عرض مشاركة مفردة
  #6  
قديم 25-09-2005, 07:01 AM
يحى عياش يحى عياش غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2005
الإقامة: أرض الله
المشاركات: 592
إفتراضي المناظرة الكبرى..القاعدة والحركيون وجها لوجه (لويس عطيةالله)(2)

المناظرة الكبرى..القاعدة والحركيون وجها لوجه (لويس عطيةالله)(1)




فقال أبو ياسر: أما مسألة المجتمع المدني فربما تكون هذه وسيلة لنيل الحقوق ولسنا نريد استعارة مفهوم المجتمع المدني كاملا وأما كلامك عن عالمية الإسلام فكونها كذلك لا يعني أن نفعل ما ليس في طاقتنا، وليس من الحكمة أن يورط الإنسان نفسه أو غيره في ميدان أكبر منه أو عدو أقوى منه.

قلت: سنرجئ الحديث عن المجتمع المدني إلى وقت آخر لكن يجب أن أقول أنه من الجميل أن تعترف بأن المسألة عجز، لكن سؤالي ليس عن قدراتكم، سؤالي هو عن تكييفكم لمن هو الخصم الأول للإسلام وكيف نجح في تحجيم الإسلام؟

فقال: لا أعتقد أن هناك من يجادل أن أمريكا تدعم وتتبنى إسرائيل ومتربصة بالإسلام والمسلمين وتحاربهم وتحاصرهم بأكثر من صورة، ولا نشكك أبدا بأنها حجمت المشروع الإسلامي من خلال عملائها من الحكام في العالم الإسلامي وسيطرتها على ما يسمى بالمؤسسات الدولية، هذا كله لا نجادل فيه، لكننا نعتقد أن المرحلة مرحلة تربية وتصفية وتأصيل شرعي وحماية المكتسبات الدعوية والخيرية النشيطة في العالم الإسلامي كله. ولم يخطر ببالنا أن مواجهة أمريكا اولوية أبدا.

قلت: هل المسألة عدم أولوية أو هي عجز واستصغار الذات؟ يعني بعبارة أخرى إن كان استهداف أو مواجهة أمريكا ليس أولوية فهل هو في برنامجكم مطلب أو خطوة متأخرة وأجلتموه قناعة بضرورة تأجيله حتى تستكمل الأستعدادات أو هو مشروع لم يرد أصلا في خطتكم؟ ورجاء أريد إجابة هذا السؤال بكل أمانة وتجرد.

استفزت عبارتي الأخيرة أبا ياسر وتضايق منها وقال:
لا داعي لأن توصيني على الأمانة والتجرد، دعني أكن صريحا معك في هذا، ليس لدينا خطة سياسية واضحة فضلا عن مواجهة أمريكا. نعم لا توجد أي خطة لاستهداف أمريكا لا حاليا ولا لاحقا ولا توجد أي استراتيجية لذلك. لكن لماذا نستهدف أمريكا أصلا، حين قلت أنها ليست أولوية قصدت أنها ليست مطلوبة أصلا. لسنا بـحاجة لأن نستهدف أمريكا لا حاليا ولا لاحقا.

فقلت : أعتذر يا شيخ إن كانت عبارتي مستفزة لكن أنت تعلم مقال الأول:
وجدال أهل العلم ليس بضائر *** مابين غالبهم إلى المغلوب
لكن أخبرني ماذا تعمل لمواجهة الخطر الأمريكي وتغوّله على الإسلام والمسلمين؟ هل لديك خطة لذلك؟

قال: نستمر في العمل الدعوي والتربوي والإعلامي وإصلاح المسلمين إلى أن ييسر الله لهم أنظمة سياسية صالحة ربما تكون في مستوى مواجهة الكفر العالمي سواء بقتال أو بمواجهة سياسية.

فقلت : هل تدرك أخي أنك بهذا تعترف اعترافين في وقت واحد، أولا أنت تعترف أن الجهاد ليس محسوبا في برنامجكم مطلقا لا حاليا ولا مستقبلا وثانيا أنت تعترف أن ليس لديكم أي خطة لمواجهة عدو الإسلام الأول ...

فقاطعني قائلا: لحظة من قال إن الجهاد غير محسوب، نحن نؤمن بوجوب الجهاد لكن في وقته وظرفه.

هنا وجدت الفرصة سانحة لإمطاره بالأسئلة التي أنا أدرك جيدا أنه سيتحايل على الإجابة عليها:

فقلت: هل لديكم برامج لإعداد كوادركم وتدريبها جهاديا مثلا؟

قال: لا، لكن لا نعتقد أصلا أننا نحتاج ذلك؟ نحن نعتقد أن فرضية الجهاد مسألة محسومة في الشرع ولا يسعنا أن نشكك فيها.

قلت: حسنا ، أكرر السؤال، هل لديكم برامج لتربية كوادركم جهاديا بمراكز أو معسكرات تدريب، أو أي شيء ينوب عنها، أو على الأقل تربّونهم على تصنيف العالم والنظر له من منظار جهادي، وتبشرون بحال ينادي فيها منادي الجهاد؟

فقال: أنت تعلم أن الظروف لا تسمح بذلك مطلقا، وما يسمى بالتربية الجهادية يفتح علينا أبوابا نحن في غنى عنها الآن. ونحن في الجملة ضد هذه الأفكار التي غالبا ما تنتهي بتدمير الحركات الإسلامية كما حصل في مصر والجزائر.

فقلت: يعني أنت ترى أن مجرد التربية الجهادية وتعليم الناس أن يحدثوا أنفسهم بالغزو ويتدربوا عند اللزوم للمستقبل وينظروا للعالم بمنظار جهادي مسألة مرفوضة لأنها تجر عليكم تحطيم العمل الإسلامي؟ طيب هل تمنع غيركم من القيام به؟

فقال: نعم لأنه سيؤدي إلى ضرر كل العمل الإسلامي كما حصل بعد أحداث سبتمبر وكما حصل بعد أحداث مصر والجزائر، والقرآن يقول لمن لم تكتمل أدواته "ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة".

قلت: أنت إذاً تقرر من خلال هذا الآية ومن خلال خلط نموذج مصر والجزائر مع نموذج سبتمبر تجميد فريضة الجهاد القتالي سواء مع الأنظمة الطاغوتية في العالم الإسلامي أو مع رؤوس الكفر الصريح إلى أن تكتمل ما أسميتها بالأدوات؟ وتذهبون إلى أبعد من ذلك فتتجنبون التربية الجهادية والتدريب والإعداد حتى لا يفضي إلى هذه النتيجة؟

قال: نعم ولكن لا تفهم من كلامنا أننا نبطل فريضة الجهاد بل إننا نعتقد جازمين أن الجهاد فرض ثابت بالكتاب والسنة ومن شكك في فرضيته أنكر معلوما من الدين بالضرورة.

قلت : لا تقلق لن أفهم كلامك خطأ ، لكننا سنحتاج إلى (نيكولاس فلاميل) آخر و (حجر فيلسوف) جديد حتى نحل المعضلة التي تقولها! إذ يتضح من كلامك أن الاعتقاد بوجوب الجهاد مسألة نظرية بحتة لا يصلح أن يطبق شيء منها، ولا حتى التربية الجهادية والإعداد والتدريب. وآيات القتال والتمكين لدين الله في الأرض وأحاديث الحث على الجهاد ووجود طائفة مؤمنة على مر العصور ترفع راية الجهاد واتفاق العلماء على وجوب الإعداد والموتة الجاهلية لمن لم يحدث نفسه بالغزو كلها مسائل مجمدة؟

كنت أعلم أن الكلام عن الجهاد من المضائق لدى (الحركيين) وكثيرا ما يتخبطون فيها وقد حشر أبو ياسر في الزاوية وتهرب بأن قال:

أخشى أن أضطر لتكرار الكلام السابق أعلاه لكن دعنا نستخدم عبارة أفضل من مجمدة وهي مؤجلة.

فقلت: لإتمام الإجهاز على حجته والانتقال لنقطة جديدة:
حسنا اتضحت الفكرة هنا، وانتهينا إلى أنكم قد أجلتم أو جمدتم كل المسائل المتعلقة بالجهاد وهنا ستدخلون في إشكال ليس مع تنظيم القاعدة بل مع الله سبحانه وتعالى .. وأرجو من الله أن يرحمكم .. لكن دعنا نتجاوزها إلى سؤال أكثر دقة وهو عودة إلى مسألة تكييف الواقع فيما يخص مواجهة العدو الأمريكي. أنتم جمدتم أو أجلتم كل المشاريع الجهادية وما يتصل بها بناء على فهمكم لواقع أمريكا والعالم الإسلامي وتقديركم لإمكاناتكم. السؤال المهم هنا ألا تعتبرون نشاط جهة مهمة مثل تنظيم القاعدة جزءا من هذا الواقع؟ أنتم ترصدون وتحللون واقع أمريكا والعالم الإسلامي، ألا ترون أن من المهم رصد وفهم طبيعة ومنهج واستراتيجية هذا التنظيم ما دام قد ثبت أنه رقم مهم في المعادلة؟

فقال: لا نعتقد أن تنظيم القاعدة يحتاج رصدا خاصا فهو تنظيم معروف بتاريخ معروف بأهداف معروفة ونشاط معروف، ويبقى تصور المواجهة العالمية كما هو. مع كل تقديرنا للتاريخ الجهادي للرموز التي في القاعدة نؤكد أنه لولا رد الفعل الأمريكي على استفزازات القاعدة لما كان لها ذلك التأثير الكبير. أي إنسان متهور يستطيع يستفز أمريكا ويستجلب منها رد الفعل هذا.

فقلت: هل أنت متأكد أن أي إنسان متهور يستطيع أن يستفز أمريكا ويستجلب رد فعل هائل مثل الذي حصل بعد أحداث سبتمبر أو حتى بعد كينيا وتنزانيا؟ أليس من العدل والإنصاف أن نتأمل الأحداث قليلا ونرى تطور عمليات القاعدة من أحداث الصومال وعدن إلى تفجير الرياض والخبر إلى ضربتي كينيا وتنزانيا إلى ضربة المدمرة كول إلى ضربة سبتمبر؟ ضربات متصاعدة بردود أفعال أمريكية متنامية، بكل أمانة هل تأملتم ودرستم سلسلة الأعمال التي نفذتها القاعدة حتى تقول إنه مجرد عمل متهور؟ بل دعني أكون أكثر بساطة في السؤال، هل خطر في بالكم أن لدى القاعدة استراتيجية حقيقية وليس مجرد استفزاز للأمريكان؟

فقال: نحن نشك بوجود استراتيجية بالمعني الحقيقي لدى القاعدة وكل الذي نظنه أنهم استلذوا بمسألة تحدي أمريكا لما تجلبه من إثارة للعواطف الإسلامية، والعواطف لا تصنع تغييرا. والعيش في ظروف القسوة والشدة لها طعم ولذة تستهوي البعض.

فقلت: أخي الكريم، هل تقر أنك بذلك تعترف بأنك أنت وجماعتك وتيارك لا تعلمون إلا انطباعات عامة عن القاعدة وليس معرفة بحقيقتها واستراتيجيتها ومنهجها وخطتها؟

فقال: نحن نستقريء منهجها واستراتيجيتها استقراء، وقد فهمنا أنه تجييش عواطف ضد أمريكا وبس. بمعنى آخر نعتقد أنه لا توجد استراتيجية أصلا بل هو حماس مدفوع بالحقد على أمريكا وافق هوى عند جماهير المسلمين.

فقلت: ألا تعتقد أن هذا دليل على ضعفكم أنتم وليس دليلا على ضعف القاعدة؟ أنت قبل قليل اعترفت أنه ليس لديكم برنامج ولا استراتيجية لا محلية ولا عالمية وأنكم تكررون منهج تربية وأسلوب دعوة عفى عليه الزمن. أسألك سؤالا صريحا، هل فكرتم في جماعتكم أو تياركم أن تدرسوا ظاهرة القاعدة وبن لادن دراسة مستفيضة؟ أو هل ذهبتم لأبعد من ذلك وأرسلتم من طرفكم مندوبين يسألون القاعدة عن منهجهم؟

فقال: الجواب الصريح هو لا هذا ولا هذا، لم ندرس ظاهرة القاعدة دراسة مستفيضة ولم نرسل مندوبين للحديث مع القاعدة. أما إرسال مندوبين فمسألة محفوفة بالمخاطر وأما الدراسة المستفيضة فقلت لك إننا ربما نستغني عنها باستقراء الأحداث.

فقلت : بامتعاض ! يا أخي أنتم جماعة وتيار مسؤول ولستم بقالة أو مدرسة ابتدائية، الأحداث التي نسبت للقاعدة والتداعيات التي تلتها أحداث لا يجادل أحد أنها جسام، هل يستطيع أحد أن يزعم أنه يستطيع الحكم على القاعدة واستراتيجيتها ولم يتقدم بدراسة مستفيضة حتى للأحداث المنسوبة إليها وتداعياتها؟ دعني أكن أكثر وضوحا، هل أعددتم دراسات أو نظرات في أحداث سبتمبر وتداعياتها بشكل شمولي، بغض النظر عن القاعدة واستراتيجيتها؟ هل نشرتم بين كوادركم أو حتى للجمهور شيئا من ذلك؟ لم أطلع ولم أسمع عن دراسة من أمثالكم عن أحداث سبتمبر.