عرض مشاركة مفردة
  #36  
قديم 24-04-2005, 04:38 PM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

المرحلة الثالثة

اتخاذ القرار

عندما تتحقق المرحلتان الاولى والثانية
فقد أقيمت عليك الحجة ولا يصح منك التراجع
فإن كان ذلك الصديق من الاصدقاء الجيدين فالصحيح هو التقرب منه واتخاذه صديقاً.. وإن علمت أن ذلك الصديق الاخر هو من الاصدقاء السيئين
فيجب عليك اتخاذ القرار وتركه
فو الله قد يأتي وقت تندم فيه أشد الندم
وتتحسر فيها أشد الحسرات على أنك لم تتدارك نفسك وتعرف وتميز الصديق الجيد من الصديق السيئ في الوقت المطلوب ..‍‍ ولات حين مناص.

وسأسرد لكم قصة واقعية
والقصص في ذلك كثيرة ( من كتاب العائدون إلى الله للشيخ محمد المسند)
تدل دلالة واضحة على أثر الاصدقاء في حياة الفرد..

يروي الشاب هذه القصة فيقول :

خرجت ذات يوم بسيارتي لقضاء بعض الاعمال وفي إحدى الطرق الفرعية الهادئة.. قابلني شاب يركب سيارة صغيرة.. لم يكن يرني لانه كان مشغولا بملاحقة بعض الفتيات في تلك الطريق الخالية من المارة وهذه بعض إفرازات وأفكار وأعمال رفقاء السوء .. كنت مسرعاً فتجاوزته، فلما سرت غير بعيد قلت في نفس : أأعود فأنصح ذلك الشاب..؟؟ وهي من صفات الصديق الجيد النصح وحب الخير للاخرين.. أم أمضي في طريق وأدعه يفعل ما يشاء ..؟؟ وبعد صراع داخلي دام عدة ثواني فقط اخترت الامر الاول.. عدت ثانية، فإذا به قد أوقف سيارته وهو ينظر إليهن.. ينتظر منهن نظرة والتفاته.. فدخلن في أحد البيوت.. أوقفت سيارتي بجوار سيارته، نزلت من سيارتي واتجهت إليه، سلمت عليه أولا، ثم نصحته فكان مما قلته له:
تخيل أن هؤلاء الفتيات أخواتك أو بناتك أو قريباتك فهل ترضى لاحد من الناس أن يلاحقهن أو يؤذيهن..؟؟ كنت أتحدث إليه وأنا أشعر بشيء من الخوف، فقد كان شاباً ضخماً ممتلئ الجسم ، وكان يستمع إلى وهو مطرق الرأس، لا ينبس ببنت شفة .. وفجأة التفت إلى، فإذا بدمعة قد سالت على خده فاستبشرت خيراً، وكان ذلك دافعاً لمواصلة النصيحة .. ثم ودعته ، لكنه استوقفني.. وطلب مني أن أكتب له رقم هاتفي وعنواني، وأخبرني أنه يعيش فراغاً نفسياً قاتلا فكتبت له ما أراد.
وبعد أيام جاءني البيت، لقد تغير وجهه وتبدلت ملامحه، فقد أطلق لحيته وشع نور الايمان من وجهه… جلست معه، فجعل يحدثني عن تلك الايام التي قضاها في التسكع في الشوارع والطرقات وإيذاء المسلمين والمسلمات مع رفقاء السوء .. فأخذت أسليه وأخبرته بأن الله سبحانه وتعالى واسع المغفرة.. وتلوت عليه قوله تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ } (53) سورة الزمر فانفرجت أسارير وجهه، واستبشر خيراً، ثم ودعني وطلب مني أن أرد الزيارة.. فهو في حاجة إلى الصديق الجيد الناصح والمحب الخير لاخوانه.. وإلى من يعينه على السير في الطريق المستقيم فوعدته بالزيارة.
مضت الايام، وشغلت ببعض مشاغل الحياة الكثيرة .. وجعلت أسوف في زيارته.. وبعد عدة أيام .. وجدت فرصة وذهبت إليه ، طرقت الباب .. فإذا بشيخ كبير يفتح الباب.. وقد ظهرت عليه آثار الحزن والاسى..أهه والده .. سألته عن صاحبي .. أطرق رأسه إلى الارض .. وصمت برهـة .. ثم قال بصوت خافت .. يرحمه الله ويغفر له .. ثم استطرد قائلا: حقا إن الاعمال بالخواتيم..
ثم أخذ يحدثني عن حاله وكيف أنه كان مفرطاً في جنب الله .. بعيداً عن طاعة الله .. فمنّ الله عليه بالهداية قبل موته بأيام .. لقد تداركه الله برحمته قبل فوات الاوان.. فلما فرغ من حديثه عزيته ومضيت.. وقد عاهدت الله أن أبذل النصح لكل مسلم.

.. يتبع ..
__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }