عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 14-02-2007, 11:31 PM
أبو إيهاب أبو إيهاب غير متصل
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2004
المشاركات: 1,234
إفتراضي صراع من أجل التسليم للإيمان..جفرى لانج..الحلقة "25"..يتبع !!!

( 25 )
صراع من أجل التسليم للإيمان
Struggling to Surrender Dedication
بقلم جفرى لانج
الفصل الثالث
رسول الله


أنا كمسلم حديث ، ولأسباب سبق لى أن ذكرتها ، فقد كنت شاكا جدا فى صحة الأحاديث النبوية . وظللت كذلك لمدة أربعة سنوات من اعتناقى للإسلام ، حتى عثرت على كتاب باللغة الإنجليزية فى نقد الأحاديث لكاتب مسلم . كثير من الكتاب المسلمين يلمسون هذا الموضوع باختصار ، غير أن عرضهم له ، غالبا ما يكون عقائدى ؛ والأكثر أنى قرأت أعمال بعض المستشرقين التى كانت علمية وأكثر إقناعا . وبالرغم من أن أحكامهم دعمت شكوكى ، إلا أننى أصبحت أقل تأكدا منها بعد دراستهم . كانت فرضيات المستشرقين جريئة وهامة ، ولكن الصورة العامة المقدمة تفتقر إلى التماسك ، مثل "تيتوس بورخارت Titus Burkhart" الذى ذكرته سابقا ، فقد وجدت أن ما توصلوا إليه ، فيه تهكم غير واقعى .
بعد ذلك بوقت ما ، وبعد تنقيب كثير وحسن حظ ، وجدت كـُتـّابا علماء يدافعون عن ثقافة الحديث الموروث والذى بدى تفسير تطوره أكثر إشراقا وأقل تضاربا وأقرب نفسيا من تفسيرات المستشرقين . وأيضا قدرت ضخامة الجهد الذى بذله علماء المسلمين فى تجميع الكم الضخم من المعلومات عن النبى وأصحابه . وبالإضافة إلى ذلك ، وصلت إلى إحترام الأحاديث الصحيحة التى تلى القرآن الكريم فى صحته ، أكثر المعلومات صحة جمعت عن حياة نبى أو معلم فى أى من الأديان الأخرى . والأكثر أهمية ، أنى اكتشفت بأن مجهود خبراء المسلمين ليصلوا فقط إلى الصحيح من أقوال وأفعال الرسول ، بل فى جمعهم الكم الهائل من المعلومات التى يستند إليها فى الفقه الإسلامى ، مجهود عظيم . وسنأتى إلى تفصيل هذه النقطة قريبا .
وأتمنى ألا أترك إنطباعا بأن ما ذكره العلماء الغربيون الذين تكلموا فى الحديث ، بأنه غير مهم أو بلا فائدة . كل المؤلفين الذين ذكرتهم فيما سبق ، من الذين دافعوا عن سلامة هذا العلم الموروث ، كانت لهم تحفظات . وبالرغم من أنى لا أتفق مع كل نقد غربى ، إلا أنى أقر بأنى تعلمت أشياء لم أجدها فى كتب المسلمين عن علم الحديث . علاوة على ذلك ، فقد أسهم العلماء الغربيون بأشياء هامة فى هذا المجال . لقد أحيوا الإهتمام بالدراسة الكلاسيكية لعلم الرجال ، وعلم الأوائل (التقارير التى تحتوى على معلومات عن من كان الأول فى شئ ما ، أو أى من المدارس ظهرت أولا) ، من الأعمال ، ومثل النصوص التشريعية كالموطأ للإمام مالك ، والرسالة للإمام الشافعى ، والمسند للإمام ابن حنبل ، وترجماتها إلى اللغات الأوروبية .
الجداول والفهارست الأبجدية لتراث المسلمين ، والتى تظهر المجهودات المشتركة لأربعين عالما من دول مختلفة على مدى النصف قرن الماضى ، هى ذات قيمة هائلة . فهى تحتوى على كل التعبيرات المهمة التى حوتها كتب الأحاديث الستة (البخارى..مسلم..الترمذى..النسائى..أبو داوود..ابن ماجه) ، وأيضا سنن الدارمى وموطأ الإمام مالك ، ومسند أحمد بن حنبل ، وترتيبها حسب الحروف الأبجدية . بالإضافة إلى طرق النقد الحديثة التى يمكن أن يستفيد منها علماء المسلمين ويعيدوا التقييم ، كل ذلك قد تم تطويره .

السؤال عند الحاجة :

(مداخلة : الجزء التالى موجه أصلا إلى قراء ترجمة القرآن الكريم باللغة الإنجليزية ، وسأقوم بترجمته ، فقط ، ليفهم القصد منه ، وهو الرجوع إلى الآيات التى تحتوى تعبيرات معينة)


Obey God and the Messenger. (3:32; 3:132; 5:92; 8:1; 8:46; 9:71;
24:54; 33:33; 58:13)
Whoever obeys God and His Messenger, He will admit him into
Gardens. (4:13)
O believers, obey God and obey the Messenger. (4:59; 8:20; 47:33)
And whoever obeys God and the Messenger. . . (4:69; 24:52;
33:31; 33:71; 48:17)
Whoever obeys the Messenger, obeys God. (4:80)
And if they had referred it to the Messenger and to those in
authority. . . (4:83)
You have in God’s Messenger a beautiful example. (33:21)
Whatever the Messenger gives you, take. (59:7)
A messenger from among themselves, . . .teaching them the Book and the Wisdom. (2:129)
A messenger from among yourselves, . . .teaching you the Book
and the Wisdom. (2:151; 62:2)
An unlettered "الأمى" messenger from among themselves, . . .teaching
them the Book and the Wisdom. (3:164)
(أرجو الرجوع إلى الترجمة العربية فهذا النص هنا غير صحيح)
God has sent down upon you the Book and the Wisdom. (4:113)
It is only for the Messenger to deliver the clear Message. ( 24:54;
29:l8; 64:12)


أطيعوا الله والرسول (3:32؛ 3:132؛ 5:92؛ 8:46؛ 9:71؛ 24:54< 33:33؛ 58:13)
ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات (4:13)
يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول (4:59؛ 8:20؛ 47:33)
ومن يطع الله والرسول (4:69؛ 24:52؛ 33:31؛ 33:71؛ 48:17)
من يطع الرسول فقد أطاع الله (4:80)
ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولى الأمر منهم ... (4:83)
ولكم فى رسول الله أسوة حسنة ... (33:21)
وما آتاكم الرسول فخذوه (59:7)
رسولا منهم يتلو عليهم الكتاب والحكمة ... (2:129)
رسولا منكم يتلو عليكم ءاياتنا ...... ويعلمكم الكتاب والحكمة ... (2:151؛ 62:2)
رسولا من أنفسهم يتلو عليهم ءاياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة ... (3:164)
وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة .... (4:113)
وما على الرسول إلا البلاغ المبين .... (24:54؛ 29:18؛ 64:12)


الفترة المتاحة "لجرانت Grant" على موعد الغذاء هى نصف ساعة . لابد له من استخدام دورة المياه ، يغتسل ، يصلى ثم يأكل . وذهب بعد ذلك لغرفة الرجال ، منتبها للصيغة الصحيحة التى يجب عليه أن يقولها عند الدخول برجله اليسرى ------ أو ياترى برجله اليمنى ؟؟؟ لم يكن متأكدا ؛ هذا شئ يتعلق بإمكانية الفطنة . جلس ليبول ، حريص على ألا يلوث نفسه أو ملابسه . آه لو رآه الآن زملاؤه السابقون فى البحرية ، وهو جالس فى دورة المياه كالنساء !!! حرص على ألا يفكر فى شئ يخص الدين ، ولكنه حاول ألا يكون فى حالة دفاع عن النفس . وعند تركه للجناح ، ردد دعاء آخر ثم توجه للمغسلة . وسريعا خلع نعليه وجواربه ، وبحذر خطى على المناشف الورقية الخشنة التى وضعت على أرض الحمام ، حتى لا تلمس رجله الأرض . فتح صنبور المياه وردد دعاء آخر .
بدأ فى الوضوء ، مكررا كل فعل ثلاث مرات ، غسل اليدين ، المضمضة بالماء ، إدخال الماء وإخراجه من الأنف ، غسل الوجه ، غسل ذراعه الأيمن ثم الأيسر حتى الكوعين ، مسح داخل أذنه اليمنى ثم اليسرى مدخلا أصبعه السبابة داخلها ، ثم مسح رقبته بيده الجافة ، وأخيرا غسل قدميه اليمنى أولا ثم اليسرى إلى الكاحل ، وأعادهما إلى المنشفة التى على الأرض مرة ثانية مرددا دعاء آخر .
الوقت كان يتسارع ، فحمل حذاؤه وجوربه ، حريصا على ألا تلمس قدميه الأرض حتى لا تتنجس ، وبدأ فى التزاحم نحو الباب ، وفى هذه اللحظة دخل مديره لدورة المياه ، ووقفا وجها لوجه : جرانت بقدمه العارية على المنشفة الورقية ويتساقط منه الماء ، ومديره بعينين تبرقان من الدهشة . شعر جرانت فجأة ببرودة أرضية الحمام تحت قدمه اليمنى ؛ أيقن جرانت بأن قدمه اليمنى قد لمست الأرض دون قصد منه ، جذ على شفتيه ، وهز رأسه محبطا : الآن يجب عليه إعادة الوضوء !!!


كل المؤمنين ومعتنقى الإسلام الجدد ، يكونون مندفعين مع أنفسهم فى أفكارهم وممارساتهم . حماسهم الجديد ، وانغماسهم ، والمصارعة الداخلية عندهم ، كل ذلك يعجل بسهولة فى هذه المبالغات . المؤمنون الآخرون من المحتمل أن ينظروا إليهم على أنهم يمثلون الإيمان الحقيقى ، بينما هم يدركون بحماس ، ضعفهم والإغراءات التى تقع عليهم . الإحتياجات الثنائية لكى تـُقبل ولكى يكون الإنسان صادقا مع نفسه ومع الآخرين ، فى الغالب ستدفعهم إلى الإتجاه المعاكس ، وسيصبحون فى مهب العديد من التسويات والتناقضات . ويبدو أنه من غير العدل أن تأتى إختبارات الإيمان المثيرة بهذه السرعة . ردة الفعل الأكثر شيوعا ، هى أن تكون نسخة كرتونية من المسلم ؛ أى أن تقلد فى أفعالك الخارجية كل ما تسمع وترى حولك . هذا ليس من باب النفاق ، بل هو من باب عدم الأمان ، والحاجة إلى هوية جديدة ، المفروض فى مجملها أن تتبنى معايير الجالية المتبنية . وهناك عديد من التصرفات الشخصية المميزة مثل ... بعض النصائح الصغيرة والمشاركة اللطيفة ... التكامل مع أحدهم فى الممارسة ، وفى أغلب الأحيان ، لا يكون فيه تساهل مع سنة النبى عليه الصلاة والسلام .


وكمسلم عاش هذه الفترة ، أفضل ما أستطيع أن أقدمه للمسلم الجديد ، ألا يتبنى أى تصرف أو وضع ما ، لم يتأكد أو يشعر بضرورته . وإلا فستنتهى بحصر نفسك فى زاوية ، غير قادر على أن تكون نفسك ، وغير قادر على أن تفرغ السلوك الثقيل بدون جذب الإحباط والشك - ليس من الآخرين فقط ، بل من نفسك أيضا . المهرب عادة هو بأن تترك الجماعة -- لا لتترك الإسلام ، ولكن لتعيش بطريقة مجهولة على حافته .


إن السبب الرئيسى والهدف من الغضب والشعور بالفشل ، يرجع لأهمية أن يرتبط المسلم بالسنة والحديث . والنتيجة ، أن الإنسان يتخبط من ناحية لأخرى . كيف يطبق المؤمن ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، تقريبا بالكلية فى الأمور الشخصية ؟؟؟ حيث أن القليل من المسلمين سيرقون لمرتبة الفقهاء الذين سيشاركون فى صياغة قواعد الأخلاق للمجتمع الإسلامى الواسع .

بالنسبة للمسلم العادى ، فالسنة هى التى توجهه إلى الأخلاق والقيم والسلوك الروحى : ما هى علاقته بأبئائه وآبائه ، والأقارب الآخرون ، كيف يؤدى الصلوات والعبادات الأخرى ، وكيف يتصرف أثناء عمله ؟؟؟ هكذا بنجاح يشكل حياته ، يالها من منفعة عظيمة أو تنفيذ الأعباء التى تلقى عليه ، وهذا يعتمد على مدى الترجمة والتطبيق الشخصى .
بالنسبة للبعض ، فالسنة تقتضى التبنى الكامل والدقيق لكل الممارسات المسجلة بغض النظر عن المحيط ... به أو بهم ... ويفعلون كل شئ بدقة متناهية . كنتيجة لهذا ، نرى المسلمين الأمريكان أحيانا ، يرددون الأدعية باللغة العربية ، وليس عندهم أى إحاطة بما يقولون ، أو قد ترى بعضهم يرتدون العمائم والجلابيب والصنادل فى شوارع بلدان أمريكية .




يتبع