[ميثلوني في الشتات]

لا للإرهاب


في ليلة من ليالي الخريف
والريح تقذف بيتنا
بالحصى
بالرمال
وبكل ما يملأ زقاقنا النظيف
وتزمجر الريح في فناء بيتي
ترمي في قلوب أطفاليَ التخاريف
تهز أركان البيت
فتصطك ألواح المعدن السخيف
ويلتصق بي أطفالي جزعاً
كأنهم أمام وحش مخيف
رعباً مزلزلاً يعتريهم
ما له تصريف
فيسألني أطفالي
عن بيتنا الموشح بالحجارة ذي الزخاريف
عن أرضنا في بلدتنا
عن بستاننا
وثماره ذات التصانيف
لم لا نعود يا والدنا
لمن تركناه
هل يرعاه جدُّنا الضعيف
احترت بأطفالي
كيف أَروي قصتي
كيف أًروي ظمأ عقول ملَّت من التسويف
لكني جمعت همتي
لملت أفكاري وعزمت على الرأي الحصيف
تعالوا جميعاً واسمعوا قصتنا
من أول فصلِ حتى يومنا المخيف
بيتكم دمره بنو صهيون
جعلوه ركاماً عدا بعضاً من التجاويف
بستانكم أصبح قفراَ
يشكو من التجاريف
جدُّكم ما استكان
أبى الذل
أبى الهوان
فقتلوا ذلك الشيخَ الضعيف
دمروا بلدتكم
هجرونا طاردونا
أبعدونا عن قرانا
فسكنا بيوتاَ من صفيحٍٍ خفيف
سلبوا أرضنا
مصدر رزقنا
حتى غدونا عبيداً للرغيف
صاح أطفالي
من ذا الذي بادرنا بإرهابٍ عنيف
أهم اليهود
أبناء القرود
عبدة العجل السخيف
قلت لأطفالي
مهلاً فإن لليهود حبلاً
ما زال قوياً فيضيف
إرهاباً لإرهاب اليهود العسيف
قالوا قد علمنا
من طائراتٍ
صوتها له حفيف
تلقي علينا حمماً من صنعه
فهو الذي صنع الإرهاب لدنيا الشرِّ المخيف
لكننا لن نهادن
لن نسالم
ولن نهون
نمضي على درب جدنا
مجاهدين ولو كنا بلا رديف
نثأر ولكن لرب ودين
ونمضي إلى الله في الخالدين
قلت مهلاً
سيرميكم بدائه
يؤلب الدنيا على هدفكم الشريف
فينعتكم بالإرهاب
ويرمي بسهامه جهادكم العفيف
قالوا تالله لقد أضحكتنا
ففي عالم الطغيان تسمع كلَّ ظريف
أراعي الإرهاب وموجده حكمٌ
يحدد ما الإرهاب
ومن صاحب القتال النظيف
جهادنا لله نعلنه
لن نخش فيه لوماً ولا تعنيف
هو نصرٌ محققٌ
ليس فيه أيُّ زيف
أو موتٌ بشهادةٍ
تعلي راية القرآن فوق كل حضرٍ وريف