عبد الحليم خدّام يفتح قلبه لـ إيلاف في حوار مصور:
سيذهب الأسد ولن تأتي الفوضى
د. نجم عبدالكريم- إيلاف: في حوارٍ صريح مع الدكتور نجم عبد الكريم، صرّح عبد الحليم خدام لـ ''إيلاف'' بما لم يسبق له أن أعلنه لأية وسيلةٍ إعلامية منذ خروجه من سورية. وأكد خدام - الرجل الذي خطط لسياسة سورية الخارجية لثلاثة عقود ونيف ويعدّ اليوم المُهندس الأبرز للمعارضة على صعيديها الخارجي والداخلي، في حوار دام حوالي الساعة وتبثه إيلاف لقراءها الكرام اليوم بالصوت والصورة، أنه يملك الأوراق التي تؤكد أن بشار الأسد هو قاتل الحريري، وتكشف السياسة الإجرامية التي يتبعها النظام السوري... النظام الذي يتوقع له الإنهيار القريب. كما حذر كل الذين يدعمون نظام سورية دولا كانو أو منظمات "لأنهم سيجعلون منها ان تصبح مثل الجزائر".
عبدالحليم خدام في حوار مصور تبثه إيلاف غدا:
سورية تخدم إسرائيل... ولن اتفق مع رفعت
وأوضح خدام ان عمله تركز في السابق على سياسية سوريا الخارجية على الصعيدين العربي والدولي، منوها بالموقف المتقدم الذي تمكنت ان تحققه سوريا في تلك المرحلة في إطار الأوضاع الإقليمية والدولية، موضحا إن سوريا "التي كانت تحت المظلة السوفياتية" تمتعت في تلك الفترة باستراتيجية أمنية مبنية على المصالح الوطنية القومية وعلى قضايا الصراع العربي الاسرائيلي والعلاقات العربية.. وأضاف "الآن أخطط مع المعارضة السورية ضد السياسة الخارجية في سورية وايضا ضد السياسة الداخلية".
عبدالحليم خدام
وتطرق خدام إلى العلاقات السورية الإسرائيلية في عهد الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، وامتدادها وتطورها في عهد نجله بشار. وقال خدام "إذا كنت استقبلت عربياً ومسلماً يحمل الجنسية الإسرائيلية، فبشار الأسد صافح الرئيس الإسرائيلي، فلماذا أُحاكم بالخيانة العظمى، ولا يُحاكم هو؟". واعتبر خدام إن سوريا "تخدم إسرائيل بطرق مباشرة وغير مباشرة"، كما اتهم الرئيس العراقي السابق صدام حسين بانهيار مشروع الوحدة الذي تم الاتفاق عليه ما بين دمشق وبغداد.
وفيما يتعلق باحتلال صدام حسين للكويت، قال خدام إنه "لولا تصويت سورية ولبنان بالموافقة على تحرير الكويت باستجلاب القوات الدولية، لكان صدام مستمراً في احتلال الكويت حتى الآن"، مشيرا إلى أنه "كان من الممكن أن تدخل القوات الإسرائيلية في تحرير الكويت لو رفضنا عدم الانضمام نحن ومصر إلى القوات الدولية التي قامت بتحرير الكويت".
د. نجم عبدالكريم
حزب البعث
وفي الحديث عن حزب البعث الحاكم في سوريا، قال نائب الرئيس السوري السابق إن الحزب وصل الى السلطة بالقوة العسكرية، ولذلك انعقد مؤتمر قومي في تشرين الثاني (نوفمبر) من العام 1963، ووضع منطلقات فكرية لا علاقة لها بالواقع، وتبنى المؤتمر اليسار المتطرف للحركتين الماركسية والماوية، الاتجاه فرض سياسة الأمن للحفاظ على السلطة وصادر حريات الشعب السوري.
يكمل خدام "فكانت الحركة التصحيحية التي قمنا بها عام 1970 في عهد حافظ الأسد ومجموعة عسكرية ومدنية معه، وكان الهدف الانتقال بالبلاد إلى مرحلة الديمقراطية". وفي تلك الآونة كانت الأحزاب ممنوعة فتم إطلاق حرية الأحزاب.
ويشير خدام الى أن الرئيس الراحل حافظ الأسد وصل إلى السلطة عبر الجيش، لكن نتيجة للاختناق الشعبي الذي كان موجودا في سوريا.
وخدام لم يخرج من دمشق للانضمام الى لائحة المنفيين السوريين في الخارج، فهو وبالرغم من اداركه التام للاجراءات والقرارات القاسية التي ستتخذ ضده وضد عائلته، كان يرى ان بلاده تواجه خطر الانهيار اذا استمر هذا النظام. أضاف "فقررت الخروج وترتيب العمل من أجل إنشاء جبهة للمعارضة تقود عملية التغيير". وأوضح خدام انه استقال من مهامه الرسمية ومن قيادة حزب البعث خلال جلسة مؤتمر الحزب التي عقدت في الخامس من حزيران (يونيو) 2005، وانتقد في حينها سياسات سوريا الداخلية والخارجية.
النفط السوري
وحذر خدام من ان النفط السوري يتضاءل، وستصبح سوريا في العام 2010 دولة مستوردة للنفط الذي يمول ميزانيتها اليوم بنسبة خمسين بالمئة. وأشار إلى ان مشاريع النفط يقوم بها خال الأسد واسمه محمد مخلوف وشقيق زوجته ورجل أعمال آخر مقرب اليه "هم يربحون من خلال هذه المشاريع الا ان ثمن النفط يذهب الى الميزانية".
ونفى خدام تورط احد ابنائه في قضية النفايات السامة التي عثر عليها في مرفأ في طرطوس، وأوضح ان لجنة التحقيقات التي شكلها بشار الأسد من خمسة وزراء توجهت الى طرطوس وتقدمت بتقرير ينفي ان يكون هناك اي صلة لأحد ابنائه في الموضوع.
الحريري
وقال خدام إن "بشار الأسد قتل الحريري، وقلت ذلك للجنة التحقيق، ولدي وقائع ستقدر لجنة التحقيق موضعها، وعلى كل حال فإن تقرير اللجنة سيصدر وسيتبين صحة ما قلته".
سقوط النظام
وفيما يتعلق بتصريحات الأسد التي يقول فيها (إما انا أو الفوضى)، قال خدام "أنا سوري وأعرف بلدي، إن سقوط النظام في سورية لن يؤدي إلى جرح مواطن". وأضاف "ان بشار الأسد سيذهب ولن تأتي الفوضى".
وحذر خدام الحكومات العربية الداعمة لبشار الأسد من انعكاسات هذا الدعم. وقال "عليهم ان يدركوا ان استمرار هذا النظام الذي افقر الناس وجوعهم ويهينهم ويذلهم" يهدد الإعتدال السوري ويعرضه للتحول الى تطرف" مشيرا إلى ما حدث في الجزائر "وعندئذ ستكون الفوضى".
وقال خدام "هذا تحذير موجه الى كل من يقف مع بشار الأسد سواء في الحكومات او في بعض الأحزاب الذين يتحدثون عن الصمود والممانعة وهم يعرفون ان سوريا الآن لا تملك الحد الأدنى من مقومات الصمود. هم يضللون بشار الأسد ويساعدون في جر سوريا الى فخ الانهيار".
وفي الختام، دعا خدام الأشقاء في سوريا إلى تعزيز الوحدة الوطنية وكسر جدار الخوف "وأقول لهم سنلتقي قريبا في دمشق".
http://www.elaph.com/ElaphWeb/Interv...6/6/155233.htm