عرض مشاركة مفردة
  #16  
قديم 17-01-2001, 01:19 PM
طارق طارق غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2001
المشاركات: 20
Post

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم وحمة الله
أما بعد…
أردت أن أتطرق إلى هذه الموضوع المهم الذي يوصل إلى الشرك والى الدخول في رحمة الرحمن بحسب العمل بها وهو التوسل الذي ذكرها الله تعالى بلفظ الوسيلة مرتين في كتابه الكريم قال تعالى:
((يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة وجاهدوا في سبيله لعلكم تفلحون)) <(35)-المائدة>
وقال (أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه إن عذاب ربك كان محذورا))<(57)-الإسراء>
وتعريفه لغةً: ما يتقرب به إلى الغير.
وتعريفه شرعاً:ما يتقرب به إلى الله.
فنريد أن نأخذ وسيلة يقربنا إلى الله فما أثبت في الكتاب والسنة وعن الصحابة أنه ثلاثة أمور يتوسلون بها إلى الله:
الأول:التوسل والتقرب إلى الله بالأعمال الصالحة كالتسابق إلى الخيرات و الطاعة الله تعال… قال تعالى:
((وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (10)أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ(11)) <(10-11)-الواقعة>
فمن التوسل والتقرب إلى الله السباق لطاعته.
ومثل آخر لتقرب إلى الله البر قال تعالى: ((إِنّ الأَبْرَارَ لَفِى نَعِيمٍ (22) عَلى الأَرَائكِ يَنظرُونَ (23) تَعْرِف فى وُجُوهِهِمْ نَضرَةَ النّعِيمِ (24) يُسقَوْنَ مِن رّحِيقٍ مّخْتُومٍ (25) خِتَمُهُ مِسكٌ وَ فى ذَلِك فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَفِسونَ (26) وَ مِزَاجُهُ مِن تَسنِيمٍ (27) عَيْناً يَشرَب بهَا الْمُقَرّبُونَ (28)) <المطففين>فالأبرار بنص الآية مقربون لأنهم شربو من العين الذي يشرب بها المقربون.
ومثل آخر لتقرب إلى الله بالإحسان يقول الله تعالى: ((إن رحمت الله قريب من المحسنين))<(56)-الأعراف>فهم فهم(أي المحسنين)نالوا رحمة الله والقرب منها، وسبب التقرب إلى الله في الأصل رجاء رحمته وخوف عذابه قال تعالى (أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه))<(57)-الإسراء>.
حديث أصحاب الغار الذين توسلوا إلى الله بأعمالهم حدثني محمد بن إسحق المسيبي حدثني أنس يعني ابن عياض أبا ضمرة عن موسى بن عقبة عن نافع عن عبد الله بن عمر عن رسول الله صلى اللهم عليه وسلم أنه قال بينما ثلاثة نفر يتمشون أخذهم المطر فأووا إلى غار في جبل فانحطت على فم غارهم صخرة من الجبل فانطبقت عليهم فقال بعضهم لبعض انظروا أعمالا عملتموها صالحة لله فادعوا الله تعالى بها لعل الله يفرجها عنكم فقال أحدهم اللهم إنه كان لي والدان شيخان كبيران وامرأتي ولي صبية صغار أرعى عليهم فإذا أرحت عليهم حلبت فبدأت بوالدي فسقيتهما قبل بني وأنه نأى بي ذات يوم الشجر فلم آت حتى أمسيت فوجدتهما قد ناما فحلبت كما كنت أحلب فجئت بالحلاب فقمت عند رءوسهما أكره أن أوقظهما من نومهما وأكره أن أسقي الصبية قبلهما والصبية يتضاغون عند قدمي فلم يزل ذلك دأبي ودأبهم حتى طلع الفجر فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج لنا منها فرجة نرى منها السماء ففرج الله منها فرجة فرأوا منها السماء وقال الآخر اللهم إنه كانت لي ابنة عم أحببتها كأشد ما يحب الرجال النساء وطلبت إليها نفسها فأبت حتى آتيها بمائة دينار فتعبت حتى جمعت مائة دينار فجئتها بها فلما وقعت بين رجليها قالت يا عبد الله اتق الله ولا تفتح الخاتم إلا بحقه فقمت عنها فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج لنا منها فرجة ففرج لهم وقال الآخر اللهم إني كنت استأجرت أجيرا بفرق أرز فلما قضى عمله قال أعطني حقي فعرضت عليه فرقه فرغب عنه فلم أزل أزرعه حتى جمعت منه بقرا ورعاءها فجاءني فقال اتق الله ولا تظلمني حقي قلت اذهب إلى تلك البقر ورعائها فخذها فقال اتق الله ولا تستهزئ بي فقلت إني لا أستهزئ بك خذ ذلك البقر ورعاءها فأخذه فذهب به فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج لنا ما بقي ففرج الله ما بقي و حدثنا إسحق بن منصور وعبد بن حميد قالا أخبرنا أبو عاصم عن ابن جريج أخبرني موسى بن عقبة ح و حدثني سويد بن سعيد حدثنا علي بن مسهر عن عبيد الله ح و حدثني أبو كريب ومحمد بن طريف البجلي قالا حدثنا ابن فضيل حدثنا أبي ورقبة بن مسقلة ح و حدثني زهير بن حرب وحسن الحلواني وعبد بن حميد قالوا حدثنا يعقوب يعنون ابن إبراهيم بن سعد حدثنا أبي عن صالح بن كيسان كلهم عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى اللهم عليه وسلم بمعنى حديث أبي ضمرة عن موسى بن عقبة وزادوا في حديثهم وخرجوا يمشون وفي حديث صالح يتماشون إلا عبيد الله فإن في حديثه وخرجوا ولم يذكر بعدها شيئا حدثني محمد بن سهل التميمي وعبد الله بن عبد الرحمن بن بهرام وأبو بكر بن إسحق قال ابن سهل حدثنا و قال الآخران أخبرنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري أخبرني سالم بن عبد الله أن عبد الله بن عمر قال سمعت رسول الله صلى اللهم عليه وسلم يقول انطلق ثلاثة رهط ممن كان قبلكم حتى آواهم المبيت إلى غار واقتص الحديث بمعنى حديث نافع عن ابن عمر غير أنه قال قال رجل منهم اللهم كان لي أبوان شيخان كبيران فكنت لا أغبق قبلهما أهلا ولا مالا وقال فامتنعت مني حتى ألمت بها سنة من السنين فجاءتني فأعطيتها عشرين ومائة دينار وقال فثمرت أجره حتى كثرت منه الأموال فارتعجت وقال فخرجوا من الغار يمشون *(متفق عليه)
وأيضاً قوله تعالى: ((وما أموالكم ولا أولادكم بالتي تقربكم عندنا زلفى إلا من آمن وعمل صالحا فأولئك لهم جزاء الضعف بما عملوا وهم في الغرفات آمنون))فالله قال: (إلا من آمن وعمل صالحا)فبنص القرءان (عمل صالحا) فهذا سبب لتقرب الإيمان والعمل الصلح.
الثاني:التوسل بدعا الرجل الصالح.
فيما رواه البخاري: ((حدثنا الحسن بن محمد حدثنا محمد بن عبدالله الأنصاري حدثني أبي عبدالله بن المثنى عن ثمامة بن عبدالله بن أنس عن أنس رضي اللهم عنهم أن عمر بن الخطاب كان إذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبدالمطلب فقال اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا صلى اللهم عليه وسلم فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا قال فيسقون))فعمر وصحابة رسول الله -صلى علي وسلم -ورضي الله عن صحابته-كانو يتوسلون بدعاء النبي فيدعو النبي ويردون ءامين فأمات الله نبيه وإنا لله وإنا إليه راجعون فتوسل الصحابة بعم رسول الله صلى الله عليه وسلم… وهذا دليل قاطع وبرهان ساطع أن ثالث أفضل رجلٌ في أمة محمد صلى الله عليه وسلم ترك التوسل بالأموات.
وجمع الله بين التوسل بالأعمال الصالحة وبالتوسل بدعاء الصالحين في قوله تعالى: ((ومن الأعراب من يؤمن بالله واليوم الآخر ويتخذ ما ينفق قربات عند الله وصلوات الرسول ألا إنها قربة لهم سيدخلهم الله في رحمته إن الله غفور رحيم))<(99)-التوبة>القربة الأولى هي عمل صالح وهو أن تنفق في سبيل الله والقربة الثانية صلوات النبي صلى الله عليه وسلم.
وتفسير صلاة النبي هو:
قال تعالى: ((خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم والله سميع عليم))<(103)التوبة>
و قوله: «و صل عليهم» الصلاة عليهم هي الدعاء لهم و السياق يفيد أنه دعاء لهم و هو المحفوظ من سنة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فكان يدعو لمعطي الزكاة و لماله بالخير و البركة)<الميزان في تفسير القرآن>
الثالث:التوسل بأسماء الله وفي صفاته:
استخدامها في الدعاء عموماً وفي التوسل خصوصاً. قال تعالى:
((ولله الأسماء الحسنى فادعوه به))<(180)-الأعراف>
هل التوسل عبادة أم لا؟
التوسل من أبوا الدعاء. لأنه طلب ورجاء،والطلب القسم الثاني للدعاء.ولن أتي أولاً بدليل يثبت أن صرف الدعاء لغير الله شرك أولاً ولكني سوف أنسب الدعاء إلى العبادة(والعبادة لا يصرف إلا لله) بقول الرسول صلى الله عليه وسلم:ففي ما رواه الترمذي حدثنا علي بن حجر أخبرنا الوليد بن مسلم عن ابن لهيعة عن عبيد الله بن أبي جعفر عن أبان بن صالح عن أنس بن مالك عن النبي صلى اللهم عليه وسلم قال ((الدعاء مخ العبادة)) قال أبو عيسى هذا حديث غريب من هذا الوجه لا نعرفه إلا من حديث ابن لهيعة * ويقول الله عن العبادة وصرفها إلى غير الله ويأمر قائلاً: ((ولا يشرك بعبادة ربه أحد))<(110)-الكهف>
وأما صرف الدعاء لغير الله قال الله فيها (وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا(18))<الجن>
وقال أيضاً: ((وادعوه مخلصين له الدين كما بدأكم تعودون(29))<الأعراف>
ما حكم التوسل بالمصطفى صلى الله عليه وسلم؟
شرك أكبر لأنه دعاء(سواءً ظن النفع والضر أولم يظنه لان الدعاء عبودية وإعتقادية وليس إعتقادية فقط) ، والدعاء عبادة، والعبادة لله خالصاً كما قال الله تعالى ناهياً: ((ولا يشرك بعبادة ربه أحد))<(110)-الكهف>
فيقول الله تعالى للذين يدعون(التوسل من الدعاء)الناس سواءً هم أنبياء أو صالحين أو فجار:
((إن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم فادعوهم فليستجيبوا لكم إن كنتم صادقين(194)ألهم أرجل يمشون بها أم لهم أيد يبطشون بها أم لهم أعين يبصرون بها أم لهم آذان يسمعون بها قل ادعوا شركاءكم ثم كيدون فلا تنظرون(195))<الأعراف>
والرسول عبد من العباد مثلنا قال تعالى (قل إنما أنا بشر مثلكم))<(110)-الكهف>
فأقول لكل من توسل ودعا غير الله كما قال إلياس عليه السلام: ((أتدعون بعلا وتذرون أحسن الخالقين(125))<الصافات>وكما قال إبراهيم عليه السلام: (( قال هل يسمعونكم إذ تدعون(72))<الشعراء>
بل لا يسمعونكم فهم غافلين إما بعذاب أو بنعيم قال تعالى: ((ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون(5))<الأحقاف>.
أما العلماء الذين توسلوا بجاه الرسول وفضله وكرامته عند ربه من المذاهب الأربعة فهم جميعا يتفقون فقهيا وأما عقيدته قد يكون صوفي معتزلي رافضي سني الله أعلم فتأكدوا من عقائد هؤلاء.
وسئل الله أن ينفعني وإياكم بما أكتب وتقرءون وصلى الله على سيد الأبرار محمد عليه وعلى آله وزوجاته أفضل التسليم وأتمه.