عرض مشاركة مفردة
  #8  
قديم 17-09-2002, 01:18 PM
عمر مطر عمر مطر غير متصل
خرج ولم يعد
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2000
المشاركات: 2,620
إفتراضي

وأما الأكذوبة الكبرى التي تجري على لسان (بوش) و(بلير) أنهم لا يضمرون إلا كل خير للشعب العراقي ، وإنما يهدفون السلطة العراقية ، فإن هذا غير صحيح ولا يمت للحقيقة بصلة .
ونحن نؤكد وبكل قوة بأن ، الحصار على العراق لا يقره شرع منـزل ، ولا عقل سليم ، ولا فكر مستقيم بل ولا قانون منضبط
يقول رامسي كلارك "إن مبادئ القانون والعدالة تدين بقوة هذه العقوبات وتعتبرها إجرامية" وقال هوك ستيفتر "لقد نجح المؤلف أي (مؤلف كتاب التنكيل بالعراق) من خلال وثائقه الوفيرة وبسطها بأسلوب ساخط لا ذع في تسليط ضوء قوي على أكثر جرائم الإبادة الجماعية وحشية في القرن العشرين " وقال الإنجليزي جيف سيمونز في كتابه التنكيل بالعراق "إنني أشعر بالعار المتسم بالعجز إزاء ما حكمت به حكومتي والمتواطئون معها في الإبادة الجماعية ، أولئك المشلولون نفسياً ، ومن ينقلون الشعور بالذنب "

على أي أساس تعاقب العراق على احتمال أنها سوف تملك قنابل نووية وأسلحة الدمار الشامل بعد عشرين سنة ، بينما الصهاينة في إسرائيل حققت ذلك كله قبل عشرين سنة ، بل ولا زالت في تطويرها ومضاعفتها والصفقات تلو الصفقات في شراء الأسلحة الفتاكة وإعدادها العملي ضد المسلمين وبمساعدات أمريكية متنوعة ومتعددة
ولماذا لا تعالج الأسلحة النووية في إسرائيل بالدواء الذي تستعمله أمريكا مع أسلحة كوريا الشمالية (النووية!) وأسلحة الدمار الشامل في العراق ، ومن أين التفصيل بين حقوق الأقليات الإسلامية والأقليات غير الإسلامية ، حيث إن الثانية تحظى بالتعاطف الرسمي والشعبي من الغرب الكافر ، بينما الأولى تلاقي الحروب المباشرة وغير المباشرة ، وأحوال الأقليات اليهودية في العالم والبهائية ونحوها في سلام وتمكن ، بينما الأقليات الإسلامية في بورما والفلبين تتعرض للمعاناة يومياً ، وأدهى من ذلك سوء أحوال الأكثرية الإسلامية في السودان والعراق
ولا يختلف اثنان في أن أمريكا وبريطانيا قد سعدا بإنفاذ سياستهما وإخراجها عبر منظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن التابع لهما ! وأن حصار العراق دخل ضمن استراتيجيتهما بالمنطقة لشل قدراته التي كان يتمتع بها قبل اجتياحه للكويت
لقد خرج مفتشو الأمم المتحدة من العراق منذ مدة بعد أن قضوا فيها فترة طويلة بينما صدام يخرق المقاطعة ، ويشتري سلاحاً بمال اتفاق النفط مقابل الغذاء ، إذا كان ذلك الحظر لم يفلح فما دواعي استمراره ، أكثر من عشر سنوات ، تلك فترة كافية ، ولكن أمريكا تفعل هذا وأعظم بحثاً عن مصالحها الشخصية دون مراعاة لمعاناة الأخرين ودون مبالاة بالقوانين الدولية ، ولذلك يقول أشرف بيومي الأمريكي إن أمريكا عطلوا حوالي ألف عقد ، فأي عقد لا يعجبهم فهم على أتم استعداد في إلغائه ، حتى عقود الأكل لا يبالون في منعها ، وحتى العقود التي لها علاقة بالمنشآت البترولية ، وكذلك العقود التي لها علاقة بالزراعة ، والعقود التي لها علاقة ببناء البنية التحتية ، وهي محطات توليد الكهرباء وضخ المياه والصرف الصحي، وهذه هي الأسباب الحقيقية التي تقتل مئات الآلاف من أطفال العراق، أطفال العراق يموتون بتلوث المياه، وتلوث الصرف الصحي ، كما قامت أمريكا بمنع تزويد العراق حتى بالثيران لتحسين الثروة الحيوانية ، أما الشعارات التي ترفع بين الحين والآخر، سبق للرئيس (بوش) أن أعلن أنه ليس لديه أي خلاف مع الشعب العراقي ، فهذا كلام لا أساس له من الصحة ، والدليل على ذلك الواقع ، فقد قام بإلقاء ما يعادل سبع قنابل نووية على العراق في عام 1991
إن تدمير قوة الأمة وإرجاعها إلى الخلف ولتنتهي حيث بدأت هو هدف من أهداف أعداء الإسلام ، وقوة العراق كشعب مسلم أمر يخشاه الغرب الكافر ليس لأن صدّاماً لا يسير على ركابهم ومنهجهم كلا ، ولكن لأن القوة قد تصير يوماً من الأيام لمن لا يسير في ركابهم ومنهجهم الضال ، ولأجل ذلك فهم حريصون على تدمير العراق ويخططون لذلك من وقت بعيد ، فقد جاء في مقال نشرته صحيفة "كيفونيم" اليهودية بتاريخ 20/4/1402هـ ( وأما العراق فهي غنية بالبترول ، وفريسة لصراعات داخلية وسيكون تفككها أهم بالنسبة لنا من تحلل سوريا ، لأن العراق يمثل على الأجل القصير أخطر تهديد لإسرائيل ، وقيام حرب سورية عراقية سيساعد على تحطيم العراق داخلياً قبل أن يصبح قادراً على الانطلاق في نزاع كبير ضدنا!)
ولهذا فهم لا يزالون يصبون فوق رؤوس هذا الشعب البريء الرصاص والأسلحة الفتاكة ، ولذلك يقول نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني ووزير الخارجية كولن باول إن واشنطن لا تمتلك حتى الآن دليلاً على ضلوع العراق في الاعتداءات التي وقعت في نيويروك وواشنطن ، ولكنها لا تنوي في أي حال من الأحوال تخفيف الضغط التي تمارسه على هذا البلد ، ويقول وزير التجارة العراقي مهدي صالح في رده على غزوة نيويورك وواشنطن (إن العراق يتعرض لتدمير متواصل من قبل أمريكا يومياً ، وحجم ما دمرته الطائرات الأمريكية والبريطانية يفوق حجم ما تعرضت له أمريكا من دمار – وأضاف قائلاً – بصرف النظر عن المأساة الإنسانية التي تعرضت لها الولايات المتحدة ، فإن السياسة الأمريكية هي التي قادت إلى هذه النتائج)
إن القوات الأمريكية التي جاءت باسم الحفاظ على الشرعية الدولية والقانون الدولي ... كان تدخلها سريعاً بل فائق السرعة وشديد الكثافة والتطور والقوة التدميرية وهو أمر قد يراد منه بث الرعب في نفوس المسلمين وإشعارهم بـ الهزيمة الداخلية ، والضعف عن مواجهة الغرب ومدافعته ، وهو هدف بحد ذاته لأنه من يهزمه عدوه من داخله فإنه لا يبقى أمامه إلا أن يصفي الساحة من فلول عاجزة دون جهد أو تعب
وكل هذا الذي قلته وسطرته ، ليس هو مجرد أعمدة صحفية أو نشرة إعلامية بل ليتأهب شباب الأمة ورجالات الدين ، وأبطال الميادين في مكافحة شرذمة الأمريكان وعلى أمريكا أن تأخذ حذرها من التحرش في العرب والمسلمين ، فهم أولو بأس شديد وأهل بطش ودهاء ، إن العرب لا يرضون بالذل والإهانة ، ولو على حساب ذهاب رقابهم وممتلكاتهم وأموالهم ، فمفارقة الحياة أحب إليهم من الذل المهين ، إن العرب لم يرضوا الذل والهوان رغم فقرهم وجوعهم وقلة مواردهم على طول تاريخهم الزاهر ، وقد مرغوا بالتراب أعتى الممالك والإمبراطوريات ، وقد تحدوا في الجاهلية التبّع اليماني في زمان (كليب بن وائل) وهزموه شر هزيمة في يوم (خزار) لأنه حاول المساس بشرفهم وأخذ ما لا يحق له بالقوة ، ثم هزموا سابور ملك فارس في يوم (ذي قار) لأنه حاول أن يأخذ ما لايحق له بالقوة وحين ما جاء الإسلام بنوره العظيم ، وانبثق من الجزيرة العربية المباركة أخضع العرب بالسيف الإسلامي أعتاى الأقطاب الدولية التي كانت تسيطر على الأرض كالرومان والفرس والأحباش ، بل امتدت انتصاراتهم المباركة العطرة لتشمل أنحاء المعمورة وتمتد إلى الهند والصين وجبال البرانس ، والعرب بسيف الإسلام والمسلمين من بعد ذلك أوقفوا زحف التتار ، والمغول الذين اجتاحوا الأرض وكانوا من أعتى الشعوب وأصلفها وأكثرها جبروتاً
هذا المغيرة بن شعبة رضي الله عنه ، يقول لما خرج على المسلمين عامل كسرى في أربعين ألفاً فقام ترجمان فقال ليكلمني رجل منكم ، فقال المغيرة سل عما شئت قال ما أنتم ؟ قال نحن أناس من العرب كنا في شقاء شديد ، وبلاء شديد ، نمص الجلد والنوى من الجوع ، ونلبس الوبر والشعر ، ونعبد الشجر والحجر فبينا نحن كذلك إذ بعث رب السماوات ورب الأرضين تعالى ذكره وجلت عظمته إلينا نبياً من أنفسنا نعرف أباه وأمه فأمرنا نينا رسول ربنا صلى الله عليه وسلم ( أن نقاتلكم حتى تعبدوا الله وحده ، أو تؤدوا الجزية ، وأخبرنا نبينا صلى الله عليه وسلم عن رسالة ربنا أنه من قتل منا صار إلى الجنة في نعيم لم ير مثلها قط ، ومن بقي منا ملك رقابكم ) رواه الإمام البخاري في صحيحه (3159) من طريق المعتمر بن سليمان ، عن سعيد بن عبيد الله الثقفي ، حدثنا بكر بن عبد الله المزني ، وزياد بن جبير ، عن جبير بن حية .... بـه
وقد حكى بعض المؤرخين ابن جرير وغيره ، عن الصحابي الجليل ربعي بن عامر رضي الله عنه أنه لما دخل على رستم ، وقد زينوا مجلسه بالنمارق المذهبة ، والزرابي الحرير وأظهر اليواقيت واللآلي الثمينة ، والزينة العظيمة ، وعليه تاجه ، وغير ذلك من الأمتعة الثمينة ، وقد جلس على سرير من ذهب ، ودخل عليه ربعي بثياب صفيقة ، وسيف وترس وفرس قصيرة ، ولم يزل راكبها حتى داس بها على طرف البساط ، ثم نزل وربطها ببعض تلك الوسائد ، وأقبل وعليه سلاحه ودرعه وبيضته على رأسه ، فقالوا له ضع سلاحك ، فقال إني لم آتكم ، وإنما جئتكم حين دعوتموني فإن تركتموني هكذا و إلا رجعت ، فقال رستم إئذنوا له ، فأقبل يتوكأ على رمحه فوق النمارق فخرق عامتها ، فقالوا له : ما جاء بكم ؟ فقال الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله ، ومن ضيق الدنيا إلى سعتها ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام ، فأرسلنا بدينه إلى خلقه لندعوهم إليه ، فمن قبل ذلك ، قبلنا منه ، ورجعنا عنه ، ومن أبا قاتلناه أبداً ، حتى نفضي إلى موعد الله ، قالوا وما موعد الله قال الجنة لمن مات على قتال من أبى ، والظفر لمن بقى ، فقال رستم قد سمعت مقالتكم فهل لكم أن تؤخروا هذا الأمر حتى ننظر فيه وتنظروا ؟ قال نعم كم أحب إليكم يوم ؟ أو يومين؟ قال لا ، بل حتى نكاتب أهل رأينا ورؤساء قومنا . فقال ما سن لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نؤخر الأعداء عند اللقاء أكثر من ثلاث ، فانظر في أمرك وأمرهم واختر واحدة من ثلاث بعد الأجل فقال أسيدهم أنت ؟ قال لا : ولكن المسلمون كالجسد الواحد يجير أدناهم على أعلاهم فاجتمع رستم برؤساء قومه فقال هل رئيتم قط أعز وأرجح من كلام هذا الرجل؟ ، فقالوا معاذ الله أن تميل إلى شيء من هذا وتدع دينك إلى هذا الكلب ، أما ترى إلى ثيابه؟ فقال ويكلم لا تنظروا إلى الثياب وانظروا إلى الرأي والكلام والسيرة ، إن العرب يستخفون بالثياب والمأكل ويصونون الأحساب ...... 0