عرض مشاركة مفردة
  #19  
قديم 11-03-2006, 06:41 PM
Bilal Nabil Bilal Nabil غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2001
الإقامة: فلسطين
المشاركات: 776
إفتراضي

موقف شعب فلسطين من الظواهري و افكاره:

العلمانيون و اليسار لا يرحبون به بطبيعة الحال لانه سيبدا بذبحهم قبل محاربة اليهود.
الجهاد الاسلامي و حزب التحرير الاسلامي يعتبرون ان الشيعة هم مذهب اسلامي لا يختلف عن مذاهب السنة في الجوهر، فبما انهم لا يكفرون الشيعة فهم كفرة بمنظار الفكر القاعدي!!
اما موقف حماس فهو يتلخص بمقال لاحد منظريها:
************************************************** *********
الظواهري و"القاعدة"... ابقوا بعيدين عن فلسطين وحماس!/ خالد الحروب

07/03/2006 09:13

لا يحق للظواهري تمنطق موقع التنظير على الفلسطينين وحركة حماس بما يفعلون وما لا يفعلون. فعلى مدار العشرين سنة الأخيرة تقريباً، أي منذ تاريخ الإنتفاضة الأولى عام 1987، وعندما كان الفلسطينيون، بحماسييهم وعلمانييهم، يضحون بأنفسهم وزهرات شبابهم في مواجهة الإحتلال الإسرائيلي كان الظواهري و"تياره الجهادي" منخرطين في حرب أدارتها الولايات المتحدة ضد الإتحاد السوفياتي في أفغانستان.

وبعد «النصر المظفر» الذي حققته الولايات المتحدة بإنهيار الإتحاد السوفياتي بدا أن دول العالم الضعيفة، ومنها الدول المسلمة، كانت الخاسر الأكبر من ذلك الإنهيار، اذ انفردت أميركا بالسيطرة على العالم وغابت هوامش عديدة للمناورة والتحرك، وبسببه دفعت قضية فلسطين ثمناً باهظاً.

وفي كل «غزوة» كان الظواهري وأميره بن لادن يقومان بها، من نيويورك وواشنطن، إلى مدريد ولندن، مروراً بجرائم بالي والدار البيضاء والرياض والدم البريء المسفوح فيها، كانت فلسطين وكان الفلسطينيون هم من يدفعون الثمن الأغلى لأن قضيتهم صارت مهملة وتطغى عليها أخبار الغزوات الظواهرية والبن لادنية.

وعندما «نجح» الظواهري وسيده في تسليم العراق للإحتلال الأميركي عبر تقديم المسوغ الذي كانت تنتظره إدارة المحافظين الجدد المتصهينة، كانت فلسطين أول الخاسرين، فقد صار العراق هو القضية الأولى في المنطقة، ونسيت فلسطين.

وعندما ذاع صيت «الإرهاب الإسلامي» الذي صنعه الظواهري ونشره في كل مكان، من دون تفريق بين جندي ومدني، وبين متهم وبريء، دفعت فلسطين، وحماس تحديداً هذه المرة، ثمناً باهظاً لأن إسرائيل نجحت في تعميم صفة الإرهاب الأعمى على النضال الفلسطيني وربطه بما تقوم به «القاعدة» في انحاء العالم. والحصار العالمي المضروب على حماس الآن يعود في جزئه الأكبر لذلك الربط.

المظالم التي يتعرض لها الفلسطينيون لا تحتاج إلى محام فاشل مثل الظواهري كي يدافع عنها، لم يبدع في شيء قدر إبداعه في تقديم مسوغات للغطرسة الأميركية لإحتلال هذا البلد المسلم أو ذاك. إذا أراد الظواهري و»القاعدة» من ورائه خدمة فلسطين حقاً، فعليهم أن لا يتدخلوا في شأنها وأن يتركوها لأهلها، ويستمروا في سياستهم الأولية عندما لم تكن فلسطين في أذهانهم ولا في خطابهم.

وفي الوقت نفسه على حماس أن لا تنجر الى سجال لا معنى له مع الظواهري و»قاعدته». فهي لا تحتاج لصك شرعية منه، ولا لفتوى إستحسان لما تقوم به، ولا لأن تبرر تسيسها بـ «خصوصية الوضع الفلسطيني». وهو إذ يصدر التنظيرات الإطلاقية من مخبئه ولا يعبأ بحسابات الواقع، فإن حماس تتحرك في واقع معقد كل قرار فيه يناظر صوغ معادلة كيمياء دقيقة.

حماس أمام معضلات أخفها بالغ الوطأة: إسرائيل وجيشها وإستمرار إحتلالها، جماهيرها التي صوتت لها وتطالبها بترجمة شعار «يد تبني ويد تقاوم»، وشعبها الذي ينتظر منها أن تقدم الملف الوطني على الملف الأيديولوجي، والعواصم الغربية التي تتربص بها وتشكك فيها، وقائمة لها أول وليس لها آخر من إشكالات. آخر ما تحلم به حماس في الوقت الراهن أن يخرج عليها الظواهري وينظر عليها بفوقية وأستاذية مؤذية.

وأسوأ ما قد تواجهه حماس على الأرض هو أن تقوم «القاعدة» فعلاً بتنظيم خلايا عسكرية تابعة لها في فلسطين وتبدأ بتنفيذ عمليات كتلك التي تقوم بها في العراق، من دون تخطيط ومن وراء ظهر حماس. وهنا لا نعرف ماذا ستكون الأهداف التي ستضعها «القاعدة» على أجندتها. وهل سيكون من ضمن تلك الأهداف «العلمانيون المجرمون» الذين تحدث عنهم الظواهري، كما هم «الشيعة المجرمون» كما تصفهم «القاعدة» هدفاً دائماً للظواهريين والزرقاويين في العراق؟ وعندما صرحت تنظيمات «القاعدة» بأنها تقترب خطوة خطوة من «أرض المعركة في فلسطين» وتنفذ عمليات على طريق الإقتراب، فإن ما رأيناه هو تفجير فنادق في عمان سقط ضحيتها نساء ورجال أبرياء كانوا يحضرون حفلة زفاف.

لا تريد فلسطين ولا الفلسطينيون أن يتشوه نضالهم التاريخي بعمليات من هذا النوع، ولا أن يخرج على أرضهم من يبايع الظواهري أو الزرقاوي أو شيخهم بن لادن، ويبدأ بنحر الرقاب يمنة ويسرة.

على حماس، مرة أخرى، أن لا تتأثر بخطاب الظواهري الذي تجاوزته الحركة الإسلامية المعتدلة العريضة التي تنتمي إليها الحركة منذ سنوات طويلة. فمفردات «جاهلية المجتمع» وتكفير حكامه، والتعميمات الفكرية التي لا أصل شرعياً ولا فقهياً ولا أخلاقياً لها، قادت مجتمعات عربية إلى نتائج كارثية، من مصر إلى سورية إلى الجزائر. وحماس لم ينتخبها الفلسطينيون لأنها تريد تبني «منهج الحاكمية» القطبية (تبعاً لسيد قطب) الذي يستند إليه خطاب الظواهري، بل لأنها تحمل مشروعاً وطنيا له علاقة بالظرف الأكثر ضغطاً وإلحاحاً على واقع الفلسطينين، وهو الإحتلال الإسرائيلي المتوحش. وبعض الأصوات النافرة التي تصدر من رجالات حماسية وتركز على أن غاية حماس هي إقامة مجتمع إسلامي في فلسطين محكوم بالشريعة وتطبق فيه الحدود وما الى ذلك، هي أصوات لا تمثل الوجهة الأساسية لحماس، وهي وجهة المشروع الوطني التحرري.

وتدرك حماس أنها كلما قدمت الوطني والسياسي فيها على الأيديولوجي فإنها توسع دائرة أنصارها وتعبر أكثر عن شرائح فلسطينية أوسع. وكلما وقعت تحت إغراء توسيع خطابها الأيديولوجي على حساب التسيس والنظرة الوطنية العامة فإنها تخسر.

ستظل هناك أصوات داخل حماس وفي محيطها تطالبها بتطبيق الشريعة وتنفيذ «أسلمة» هذا المجال أو ذاك بكونها صارت في السلطة، وتطرب لخطاب الظواهري عن الحاكمية وسوى ذلك. لكن يظل الأمر مناط بحماس نفسها وعمق إدراكها لتعقيدات الوضع الذي هي فيه، والأولويات الضاغطة عليها، وبالتالي إهمال وتهميش تلك الدعوات. والأصوات التي تطالب من حماس بجرعات أيديولوجية هي أصوات قصيرة النظر فعلاً. فحماس أمامها أربع سنوات هي عمر المجلس التشريعي المنتخب، وفي هذه الفترة القصيرة تنتصب كل الإحتمالات: من إجتياح إسرائيلي للضفة والقطاع مرة ثانية وتدمير المجلس مادياً، حتى لا نقول مجرد حله، إلى صدام فتح وحماس، إلى إستقالة أبو مازن، إلى تشديد الحصار المادي، وصولاً إلى إنفجار المنطقة بأسرها عبر مواجهة إيرانية - أميركية ليست مستبعدة. إزاء كل هذه الإحتمالات والمخاطر يبدو من السذاجة التامة الإنخراط في أي سجال حول تطبيق الشريعة، أو أسلمة القوانين وسوى ذلك.

الأمر الأخير الذي لا يحق للظواهري الإفتاء فيه هو فوز حماس بالإنتخاب الديموقراطي وإعتباره ذلك الفوز تفريطاً بشرع الله. خطوة حماس بالترشح كانت خطوة مقدامة وفيها مواجهة شجاعة للواقع، ومغايرة للإختباء وراء الشعارات والكمون في دفء المخابىء وإصدار الفتاوى والإنتقادات. وشرع الله يقوم على رعاية مصالح الناس وقضاياهم والتصدي لها، وليس التهرب منها. وفي سياق نظام عالمي شبه مغلق تكون الحكمة هي في تفادي محاصرة هذا النظام وإكراهاته بإستخدام أدواته نفسها بما يشل قدرة الخصم على الحركة. وهذا ما فعلته حماس عندما أحرجت بالخيار الديموقراطي ذلك النظام الذي لم يرحب بها أصلاً، لكنه يقبلها الآن مكرهاً لأنها استخدمت بذكاء ما يجب أستخدامه في الوقت الصحيح وبالأسلوب الصحيح.
********************************

اذا لا مكان للظواهري و جماعته في فلسطين و هم غير مرحب بهم ...
__________________
من قسوة الاصداف..من ظلمتها....
تنبلج الدرة.....
من رحم الهجير ...يولد الندى....
وفي انتهاء الصوت ...يبدا الصدى....
لك الحياة في الردى...
لك الحياة في الردى...
ايتها الزهرة..
ايتها الفكرة..
ايتها الارض التي تؤمن دوما انها حرة...
احمد مطر