عرض مشاركة مفردة
  #15  
قديم 15-05-2006, 01:25 PM
أحمد ياسين أحمد ياسين غير متصل
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2005
الإقامة: فرنسا
المشاركات: 6,264
إفتراضي

كلمة رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية في اتصال هاتفي مع مؤتمر الدوحة

--------------------------------------------------------------------------------

بسم الله الرحمن الرحيم


بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة والسلام على سيد المرسلين إمام المجاهدين وقائد الغر المُحجَّلين وعلى آله وصحبه أجمعين .

قال الله سبحانه وتعالى :

"( ذلك بأنهم لا يصيبهم ظمأ ولا نصب ولا مخمصة في سبيل الله ولا يطئون موطئاً يغيض الكفار ولا ينالون من عدوٍّ نيلاً إلا كتب لهم به عمل صالح، إن الله لا يضيع أجر المحسنين، ولا ينفقون نفقة صغيرة ولا كبيرة ولا يقطعون وادياً إلا كتب لهم ليجزيهم الله أحسن ما كانوا يعملون )"



أيها الإخوة العلماء الأفاضل، شيخنا وأستاذنا وإمام الأمة العلامة الدكتور يوسف القرضاوي، السادة العلماء، يا إخواننا الحضور الكرام، ويا قادة العمل الإسلامي والوطني على أرض فلسطين المباركة من هنا من أرض فلسطين من بيت المقدس ومن أكناف بيت المقدس أحييكم وأشكركم وأقدر لكم هذا المؤتمر؛ هذا المؤتمر الذي تؤكدون فيه أنكم الأنيس في الوحشة والصاحب في الخلوة والدليل في السراء والضراء، وتؤكدون أيها الإخوة العلماء الأفاضل، ويا أبناء هذه الأمة أنكم القريبين عند الغرباء، فأنتم بالناس كمثل النجوم يهتدى بها، ومحبتكم أيها العلماء دين ندين به لله سبحانه وتعالى، فحياكم الله وحيا الله مؤتمركم وحيا كلماتكم الطيبة كقطر الندى نزلت على أوراق شجر يابسة كلماتكم كغيث هما في صحراء هذا الواقع هذا الواقع الذي يتنكر لفلسطيني ولشعب فلسطين ولخياراته الحرة الأبية الذي تعكس إرادته وصموده ومقاومته وتعكس تمسكه في حقه بأرضه وقدسه للإسراء والمعراج مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم , الملايين من أبناء هذه الأمة تتابع هذا المؤتمر لأن المؤتمرات الأخرى قد عزت أن تعطي الموافقة لنصرة الشعب الفلسطيني الملايين من أبناء هذا الشعب، تابعت مؤتمركم والحكومة الفلسطينية الراشدة تابعت مؤتمركم فوجدت فيه سلوى ووجدت فيه خيرا ووجدت فيه بركة ووجدت فيه عمق استراتيجي للقضية الفلسطينية وللشعب الفلسطيني فحياكم الله ويا علماءنا الأكارم الذين ظلوا وما زالوا منارات للهدى مصابيح للناس في الظلمات فنحن أيها الإخوة الكرام على أرض فلسطين يراد لنا أن نعيش في ظلمات ثلاث ظلمات الاحتلال وظلمات الحصار وظلمات العزل السياسي لحكومة انتخبها الشعب الفلسطيني ولكن وجدنا في المؤتمر النور وسط هذه الظلمات الثلاث ووجدنا أن أنوار العلماء وأنوار المجاهدين وأنوار القادة الأفذاذ من أمثال أخينا أبي الوليد و أبي عبد الله وأبي جهاد وكل العلماء الكرام وجدنا فيهم أنواراً تسطع في الظلمات الثلاث ولذلك أيها الإخوة الكرام لا نملك إلا أن ندعو الله لكم أن يبارك في جهدكم وفي مؤتمركم وأن يبارك في هذه الأمة التي نهضت لتقف مع الشعب الفلسطيني ومع القضية الفلسطينية .



أيها الإخوة الأفاضل والأخوات الكريمات لا يخفى عليكم أن الحصار والضغط الكوني الذي تتعرض له الحكومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني اليوم إنما يهدف إلى دفع الحكومة إلى تقدم تنازلات سياسية وإلى التخلي عن الحكومة الفلسطينية والتي هي ثوابت لهذه الأمة لا يخفى عليكم أن الضغط يهدف إلى إذلال وتركيع الشعب الفلسطيني لتنفض عن حماس ولتنفض عن المقاومة ولتنفض عن التوحد في خندق الصمود وصدق قول الله في الأطراف التي تحاصر، ثم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا، ولله خزائن السموات والأرض )" , نعم يعتقدون أن الناس سوف تنفض عن الحكومة الفلسطينية وعن خيار الثبات والصمود، ولكنهم واهمون، وأطمئنكم يا علماء هذه الأمة ويا أبناء هذه الأمة كلما اشتد الحصار ازداد الشعب الفلسطيني التفافاً حول حكومته والتفافاً حول الحقوق والثوابت والراية التي نرفع نعم أيها الإخوة الكرام، ونود أن نؤكد هنا وفي هذا المؤتمر أن أولويات هذه الحكومة تتمثل بالأولويات التالية:

أولا:ً التمسك بالحقوق والثوابت الفلسطينية العربية الإسلامية على أرض فلسطين المباركة، ونحن نقول وبكل اطمئنان وبدون خطاب عاطفي أقول لكل علماء الأمة ولكل أبناء هذه الأمة ولكل شهدائنا الذين رووا بدمائهم أرض فلسطين ولأسرانا الأبطال في سجون الاحتلال ولجرحانا الميامين أقول لكم أيها الأخوة: إن الحكومة الفلسطينية سوف تتمسك بالحقوق والثوابت وأنها لم ترضخ بإذن الله وأنها لم تذل ولن تخضع ولن تسقط القلاع ولن تخترق الحصون بإذن الله تعالى وسيبقى الجدار لشعبنا ولأمتنا المباركة فنحن اليوم لا نمثل أنفسنا ولا نمثل شخوصنا ولا نمثل حركتنا فقط التي نتشرف بالانتماء لها حركة حماس ولكنا نمثل فلسطين وشعب فلسطين والأمة والعلماء ونستمد منكم بعد الله تعالى المدد والعون منه سبحانه وتعالى هم يريدوا خطف المواقف وهم يريدوا أن تسقط كل القلاع على أرض فلسطين هم يريدوا اختراق كل الحصون ولذلك أقول لن تسقط القلاع ولن تخترق الحصون ولن تهدم الجدر، بل سنهدم جدار الاحتلال الذي يبنيه على أرض فلسطين وسنبني جدار فلسطين وجدار أمتنا العربية والإسلامية في وجه هذه المخططات الهادفة إلى وتركيع الشعب الفلسطيني.



وأما الأولوية الثانية: فهي حماية الوحدة الوطنية الفلسطينية، ولقد استمعت لمناشداتكم الكريمة وإلى كلماتكم الحريصة وإلى نداءاتكم لشعبنا الفلسطيني ولفصائله من أجل حماية الوحدة الوطنية والدم الفلسطيني، وأود أن أؤكد لكم أيها الإخوة الأكارم أننا سنحمي وحدتنا الوطنية سنحمي دمنا الفلسطيني سنحمي تماسكنا الفلسطيني، فالدم الفلسطيني خط أحمر والوحدة الفلسطينية خط أحمر والسلاح الفلسطيني لا يوجه إلى الصدر الفلسطيني , نعم وقعت هناك أحداث وسارعت لعقد اجتماع عاجل مع قيادة الإخوة في حركة حماس وقيادة الإخوة في حركة فتح، وتمكنا الليلة بفضل الله سبحانه وتعالى من تطويق الأحداث وكانت المواقف مسؤولة ووطنية وقد عبَّر الجميع عن تمسكه بالوحدة الوطنية وعن حمايته للدم الفلسطيني وأقول لكم يا علماءنا الكرام: إننا ننطلق من أدبيات ومن فكر إسلامي أصيل ومن موروث قرآني حضَّنا على الوحدة والترابط، وأكدنا ذلك وترجمنا على مدار السنوات الماضية وسنمضي إن شاء الله على النهج وسنحمي الوحدة الوطنية على أرض فلسطين لن يصوب السلاح الفلسطيني إلى الصدر الفلسطيني ولن تراق الدماء الفلسطينية على أيدٍ فلسطينية، وستبقى الحكومة الفلسطينية بإذن الله صمام أمان لشعبنا ووحدته ودمه الطاهر؛ لأن دم الشهداء أمانة في أعناقنا وأنات الثكالى أمانة في أعناقنا، ولن صمود أسرانا وأسيراتنا في سجون الاحتلال أمانة في أعناقنا لن نخذلكم أيها الإخوة ولن نشمت فينا عدونا وسنبقى بإذن الله أوفياء أمناء على وحدة شعبنا وعلى آمال وتطلعات أمتنا لشعب فلسطيني وحكومة فلسطينية.



وأما الأولوية الثالثة للحكومة الفلسطينية: فهي ترسيخ وتعميق القضية الفلسطينية في عمقها العربي والإسلامي، ونحن ندرك أن المخطط على قضية فلسطين كان منذ عقود انتزاعها من عمقها العربي والإسلامي ونحن سوف نعيد الاعتبار لهذا العمق بإذن الله تعالى، ونحن يوم أن راهنا وقلنا للناس جميعا: إن هناك بدائل استراتيجية تتمثل بعلماء الأمة تتمثل بنخبها الفكرية والسياسية الحرة وتتمثل بنسائها ورجالها عندما كنا صادقين، هذا رهان ناجح لأن هذا المؤتمر دليل نجاح على رهاننا على عمقنا الاستراتيجي؛ ألا وهو العمق العربي والإسلامي يوم يخرج الناس بالآلاف في العواصم العربية و الإسلامية يوم أن تقف نساء المسلمين والعرب يدفعن بحليهن من أجل فلسطين والشعب الفلسطيني حينئذ نكون صادقين عندما نقول أن الرهان هو رهان استراتيجي للعمق العربي والإسلامي.