عرض مشاركة مفردة
  #6  
قديم 31-07-2005, 05:58 AM
الجلاد10 الجلاد10 غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2005
الإقامة: بلاد الله
المشاركات: 498
إفتراضي


قصتنا مع الإنجليز لم تبدأ من اليوم، بل إن أول فصولها قد بدأ منذ الحروب الصليبية، حيث كانت انجلترا من أهم الدول الأوروبية في شن الحملات الصليبية على المسلمين.

ثم توالت فصول القصة تباعاً وهي تنطق بالحقد الذي يحمله الشعب الإنجليزي ضد الإسلام، حيث تجسد هذا الحقد الإنجليزي بالإصرار على هدم دولة الخلافة، وإلغائها من الوجود، وتقطيع أوصال الدولة العثمانية إلى مزق هزيلة تسمى زوراً و بهتاناً دولاً. ولكنها في حقيقتها ما هي إلا كيانات عميلة تابعة خانعة للاستعمار.

واستمرت هذه القصة الحزينة وطالت بيننا وبين الإنجليز، وتوالت فصولها، لتشكل مآسي وفواجع على الطريقة التراجيدية، حيث أصدر الإنجليز وعد بلفور الذي منح اليهود وطنا قومياً في فلسطين. فأعطى من لا يملك لمن لا يستحق. وأقيمت دولة يهود المسماة (إسرائيل) على أرض فلسطين، أرض الإسراء والمعراج برعاية الإنجليز، وقطَّعت هذه الدولة اليهودية السرطانية أوصال المسلمين، وهجّرت شعوبهم، وشتَّت شملهم.

لقد كان الإنجليز في الحقيقة وراء أكبر فاجعتين حلتا بالمسلمين في القرن العشرين وهما: إسقاط دولة الخلافة، واغتصاب اليهود لفلسطين.

ثم استمر مسلسل العداء الإنجليزي الحاقد ضد العالم الإسلامي وشعوبه بحيث لم يحصل عدوان على شعب من الشعوب الإسلامية إلا وكان للإنجليز السبق في هذا العدوان. فبعد أن قسموا بلاد الشام والعراق وجزيرة العرب ووادي النيل والقرن الإفريقي والهند والملايو إلى دويلات هزيلة، وبعد أن اقتطعوا من أراضي المسلمين بلداناً ومنحوها لأعدائهم مثل فلسطين وكشمير وسنغافورة وقبرص وغيرها، بعد ذلك كله شاركوا في العدوان الثلاثي على مصر، وشاركوا في دعم دولة اليهود في عدوانها عام 67 ضد الدول العربية، وشاركوا في العدوان على العراق وأفغانستان والبوسنة وكوسوفا وغيرها من الأقطار الإسلامية، ولم يغيبوا عن أية هجمة قام بها الكفار ضد المسلمين.

فالحقيقة أنه لا يمكن أن نجد مأساة أو كارثة حلت بالمسلمين إلا وللإنجليز أصابع فيها، لذلك صدق من قال إن علينا أن نرضع أطفالنا مع الحليب كراهية الإنجليز .

وبعد إدراك حكايتنا المأساوية هذه مع الإنجليز، وبعد أن كُتبت سطورها بالدم، وجُمعت فصولها بصحاف سوداء، بعد ذلك كله، فهل يعقل أن نقدم لبريطانيا رأس الكفر والمكر، العدوة الأولى للعالم الإسلامي، شيئاً من الاستنكار أو الاعتذار ؟؟!!

إننا وان كنا لا نتبنى أسلوب التفجيرات ضد المدنيين إلا أننا لا يمكن أن نقدم للبريطانيين أية إدانات، أو استنكارات أو إعتذارات. فهؤلاء البريطانيون المعتدون الماكرون المستعمرون لا يستحقون أي تعاطف أو إشفاق أو حتى مجرد كلمة عزاء.

إن عليهم أن يذوقوا شيئاً من كأس المرارة الذي طالما أذاقوه للشعوب الإسلامية. وعليهم أن يدركوا أن هذا الذي أصابهم من التفجيرات الأخيرة لا يعتبر ذا بال إذا ما قيس بما سيحل بهم على يد دولة الخلافة القادمة قريباً بإذن الله، تلك الدولة التي ستنسيهم وساوس الشيطان.

منقول بتصرف