عرض مشاركة مفردة
  #25  
قديم 16-06-2006, 10:08 AM
B.KARIMA B.KARIMA غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2005
الإقامة: أرض الله واسعة
المشاركات: 327
إفتراضي العراقيون بين وحشية الأميركان وفتاوى الشيخ العبيكان

تتزايد بوادر فشل الاحتلال الأميركي للعراق, سيما بعد الأكاذيب التي قامت عليها الحرب, وتصدع تحالفها, وانسحاب بعض أعضائه. ويوما بعد يوم يتكشف الوجه الحقيقي لما يسمى القوات متعددة الجنسيات كقوات احتلال همجي وغير أخلاقي, وتشتد ضراوة المقاومة الشعبية ضدها, ويتضاءل عدد أنصارها, وتسقط حججهم المتهافتة أصلا, فتجد الولايات المتحدة نفسها في حرب استنزاف طويلة, أو فيتنام أخرى مريرة. في مواجهة هذا المأزق جرت محاولات عديدة للإيقاع بين فئات الشعب العراقي, لكنها فشلت, وصمدت النجف الشيعية بعد صمود الفلوجة السنية. ثم ولدت فكرة إرسال قوات إسلامية إلى العراق, لكنها وئدت في مهدها, أو نتمنى ذلك. وكان لا بد من يد إنقاذ كيد من خلال الموج مدت لغريق, فكانت يد الإفتاء الذي يضفي الشرعية على الاحتلال, ويجرم مقاومته, ويرمي المقاومين بالعبثية والفوضى والانتحار.

هنا أطل الشيخ عبد المحسن العبيكان (قاض وإمام مسجد في السعودية) من خلال شاشة (mbc) ليدبج الفتوى إثر الفتوى في وجوب طاعة ولي الأمر العراقي( أفتى بذلك أيام كان بريمر هو الحاكم المطلق في العراق أو "الدكتاتور" بشهادة الأخضر الإبراهيمي مبعوث كوفي عنان إلى العراق). وقتها أكد العبيكان أن المقاومة العراقية ضرب من الفتنة وشق عصا الجماعة, لأن الإمام لم يستأذن في أمرها. ولم يكتف بذلك, بل أفتى أيضا بأن المقاومة الفلسطينية غير مشروعة للسبب نفسه: هناك إمام لم يستأذن في إعلان الجهاد (سنقول إنه يقصد عرفات لا شارون إحسانا للظن).

وتوالت فتاوى الشيخ العبيكان, ففي الحادي والعشرين من شهر آب(أغسطس) 2004 ظهر على شاشة المحطة إياها, وقال إن الرضوخ للقوات الأميركية في العراق هو الحق, ذلك لأن القوم جاؤوا محررين لا غازين, فهم " لا يقتلون بلا سبب, ولا يسرقون مال أحد, ولا يجبرون مسلما على الكفر, ويسمحون بنقل خطب الجمعة..". وإذا كان الأمر كذلك فلا يجوز قتال القوم عقلا ولا شرعا. هذا الكلام يصطدم حتى بتقارير منظمات وجماعات حقوق الإنسان الغربية التي وثقت جرائم الاحتلال الأميركي للعراق من قتل عشوائي, ونهب, وسلب, واغتصاب, واختطاف. ثم ألا يكفي أن بلدا بأكمله قد سرق, واغتيل علماؤه وأدباؤه, ونهبت متاحفه وآثاره, وروع أهله, وسجن الآلاف من رجاله ونسائه, وسحقت كرامتهم وإنسانيتهم أمام سمع العالم وبصره, وسلبت خزائنه, ورهن مستقبله لشركات (إعادة الإعمار), وتحول إلى محضن لأكبر سفارة أميركية في العالم, سفارة خارقة للمألوف, يعمل فيها ما لا يقل عن 3000 موظف؟

يمضي العبيكان قائلا إن " جهاد الدفع لا يجوز إلا بإذن الإمام, فكيف يكون الجهاد جهادا بالخروج على الإمام (العراقي) الذي يظل إماما بغض النظر عمن ولاه" . ويؤكد العبيكان شرعية تولية جورج بوش الثاني حكام العراق الجدد, مقارنا ذلك بتعيين ملك مصر يوسف (عليه السلام) وزيرا للمال. ويصف العبيكان المقاومة في العراق بأنها "افتئات على الإمام", ويضيف أن " الذي يجلس في بيته لا يتعرض له الأميركان, والجهاد لا يصلح لنا ونحن ضعفاء, والناس في العراق ضعفاء, وما عندهم شيء".

في يوم الجمعة السابع والعشرين من الشهر نفسه وفي القناة نفسها كرر العبيكان آراءه ذاتها, ولم يأت بجديد سوى أن شيخا عراقيا اسمه أبو المنار العلمي اتصل به وهو في الطريق بين بغداد والموصل, وعبر عن إعجابه بفتاواه. كما وعد المشاهدين بلقاء آخر مساء الغد(السبت) يقدم فيه أدلة تعضد مزاعمه.

في يوم السبت كرر العبيكان آراءه ومعلوماته السابقة كلها تقريبا, بما في ذلك اتصال أبي المنار العلمي به(أشار بأنه من كبار علماء السنة في العراق), والمقارنة بين قصة يوسف(عليه السلام) وقصة إياد علاوي الذي قال لجورج بوش: اجعلني على خزائن العراق إني حفيظ عليم. كما هاجم الزعيم الشيعي مقتدى الصدر قائلا: " ماذا نتج عن فعل مقتدى الصدر ومن معه في النجف؟ كنا نحذر من هذا. في أول الأمر عارضوا وعاندوا وقاوموا, وبعد سقوط المئات من القتلى والجرحى, وهدم البيوت, وتدمير بعض المنشآت, استسلموا. لماذا لم يكن الاستسلام في أول الأمر حتى نحقن الدماء..؟".
__________________


قال الله تعالى في كتابه العزيز ...
:" لا تحسبن الذين يفرحون بما اتوا ويحبون ان يحمدوا بما لم يفعلوا فلا تحسبنهم بمفازه من العذاب ولهم عذاب اليم " ...
ال عمران (آية:188)

مشكلتنا أننا ...
نحب أن نعيش عيشة الغرب و نموت ميتة الصحابة