عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 12-01-2001, 05:15 PM
DAYEM DAYEM غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2000
المشاركات: 540
Lightbulb عندما يكون الغدر حبا..؟؟

لم يكن ذلك اليوم , يوما عاديا بالنسبة له.استيقظ على رنين الهاتف والتقط السماعة وتحدث قليلا ثم رمى بها في مكانها وبدأت علامات الغرابة والحزن تغزو ملامحه.
ارتدى ملابسه على عجل وانطلق مسرعا يجوب الطرقات.
كان ينظر لماحوله مندهشا, وكأنه يراه لأول مرة, فقد مر شهر الان على مغادرته لشقته اخر مرة.
الطرقات مكتظة بالمارة كالعادة, والمحلات التجارية تنادي زبائنها, وضجيج السيارات يملأ المكان, وفجأة ..عادت ذاكرته الى تلك المكالمة وتذكرتفاصيلها..
نعم..
هل انت السيد وليد؟
نعم انا هو من انت؟
انا الدكتور محمد من مستشفى العاصمة!!
اهلا دكتور محمد..
في الحقيقة أرجو منك التفضل بزيارتنا في المستشفى الان, فلدينا مريضة ترفض ان نقوم بعلاجها حتى مجيئك..
مريضة!! من هي؟؟
اسمها ليلى..
صمت برهة وبنبرة حزن ودهشة أجاب..انا اّت حالا!!
صباح الخير ياوليد..
التفت الى يمينه فاذا ببائع الورد يلقي عليه التحية..
صباح النور ياعم مصطفى..
لم نرك منذ مدة.. أين كنت ياوليد؟؟وأين هي ليلى, لاأراها معك؟
لم يجب, واستمر في طريقه..
ترا لما هي في المستشفى ? ومالذي يجعلها تتذكرني الان..بعد كل مادار بيننا؟؟ اسئلة كثيرة كانت تجول في مخيلته.
وجد نفسه بعد برهة بجوار مقهى الأطلال..زاغ ببصره عنه , وأسرع الخطى وكأنه يهرب من شيء ما!!
ثم عاد للتفكير, وبدأ يتذكر ذلك اللقاء..
اللقاء الأخير الذي جرى بينهما في ذلك المقهى.
النادل يحضر قهوة وليد, كالعادة بالسكر, ويحضر كوبا من الليمون لليلى.
بدأ يتذكر ذلك الحوار..
لقد أخفتني ياحبيبتي وهاقد جئت مسرعا بعد اتصالك مباشرة..
اسمعني ياوليد لقد دعوتك هذا اليوم لكي اطلب منك أمرا ..
تفضلي..فأنت تعلمين أني لايمكن أن أرفض لك طلبا..
وليد..باختصار أرجو منك أن تنساني للابد!!
تتغير ملامح وليد ويبدا بالذهول مما سمع, ويقول:
ماذا؟لابد انها دعابة منك ياليلى..صحيح..قولي انها دعابة..أليست دعابة؟؟
ارجوك دعني حتى أكمل كلامي!!
وليد يرتشف القهوة..ويصرخ مناديا النادل..
نعم ياسيدي؟؟
الا تعلم اني اشرب القهوة بالسكر دائما, فلم احضرتها بدونه هذه المرة!!
ولكنها بالسكر ياسيدي!!
يأخذ وليد رشفة اخرى..ويقول:
حسنا حسنا..انا اسف.. ولكني لاأريد القهوة..
النادل يأخذ القهوة وينصرف.
تقضلي,اكملي ياليلى؟؟
وليد انت تعلم اني احببتك يوما, لاأنكر ذلك, ولكن صدقني اذا قلت لك الان ان هذا الشعور كان وهما, كان مجرد حلم, كتلك الاحلام التي تزورنا كل ليلة ثم لانلبث ان ننساها بعد ان نستيقظ من منامنا!!
وليد في ذهول..
فارجو منك ان تنسى ذلك الحلم وان تعيش واقعك بدوني..
ليلى لايمكن ان تكوني جادة في كلامك هذا!!
أتريدين ان أنسى ذلك الحب الذي جمعنا؟ أتريدين ان انسى تلك اللحظات الخالدة التي عشناها معا؟!!
كيف, وكل مكان في الوجود يذكرني بك..؟؟ كيف وكل نسمة هواء تذكرني بك؟
كيف أنساك وأنت تعلمين أن ذاكرتي هي انت.. أنت فقط..؟؟
أتريدين ان أنسى كل هذا !! مستحيل, مستحيل!!
وليد..انا اسفة ولكن انا حقا أكرهك واعتبر حبك غلطتي الكبرى التي احاول نسيانها فارجو ان تنساني انت ايضا!!
تكرهيني!!
تنصرف ليلى وتترك وليد للاحزان والاّلام..
وليد بجوار المستشفى ويردد..تكرهيني..تكرهيني!!
ياسيد, ياسيد..هكذا جاء صوت حارس المستشفى.
انتبه وليد..وقال له:
أين مكتب الدكتور محمد من فضلك؟
في الطابق الثاني.
وليد يدخل المستشفى ويسأل احدى الممرضات عن مكتب الدكتور..
يطرق الباب..
تفضل..اجاب الدكتور
انا وليد يادكتور محمد..
اهلا وسهلا..تفضل
مالحكاية يادكتور؟
في الحقيقة ياوليد..ليلى مريضتي منذ مايقارب الشهر تقريبا, وقد جائتني وهي متعبة وقمت بفحصها , وتبين انها مصابة بمرض خبيث..
ماذا؟!!.
نعم..مرض خبيث, وقد كانت حالتها مستعصية , وطلبت منها البقاء في المستشفى في تلك اللحظة ولكنها أبت ذلك وقالت ان لديها حاجة ملحة في الخارج وستقوم بقضائها ثم تعود للمستشفى..وبعد الحاحها سمحت لها بذلك, وعادت للمستشفى بعد عدة ساعات وبدأنا في علاجها ولكن صحتها بدأت تسوء يوما بعد اخر..
حتى فاجأتني اليوم برقم هاتفك وطلبت مني الاتصال بك لتراك..
وليد..وأين هي الان؟
تعال معي..
يتجه الدكتور ووليد الى قسم العناية المركزة بالمستشفى..
ينظر وليد الى ليلى من نافذة الغرفة..ويرى وجهها الملائكي وقد تمكن منه المرض..
يفتح الدكتور الباب.. ويدخلان..
يقترب وليد من ليلى..ويمسك بيديها..وتتعانق نظراتهما حبا ووفاء..
سامحني ياوليد..كنت اريد..
وليد مقاطعا..
لاتكملي ياليلى..فقد فهمت كل شيء..وفهمت مغزى حديثك في ذلك اليوم..كم انت عظيمة حقا..
تبتسم ليلى ابتسامتها الاخيرة..وتمتليء عيناها بصورة وليد لاخر مرة..وتودع الدنيا..بعد ان حاولت ان تساعد وليد على نسيانها..وبعد أن حاولت أن تتجاهل قلبها الذي ظل ينبض بحبه حتى اخر نبضة منه..
ودع وليد ليلى وداعه الاخير..
وأدرك حقيقة اخرى..
الغدر قد يكون حبا ايضا.
.................
من ملفات جهازي القديمة.