عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 25-05-2006, 12:35 PM
أبو إيهاب أبو إيهاب غير متصل
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2004
المشاركات: 1,234
إفتراضي

وفى المسجد بعد عام من نطقى للشهادة ، وبعد أن صرت ومحمود أكثر من أصدقاء ، فقد كنا إخوة فى الإسلام . ذهبنا لسماع خطبة فى هذا المسجد بـ "Fairfield" ، حيث كان مبنى صغيرا يشرف عليه مجموعة صغيرة من الطلاب المسلمين وقد تحول إلى مسجد . وقفنا بالخارج مع مجموعة كبيرة من الحاضرين ، وقد كنت أنا ومحمود فقط الذين يرتدون الملابس الإفرنجية . وقد وجدنا مكانا على الأرض لنجلس فيه . وقد أوصى المحاضر المستمعين بأن يكونوا فى إيمان الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين ، وقد قص عليهم هذه القصة .
قابل رسول الله صلى الله عليه وسلم بدويا فى الصحراء ، فدعاه للإسلام ، فقابله البدوى بالرفض والعناد ، وقال له ، "هل هناك من يشهد لك بالنبوة ؟" ، ولم يكن هناك أى شخص إلا على بعد أميال ، فأشار الرسول إلى شجرة قريبة ، وقال هذه تشهد لى ، وفى الحال انخلعت الشجرة من على الأرض وتقدمت من رسول الله والبدوى ينظر إليها برعب ، ثم صرخ "أشهد أنك رسول الله" ونطق بالشهادتين .
رأى محمود فى عينى الضيق ، وحاول معالجة الأمر بعد المحاضرة ، قائلا ، أنه من الطبيعى ليس الحاضرون هم كل المسلمون . بالطبع كان كثير من الحضور مبهورون بالمحاضرة وبمثل هذه القصص التى ذكرت فيها ، فقد كانوا يُتْبعونها بتهليل وإعجاب شديدين . ولكنى شعرت بأن كلمات محمود كانت نوعا من الإعتذار الغربى ، وليس إعتذارا إسلاميا . من وجهة نظرى ، أن مثل هذه القصص تناقض الغرض الذى أراده القرآن الكريم . فالقرآن يريد لنا أن نؤمن بإعمال عقولنا ، وليس بمثل هذه الخوارق الطبيعية "مداخلة : *بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ .... طسم {1} تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ {2} لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ {3} إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّن السَّمَاء آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ {4} سورة الشعراء [/COLOR]... وإليكم هذا الرابط الذى يفرق فيه فضيلة الشيخ القرضاوى بين الحقيقة والمغالاة فى نسبة المعجزات لرسول الله صلى الله عليه وسلم ...الحقيقة والمغالاة فى معجزات الرسول" . وكان مما قاله محمود لى بدبلوماسيته المعهودة ، "من نحن لننكر شرعية ما يراه الآخرون إذا تعارض مع رأينا ؟" .
*هذا الموقف جعلنى أشعر ... بأنه من صالحى أنا ... لابد أن أفهم موقع الأحاديث النبوية فى حياة المجتمع الجديد .
كنت على وشك الدخول فى متاهات من التشويش ، والخلط ، والشك ، وكان يجب على أن أكتشف ما أنا فيه ، بطواعية وببساطة ، حيث المجال ضيق للهواجس .
يوجه المستشرقون السهام لعلم الحديث الشريف ، وللأسف فإن البحوث المقدمة من علماء المسلمين ، سواء الأصلية ، أو المترجمة للغة الإنجليزية ، لمقابلة هجومهم ، غير كافية . والحاجة لمثل هذه الأبحاث ، هامة جدا للمسلمين الجدد الذين يعيشون فى الغرب ، حيث أن هذا الموضوع يلعب دورا فاعلا لربطهم بالمجتمع الإسلامى ، ولمقابلة التحديات التى تواجههم ، ولصيانة أنفسهم من المحيط الذين يعيشون فيه .

سريعا ما يجد المتحول الجديد للإسلام نفسه ، أنه فى أشد الحاجة لإعتماده لدور من السنة والحديث الشريف فى حياته . المشكلة هى أن الخيارات المتطرفة المتاحة تجعل المتحول سريعا ما يجد نفسه معزولا عن المجتمع الجديد الذى انضموا إليه حديثا . ومن وجهة نظرى ، فإنى أرى أن هذا الوضع من السهل أن يتم ملافاته إذا كانت هناك محاولات حقيقية وأمينة ، ومناقشات مفتوحة فى الموضوع . وبالرغم من أنى ليس لدى الخبرة الكافية للولوج فى هذا الموضوع ، إلا انى سأحاول الدخول فيه من منظور محدود .
دعنا نَبْدأُ بالبحث فى بَعْض الشروطِ الرئيسيةِ.



يتبع "الحلقة القادمة عن السنة النبوية"