تصفحت اوراقي ومذكراتي القديمة المغبرة , وسقطت بيدي هذه الخاطرة او ربما هي أقل من ان تسمى خاطرة ( خربشات قلم ) , كتبتها منذ اربع سنوات ,,,
رحلت سنين التضحيات
وبقيت لنا ايأمٌ من المتاهات والعقبات
وجاء اليوم الاسود ,,, الذي لا رحمةٌ فيه ولا ذرة من الأنسانية ,
يوم خالي من قطرات الدم , انه يومٌ شبيه بالحروب الغير دامية
ولكنه حرب عسير .. نشرب فيه كؤؤسا من مياه حنظلية
وميرها سلة أشواك حارة وثمارها ثمارٌ زقومية
هناك نرى كل اصناف العذاب , وهنا حياة لا تنال استحسان البشرية
ان شئتم سموها مقبرة الحياة الأبدية
وان شئتم اعتبروها جنازة للارواح المخملية
في الزمان السالف كنا وسط حدائق فردوسية
زهورها خزامى ونفل , وورودها عقود جورية
وحليها الجمان والزبرجد
والأحجار الياقوتية
والآن نعيش في الغابات الموحشة المظلمة الجهنمية
المليئة بالكائنات الوحشية
والارواح المفترسة
تهيجينا في هذه الغابات الشر الى الوصال
ويهزنا الكذب الى درجة الانفعال
وتصوغها قلوب بلا رحمة
مكانها الروح الملئ بالكره والأنانية السخية
لا يورق الشجر فيها , ولا يحيا النبات
ليس فيها نبض الربيع , ولا الحياة الدافئة الخريفية
الطير هناك مكسور الجناح
فلا طعم للحياة هناك ولا جمال بديع خلاب
ولا مناظر لحرقة التوديع
احاول ان انسى , لكن عاديات الزمن تذكرني به من جديد
كنت الغريبة هناك
والآن اصبحت الحبيبة الودودة
لكل يوم هناك ابتداء
ولكل عذاب بقاء وانتهائه في الخيال الممزق بحرقة البكاء