عرض مشاركة مفردة
  #28  
قديم 22-09-2003, 03:23 PM
السلفيالمحتار السلفيالمحتار غير متصل
لست عنصريا ولا مذهبيا
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2002
المشاركات: 1,578
إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى السلفيالمحتار
إفتراضي

معالم من شخصية الصديقة فاطمة الزهراء سلام الله عليها

لقد أعد النبي الكريم محمد (ص) وبإيحاء من الله تعالى شخصية ابنته الزهراء، اعدادا مبدئيا ورساليا خاصا لأجل ان تنهض (عليها السلام) بدورها البناء والعظيم
لقد أعد النبي الكريم محمد (ص) وبإيحاء من الله تعالى شخصية ابنته الزهراء، اعدادا مبدئيا ورساليا خاصا لأجل ان تنهض (عليها السلام) بدورها البناء والعظيم، ولتنطلق مع بعلها علي بن أبي طالب، خط العصمة والإمامة المباركين. بل تشرف على توجيه الأمة وفقا لما تقتضيه الإرادة الإلهية وتحذرهم من الردة والتمرد على رسالة السماء.
فالصديقة الزهراء هي تجسيد حي وعملي لكل ما أراده الله تعالى من المرأة المسلمة ومن هنا احتلت وسام الشرف الراقي سيدة نساء العالمين من الأولين إلى الآخرين، وهذا اللقب له اعتباراته ودلالاته فلا غرابة من ذلك فلو (ظهر السبب بطل العجب)، كما يقول المثل العربي.
فالصديقة الزهراء طرحت نفسها قدوة وأسوة لكل امرأة تريد ان تملك الدنيا والآخرة معا، فإلى كل امرأة تفتش عن عطر وخضاب وبر وجلباب نقدم فاطمة الزهراء، لأنها المنحة واللمحة الإلهية لنساء العالم ان أردن سعادة الدارين نشأت (عليها السلام) في بيت أبيها مرتوية من نبع النبوة والطهارة في عصر ومصر كانت المرأة فيه مهانة من الغريب والقريب، حتى بدأت (ع) تعطي لنساء زمانها جرأة وصول المرأة إلى سلم الرقي والكمال لو أرادت ذلك.
وكانت (ع) صورة فريدة للكمال الإنساني، فجمعت كل معاني العظمة والفضيلة والشرف، وكان (ص) يوليها شأنا وشأوا كبيرين، حتى انه قبل يدها دلالة على مقامها ومقام المرأة المنتسبة لفاطمة، فالنبي حركاته وسكناته وفق مقاييس وموازين مرسومة ومدروسة، لا اعتباطية ولا سطحية، والدليل على ذلك ما قاله في وجه آخر: والله لو سرقت فاطمة بنت محمد لقطعت يدها، فالنبي يحمل معايير إنسانية في تعامله حتى مع أقرب المقربين إليه.
وفي ارتباطها مع الله رسمت (عليها السلام) الأمثلة الرائعة في الولوج إلى حضرة الله القدسية والانشداد الروحي مع الباري فقد رآها ولدها الأول الحسن المجتبى انها قامت في محرابها ليلة جمعتها، فلم تزل راكعة ساجدة حتى اتضح عمود الصبح، وسمعتها تدعو للمسلمين والمسلمات بل الأكثر تسميهم بأسمائهم ودعت لجيرانها وما دعت لنفسها، ونقول: أي جيران كانت واي مجتمع كانت تدعو لهم فاطمة، المجتمع الذي ما نصرها يوم نزلت عليها الحادثة والكارثة والمجتمع والجيران الذين ما عرفوها حق معرفتها، انه العفو انه السمو انه القمة في مكارم الأخلاق.
قال عنها الحسن البصري: (ما كانت امرأة في هذه الأمة أعبد من فاطمة بنت محمد كانت تقوم للمحراب حتى تتورم قدماها).
وعن أخلاقها تقول زوج الرسول (ص) عائشة: (ما رأيت أحدا كان أصدق لهجة من فاطمة، وما رأيت أحدا أشبه سمتا وهديا برسول الله (ص) في قيامه وقعوده من فاطمة).
ولقد كانت (ع) حريصة أشد الحرص على نشر مبادئ الأخلاق الرفيعة كالعفة والورع والسماحة بين نساء ورجال زمانها.
وفي تعاملها في دارها وسلوكها في البيت، حري بالفتاة المسلمة ان تقتفي أثرها، في الحرص على التزام الأخلاق السامية والفاضلة في تعاملها في البيت مع والديها وزوجها واخوانها وأولادها، فما من حركة ووقفة كانت لها (ع) مع هؤلاء الا ويجب ان تكون النموذج الخلقي لفتاة اليوم وان تترجمه إلى حركة وواقع.
وعن جهادها، لقد واكبت الزهراء رسالة الإسلام منذ صغرها ولها تلك المواقف المشهودة والشجاعة في حمل الرسالة، قال عبد الله بن مسعود: بينما كان الرسول (ص) يصلي عند البيت، وابو جهل وأصحاب الشرك جلوس وقد نحروا جملا لهم، فقال ابو جهل: أيكم يقوم ويأخذ.. فيضعه على كتفي محمد، اذا سجد، فأخذه أحدهم، فلما سجد النبي وضعه بين كتفيه، فضحك الأعداء وجعل بعضهم يميل على بعض، حتى انطلق شخص ليخبر فاطمة فجاءت وهي طفلة صغيرة فطرحته عنه، وأقبلت على المشركين لائمة وناقمة، فلما قضى النبي صلاته دعا عليهم رافعا صوته.
وكانت أيضا (سلام الله عليها) المصبرة والمسلية لأبيها تضمد جراحه، وتهدأ آلامه وتشاركه داءه ودواءه، فبعد غزوة أحد وجرى ما جرى على النبي وأصحابه، كانت تغسل دمه النازف فلما رأت ان الماء لا يزيد الدم الإ كثرة، أخذت قطعة حصير فأحرقته حتى صار رمادا ثم ألصقته بالجرح فاستمسك الدم وهذا والزهراء كانت واحدة من اللاتي حوصرت في شعب بني طالب، وعانت مع بني هاشم الآلام والجوع والضيق وهي في سنها المبكر وصحبت عليا في هجرته إلى المدينة المنورة أسوة ببقية المهاجرين وعلى ذكر علي (ع) كانت علاقتها مع زوجها علاقة فريدة رائعة ولقد تبادلا المودة والاحترام والإجلال والوفاء، بكل ما تحمل هذه المصطلحات من تعابير ومعاني كريمة.
ولقد تجسدت هذه المفاهيم بعينها في حياتها الأخيرة حيث زادت وحامت عن قائد مسيرتها وشريك حياتها ليس دفاعا عن أواصر القرابة بل دفاعا عن إمام زمانها وولي أمرها والخليفة الشرعي للأمة ودفعت ضريبة كبيرة ازاء دفاعها هذا، وكانت الضريبة باهضة حيث قدمت نفسها رخيصة في هذا الميدان، مقارعة أعداء الله والدين كاشفة حقيقة المتمردين الزائفة والزائلة كما هي، وعرتهم ذاك العري الكامل حينما وقفت أمام جمهور المسلمين وخليفتهم لا لتستفزه بل لترد الحق إلى موضعه والمغصوب إلى موقعه. ولتعيد للأمة أصالتها ونقاءها وبقاءها، وكأني بها تقول:
(الحق لا يعطى ويؤخذ عنوة
خذ حقك الغالي وأنت مؤيد)
فالزهراء انما طلبت استرجاع فدك إلى أهلها، بأن جعلت من قضية فدك نقابا وستارا تتستر به للدفاع عن اثمن وأعز من فدك وهو غصب الخلافة الإلهية وضياع الحق العلوي. والا هذا علي (ع) يقول (وما أصنع بفدك وغير فدك) فرحلت وهي غاضبة.
وذلك ما أعلنته في وصيتها بصراحة، حينما قالت، يا علي، لا تدع أحدا من هؤلاء القوم يمشي وراء جنازتي لتثبت ان لا خير في المجتمع الذي ما ناصرها أيام حياتها وهي بنت محمد، وما فائدة ان يشيعها، وهذا دليل على غضبها على ولاة أمر المسلمين آنذاك الذين سمعوا عن النبي: ان الله يرضى لرضا فاطمة ويغضب لغضبها والزهراء أثبتت بمقولتها ان الضجيج والعجيج بعدها عواطف عابرة لا قيمة لها أمام الصرخة الحقة، والحق المغصوب، قال الشاعر:
لا ألفينك بعد الموت تندبني
وفي حياتي ما زودتني زادا

__________________
من روائع شعري
يمامتي
ابيحوا قتلي او طوقوا فكري سياجا
فان قتلي في دجى الليل سراجا
EMAIL=candlelights144@hotmail.com]لمراسلتي عبر الإيميل[/email]