عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 27-08-2005, 12:06 PM
المناصر المناصر غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
المشاركات: 396
إفتراضي استقواء.. واستفراد..

استقواء واستفراد..

نحن لا نجيد الأساليب الدبلوماسية التي يخرج أهلها أسنانهم متصنعين الابتسامات.. وأحياناً الضحكات.. وتخفي بين أضلع أصحابها حربةً موجهة إلى قلب الخصم..

بل نرسل ما نريد قوله على طبيعته فلا يُفهم مما نظهر خلاف ما نبطن، ولهذا نقولها صريحة، وليس عندنا إلا القول الذي أمرنا به نبينا عليه الصلاة والسلام: (من رأى منكم منكراً فليغيره بيه فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان )..

فلا زلنا نستطيع التغيير باللسان، في الغالب، وقد لا نستطيع ولكل مقام مقال، ونحن في نفس الوقت ننكر على من يستعمل الإنكار باليد، وهو ليس من أهله.. كما سبق لنا ذلك في أماكن أخرى..

بعض الطوائف في العراق أظهرت مواد الدستور مدى صدقها مع بعض، كما أظهرت الخوف الشديد من فوات ما خططت له وطمعت في تحقيقه..

فقد عمدت غالب تلك الطوائف على إيذاء أهل السنة في العراق، قتلاً وتخريباً لمدنهم وقراهم، وتشريداً لمن بقي منهم أو سجناً واعتقالاً وتعذيباً، متواطئة مع الصليبيين الجدد في الغرب برغم كل التصريحات الخادعة المألوفة من السياسيين السائرين في طريق مكيافللي..

والآن عندا اكتشفت أن أهدافها يصعب تحقيقها، بسبب إصرار بعض الفئات على إدخال مواد في الدستور تعطيها حق تقرير المصير..

لجأت إلى حيلة أخرى لتصل بها إلى الاستقواء ـ أي التمكن من الوصول إلى القوة ـ بضم مناطق أهل السنة إلى مناطقها، ولتكون لها أغلبية العددية كما تزعم، ومناطق واسعة، تحتوي على خيرات مهمة، وهي المنطقة الجنوبية والوسطى، فإذا وصلت إلى هذا الهدف، باسم "الفيدرالية" تحققت لها القوة..

ويتفق رأي هذه الطائفة مع الخطط اليهودية التي تتمنى انهيار العراق، كما تتمنى انهيار غيره من البلدان العربية، لتنعم بالأمن من بقاء أية دولة فيها نوع من القوة.

http://www.alwatan.com.sa/daily/2005...rst_page06.htm

فإذا قويت استعدت للاستفراد ـ وهو الاستئثار بكل إمكانات الشعب والانفراد بذلك ـ مستضعفة سكان المنطقة الوسطى، ليكون أهل السنة هدفاً للسيطرة عليهم وإذلالهم بداية ونهاية، بحيلة لا يمكن أن تنطلي على العقلاء، وبغطرسة وغرور مُسْتَنِدَينِ على القوات الأجنبية..

ومن المعلوم أن حبال الكذب قصيرة كما يقال، فقد عرفنا أن غالب ما يظهرون يخالف ما يبطنون بشواهد وحجج سجلها عليهم التاريخ قديماً وحديثاً..

فعلى أهل السنة في العراق أن يستجيبوا لنداء علمائهم ويحذروا مما يُخطط لهم ولا تخدعهم الشعارات التي لا تريد لهم خيراً، وإنما تريد الاستفراد بهم بعد الاستقواء..
http://www.islam-online.net/Arabic/n...rticle13.shtml

وعلى مَن أمكنه مساعدتهم بالطرق الدبلوماسية وبالتعاون مع بعض المنظمات الدولية، أو بعض الدول القريبة والبعيدة، التي تقف مع المظلومين لا الظالمين.. وإلا فإن الآثار ستكون سيئة والفوضى ستعم المنطقة كلها..

لأن المظلوم مهما ضعف أمام الظالم سيتحرك لدفع الظلم عن نفسه بإمكاناته، وإمكانات المظلومين في هذا العصر معلومة، وعلى الظالمين أن يفكروا في العواقب، قبل فوات الأوان..

وإذا كانوا أسقطوا النظام العراقي السابق بقوة أجنبية بحجة أنه نظام استبدادي ظالم، فقد كان استبداده فردياً ليس مبنياً على عقيدة دينية..

أما هؤلاء فسيحلون محل الاستبداد الفردي السابق استبداداً جماعياً عقدياً، وهو ما سيجلب للعراق ـ وقد جلب فعلاً ـ دماراً لا يدانيه الاستبداد السابق، بل سيجلب على جيرانه وبخاصة الكويت ما هو أسوأ مما جلبه لها النظام العراقي السابق..

لأن كلمة واحدة من مراجعها ستجعل أفرادها يهبون كالعاصفة إلى تنفيذ ما يعمرون به، وفيما رأيناه قبل أيام من العدوان على الأراضي الكويتية شاهد، لأن أوامر المرجعية الدينية عندهم تلهب عواطفهم أكثر من الوحي المنزل..

إضافة إلى أن الاستبدادية الجماعية تحمل مع استبداديتها فوضى عمت العراق وستعمه وتعم غيره، والواجب الوقوف في وجه المنكر قبل استفحاله، وإن نُذُرَه لحبلى بالفتن..!

(( وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ )) [الأنفال: 25].


موقع الروضة الإسلامي..
http://www.al-rawdah.net/r.php?sub0=start
__________________
إرسال هذه الحلقات تم بتفويض من الدكتور عبد الله قادري الأهدل..
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك..