عرض مشاركة مفردة
  #4  
قديم 18-01-2007, 08:39 AM
بلوشستاني للأبد بلوشستاني للأبد غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2006
المشاركات: 177
إفتراضي

هناك اتجاهان لتاريخ إيران:


الاتجاه الأول:


فيه غلبت على إيران الصبغة السنية، وفي هذا الاتجاه سار تاريخ إيران منذ الفتح الإسلامي إلى الدولة الصفوية في إيران في عام 906هـ أي ما يقرب من تسعة قرون من الزمان، وقد كان لهذه الغلبة أثر واضح في توجيه مظاهر النشاط البشري في إيران، وفي رسم سياستها الخارجية، وفي مد صلاتها بالدول الإسلامية، وغير الإسلامية التي جاورتها أو اتصلت بها.


وأحداث التاريخ الإسلامي - قديماً وحديثاً - خير شاهد على صحة ما نقول، فقد ساهمت إيران في بناء صرح الحضارة الإسلامية الراقية حيث كانت الصبغة السنية غالبة على النشاط البشري فيها فكان كثير من علماء المسلمين في مختلف العلوم والفنون من الإيرانيين، وساهم مجاهدو الإيرانيين في نشر الإسلام في ربوع آسيا، فأوصلوا نور الإسلام إلى شعوب التركستان وآسيا الصغرى والهند والشرق الأقصى، حتى وصل المسلمون إلى حدود الصين.


الاتجاه الثاني:


فيه غلبت على إيران الصبغة الشيعية، وفي هذا الاتجاه سار تاريخ الإيرانيين منذ قيام الدولة الصفوية الشيعية في عام 906 هـ ، ثم إعلانها المذهب الشيعي الإمامي مذهباً رسمياً لإيران في عام 907 هـ أي منذ خمسة قرون من الزمان، وحتى الآن، وقد كان لغلبة الصبغة الشيعية على إيران أثر في إضعاف الجبهة الإسلامية، لأن المذهبية بين الشيعة في إيران، وأهل السنة بزعامة الدولة العثمانية، أدت إلى استعار نيران الحرب بين المعسكرين السني بقيادة العثمانيين والمعسكر الشيعي بقيادة الصفويين، وتبادل الطرفان النصر والهزيمة، واستمرت الحروب بين السنة والشيعة أكثر من قرنين من الزمان، فأدت إلى إنهاء قوى المعسكرين، وتمكن المستعمرون من الغرب النصراني من احتلال أكثر ديار المسلمين حتى يمكن القول بأن الخلافات المذهبية بين السنة والشيعة ساهمت في إيجاد كثير من المشاكل التي تعرف الآن بمشاكل الشرق الأوسط.


جغرافية مناطق أهل السنة:


1 - تركمن صحراء: تقع شمال إيران من بحر قزوين (دياري خزر) إلى الحدود الجنوبية للاتحاد السوفييتي سابقاً، وحدود تركمانستان الحالية.


2 -خراسان: تقع في شمال شرقي إيران وتحدها من الشمال تركمانستان، ومن ناحية الشرق أفغانستان.


3 - بلوشستان: تقع في جنوب شرقي إيران وتمتد من خراسان إلى بحر عمان وتحدها أفغانستان وباكستان.


4 - منطقة طوالش وعنبران: في غرب بحر قزوين.


5 - كردستان: في غرب إيران من مدينة قصر شيرين إلى حدود تركيا.


6 - بندر عباس (هرمزكان): التي تقع على سواحل الخليج العربي وبحر عمان.


7 - فارس، مناطق عوض، كله دار، خنج، فيشور، بستك، جناح وغيرها من مناطق لارستان.


8 - بوشهر (خوزستان): الواقعة على حدود العراق والخليج العربي.


9 - ضواحي خلخال التابعة لمحافظة أردبيل.


مناطق أهل السنة كلها تقع على الحدود من جميع جوانب إيران، وفي داخل إيران الأغلبية للشيعة، كما يحكي التاريخ عن جور وظلم الشاه إسماعيل الصفوي، ودعما لحكمهم الباغي قام الصفويون بحركة جادة عامة لنقل أهل السنة - الذين كانوا يشكلون أغلبية المسلمين في إيران في ذلك الحين - إلى التشيع بأي وسيلة حتى ولو احتاج الأمر إلى شتى صور التعذيب وسفك دماء الألوف، وخير شاهد على هذا أن باغي التاريخ إسماعيل الصفوي قتل في يوم واحد 140 ألف من أهل السنة والجماعة، وحتى الآن يذكر أهل السنة في منطقة خراسان جيلاً عن جيل على سبيل القصص المرة أن الحكومة الصفوية الشيعية قتلت العلماء، وهدمت المساجد، وأحرقت الكتب، حتى أنه أمر بأن يرمى من مآذن مساجد ومدرسة خردحرد - في منطقة خواف من خراسان (70) عالماً وطالب علم يومياً، هذا ما يعترفون به في كتبهم التاريخية الموجودة حالياً في جامعة طهران، ورغم ما حدث أثبتت الوقائع أن الإسلام هو أقوى من الظالمين ((وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون)).


السنة قبل الثورة:


لاشك أن السنة قبل الثورة لم يكن لهم من الحقوق ما للشيعة، ولم يكن لهم المزايا التي للشيعة سواء في الجانب السياسي أو الاقتصادي أو الثقافي، لأجل ذلك ترى أهل السنة دون الشيعة بكثير منذ ذلك العهد حتى الآن، وزاد الطين بلة بعد الثورة. إلا أنهم في زمن الشاه - قبل الثورة - كانوا يتمتعون بحرية البيان في عقيدتهم، ومزاولة جميع النشاطات من بناء المساجد والمدارس وإلقاء المحاضرات، وطباعة الكتب خارج البلاد، ولكن في نطاق المذهب.


وكان محظوراً وممنوعاً منعاً باتاً التعرض من الشيعة لمذهب السنة أو السنة للشيعة، وأذكر أن رجلاً من الشيعة وزع كتاباً فيه مساس بأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها فأمسك به بعض الغيورين من أهل السنة وضربوه ضرباً موجعاً ثم قبضت عليه الحكومة وأدخلته السجن، فمن هنا كان لهم حرية تامة في نشر المذهب السني وتوعية الناس، وفي بيان التوحيد، ورد الشرك الذي أصبح محظوراً الآن، ويعتبر الداعي إلى التوحيد، ورد الشرك (وهابياً) ويقبض عليه فوراً، كما أن أهل السنة كانوا يتمتعون بالأمن والأمان في أموالهم، وأعراضهم، ودمائهم قبل الثورة.


وكانوا يتمتعون أسوة بالشيعة بالحصول على المواد الغذائية وغيرها بسهولة ويسر، ودون تعب، وقد أصبحت الآن كل هذه المواد بيد الحكومة ولابد من الانقياد والخضوع لها للحصول على المواد المعيشية كلها، والفرق كبير بين قبل الثورة وبعدها، نسأل الله أن يفرج عنهم هذه المحنة [2]...



------------------------------------


[1] - وتشهد أكثر كتب التاريخ المعاصر لأساتذة طهران بتلك الوقائع وذبح أهل السنة وعلمائهم في أردبيل خاصة وإيران عامة.


[2] - لا يفهم من هذا الكلام ثناء على نظام الشاه، ولكنه تقرير للواقع، فقد كانت حكومة الشاه غير معنية بسنة وشيعة، وهي حكومة علمانية، أما الحكومة الحالية فهي معادية لكل من ليس شيعياً، أياً كان توجهه، ولذلك أصبحت وطأتها على المسلمين السنة أشد. ونسوق هذا الاستدراك لمن فتح الله بصيرته من أهل السنة غير المطلعين على الحقائق، وليس للشيعة الرافضة الذين يصعب عليهم فهمه.
__________________
ان يسرقوك{بلوشستاننا} من تاريخنا
لن ينزعوك من صدورنا{ بلوشستاني... الهوية و الانتماء..حتى الممات}
{هدفنا اعادة البناء و تصحيح المسار لهذة الصحوة}
:: احرام على بلابله الدوح،حلا ل على الطير من كل جنس::http://www.peakbagger.com/map/r434.gif