطى ولا أظنك تجهل أن أمريكا لديها هدف استراتيجي في ضمان وصول إمدادات نفط بحر قزوين وتقليل الاعتماد على نفط منطقة الخليج ولذا فإن من مصلحة أمريكا بقاء بن لادن لتبرير وجودها المستمر ولا يوجد وضع مثالي مثل الوضع الحالي الأمريكان يعلنون أن بقائهم في أفغانستان سيطول ! أليس ما حدث هو تحقيق لهدف أمريكا الاستراتيجي الخاص بنفط قزوين؟ أما السؤال الآخر فنعم هذا عمل هائل لم نتعود أن ينفذه مسلمون ومن الممكن أن تتكتم أمريكا على عمل هائل مثل هذا مثلما تكتمت على عملية خليج الخنازير.

فقلت: يا أبا ياسر ما قلته للتو هو أحد أكثر الأشياء غير المعقولة التي سمعتها وأستغرب من هذه العقلية المؤامراتية الخيالية، يعني أنت مستعد أن تتصور هذه المخابرات تدمر البنتاجون ومركز التجارة وتضرب هيبة أمريكا في الصميم بعملية غاية في التعقيد والخطورة عالميا وكل ذلك الذي لا يتسرب منه شيء ينجز فقط لتبرير ضرب الطالبان؟ هل كان ضرب الطالبان يستدعي مثل هذا التبرير؟ لو كنت أنت رئيسا لأمريكا أو السي آي إي هل كنت ستختار هذا الخيار لتبرير ضرب الطالبان والقاعدة؟ وأنت مستعد أن يجنح بك الخيال لكل ذلك ولا تتخيل أو تتصور أن القاعدة تستطيع أن تنجز العمل بكل تفاصيله بمفردها؟ أما بالنسبة للهدف الاستراتيجي فدعني أتفق معك أن أمريكا لديها هدف فعلا في مسألة نفط قزوين لكن هذا الهدف الاستراتيجي منفصل تماما عما نحن فيه ، نحن نتحدث عن عملية 11 سبتمبر وأنت تستخدم مسألة نفط قزوين كقرينة لتصحيح نظرية المؤامرة وأن أمريكا ضربت نفسها لتأتي إلى أفغانستان .. حسنا هذا خيال جامح وكون أمريكا تريد نفط قزوين لا يعني أبدا أنها ستضرب نفسها من أجل تحقيق هذا الهدف بل باعتراف الأمريكان فإنهم كانو يخططون لحرب طالبان قبل 11 سبتمبر بمدة طويلة .. بعبارة عامية ( بن لادن تغدى بهم قبل أن يتعشوا به وبطالبان ) ..
ثم هل تعتقد أن مصداقية أمريكا تبقى مع عدم القبض على بن لادن أو قتله؟ وإذا كنت فعلا تعتقد أن أمريكا تعرف مكان بن لادن ولا تريد القبض عليه فأنصحك بأكل الفجل إذ يقال إن له مفعولا في تصاعد الأبخرة للدماغ حتى ( ينعدل ) المزاج هذا ما قاله (بطليموس ) في ( المجسطي ) !

فقال: دعك من السخرية !

قلت أنا لا أسخر لكن أنت تتحدث بشيء من التهريف ولا ينفع معك سوى ما فعله ( عليّان ) المجنون مع أبي يوسف القاضي ، وهل تعرف ما فعل عليان في مناظرته لأبي يوسف القاضي ؟
قال أخبرني
قلت إن عليان رأى أبا يوسف يمشي فقال له يا أبا يوسف مسألة ؟ فقال أبو يوسف سل
فقال عليان: يا أبا يوسف أليس الله قال ( وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم مافرطنا في الكتاب من شيء )
فقال أبو يوسف نعم
قال عليان: وأليس الله قال ( وإن من أمة إلا خلا فيها نذير )
فقال أبو يوسف نعم
فقال عليان: فمن نذير الكلاب يا أبا يوسف ؟
فنظر أبو يوسف متأملا ومتعجبا ! وقال .. لا أعلم أخبرني من ( نذير الكلاب )
فقال عليان لا حتى تأمر لي بفالوذج .. فأمر أبو يوسف من يحضر له طلبه ثم أخذه للمسجد وجلس أبو يوسف وطلابه ينتظرون عليان المجنون حتى يفرغ من الطعام ، فلما فرغ قال أبو يوسف .. هيه يا عليان أخبرنا من نذير الكلاب ؟
فأبتسم عليان ثم أخرج من جيبه ( حجرا ) وقال .. هذا نذير الكلاب يا أبا يوسف !

ضحك أبو ياسر وقال: لنعد إلى ماكنا فيه ثم أردف: صدقني لا يمكننا تصور أن القاعدة تستطيع أن تنجز هذا العمل لوحدها، وأما مصداقية أمريكا فنعم تعرضت لتحدي لكن المكاسب الأمريكية من السيطرة على المنطقة والهيمنة على أواسط آسيا أهم من المحافظة على مصداقية في قتل بن لادن. وهم -على كل حال- قد كسبوا مصداقية كبيرة في القضاء على طالبان وحشر أفراد القاعدة في أقفاص جوانتانامو.

فقلت: الانجليز قالوا: فتش عن المرأة والقوميون العرب قالوا: فتش عن اليهود .. وجاء وقت الحركيين الاسلاميين ليقولوا: فتش عن الأمريكان ! أما كونك لا يمكنك تصور أن القاعدة يمكنها إنجاز هذا العمل فهي مشكلتك أنت وحدك ومن جمعتهم في كلمتك ( لا يمكننا ) ممن هو يحمل نفس المضمون الدماغي ..
نستطيع أن نقول حسب كلامك أنك تنتظر حدوث الوقائع لتبحث عن تفسير أمريكي لها، بمعنى تبحث عن تفسير مبني على أن أمريكا خلف كل حدث ولا يمكن أن يحصل شيء خلاف مراد أمريكا؟ حدث سبتمبر نفسه تواطؤ من أمريكا، ترك بن لادن حيا تواطؤ من أمريكا. طيب إذا كانت أمريكا لديها هذه القدرة الجبارة في صناعة الأحداث والتحكم بالتاريخ والقدرة على اختراق كل الناس فلماذا تؤذي نفسها كل هذا الإيذاء وتتسبب في قتل الآلاف وتدمير منشآت تمثل قلب رأسمالية أمريكا وتتعرض لهذا الخطر من أجل تنفيذ مشروع في أفغانستان؟ لماذا لا تشرع فورا في تنفيذ ما تريد وخلاص؟ ما هي المشكلة في أن تحطم أمريكا طالبان ؟ تحالف الشمال مستعد أصلا للتعاون معها من زمان بل يوجه لها اللوم من سنين. وما دامت أمريكا مخترقة للقاعدة والطالبان فقدرتها على تحطيمهم وتحطيم الطالبان لا تحتاج لعملية سبتمبر. أنت الآن بين خيارين إما أن تقول إن أمريكا هي التي تحكمت بالأحداث وأن لديها قدرة فائقة تمكنها أصلا من تحطيم طالبان من دون أن تبحث عن مبرر، أو أن تعترف أن أمريكا فوجئت بالحدث مثلما فوجئ غيرها.

فقال أبو ياسر: لا تلزمني إلزامات لا أقبل بها، أمريكا لديها قدرة فائقة صحيح لكن تحتاج لمبررات بعض الأحيان؟

قلت: مبررات ماذا ومن ذا الذي سيقف في وجهها حسب كلامك وتصورك لقوة أمريكا التي تطرحه؟ وهل المبررات تصل إلى حدث بمثل ضخامة وتعقيد حدث سبتمبر؟

شعرت أني أحاصر أبا ياسر وبدا ذلك من عبارته حيث قال: لا تفهم من كلامي أني جزمت بذلك، لكن التجربة التاريخية تدل على أن أمريكا مستعدة للتضحية ببعض مواطنيها أو حلفائها من أجل أهداف استراتيجية.

فقلت: (تعلّمني بضب أنا حرَشته ؟) أنا مدرك لما تقول لكن ضع في ذهنك أن أحداث سبتمبر أولا كارثة وطنية بالحسابات الأمريكية، ثانيا قتلى بالآلاف، ثالثا عمل غاية في التعقيد يحتاج التواطؤ فيه مستويات متعددة يستحيل المحافظة على السرية فيها، كل ذلك مقابل ماذا؟ تبرير؟ تبرير ماذا؟ من الذي سيرفض إرادة أمريكا في المنطقة؟ المسلمون؟ أنت قلت أنهم عاجزون، الروس، الأوربيون؟ من؟

_________________________