عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 25-07-2001, 02:37 PM
أسعد الأسعد أسعد الأسعد غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2001
المشاركات: 47
Lightbulb الأخ ( الأسد ) شكرا لك على النصيحة

الأخ الكريم الأسد ..
يسعدني أن أتوجه إليك بجزيل الشكر على النصيحة التي قدمتها للشيعة ، فأنت عندما قدمت النصيحة للشيعة ليعتنقوا المذهب السني فإنك تريد الخير لهم لأنك ترى الخير في المذهب السني .. وهذا أمر طبيعي ومنطقي فبما أنك تدين بالمذهب السني فأنت ترى أن المذهب السني هو المذهب الصحيح الذي ينبغي اعتناقه ، فكل شخص لابد وأن يعتقد بصحة دينه ومذهبه ، بل وحتى على مستوى الأفكار والآراء فإن كل من يتبنى فكرة معينة فلابد وأن يعتقد بصحتها.. وهذا كما قلت لك أمر طبيعي ومنطقي. أما الشيء غير الطبيعي وغير المنطقي فهو أن يصر الشخص على الاعتقاد بشيء ثبت لديه فساده .. أو أن يرفض الاعتقاد بشيء ثبتت لديه صحته .. لا لشيء سوى أن ذلك يخالف معتقده الذي تربى عليه منذ صغره .

إن غاية ما نتمناه أن يخضع الجميع لما يتم إثباته وقام عليه الدليل ، أما الإصرار والبقاء على المعتقد حتى عندما يتم إثبات فساده أو رفض معتقد معين حتى عندما يتم إثبات صحته فذلك هو التعصب .. والتعصب هو مرض خطير على النفس وعلى الفكر وعلى الدين .. نسأل الله أن يقينا شر هذا المرض وأن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه ويرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه.

لذلك أدعوك عزيزي الأسد ( إن أحببت ) لأن تبحث معي بكل حياد وبشكل علمي أهم نقطة يختلف فيها الشيعة مع السنة ألا وهي ( الإمامة ) لكي نرى أي الرأيـيـن هو الرأي الصائب فـنـتـبـعه دون تعصب وحتى نـثـبـت للجميع أننا عندما نعتـنـق عقيدة فإننا نعـتـنـقها عن دليل وحجة لا عن وراثة وتعصب ولك مني أن ألتزم لك بتقديم الأدلة من خلال القرآن الكريم ومن خلال الأحاديث الواردة في صحاحكم وتفاسيركم وكتب التاريخ السنية أي من خلال القرآن الكريم الذي هو حجة على الجميع ومن خلال المصادر السنية فقط.


أما بخصوص النصيحة التي قام بكتابتها الشيخ ( أبو بكر جابر الجزائري ) والتي قمت أنت مشكورا بتقديمها إلى الشيعة فأستطيع القول أن الشيخ الجزائري كتبها وهو حـبـيـس المنهج السني .. ذلك المنهج الذي يصادق على صحة جميع الأحاديث التي جاءت في الصحاح ويجعلها ( جميعا ) صالحة لأن تكون حجة لإثبات ما احتوته وإلزام من هو على مذهب هذه الصحاح أن يقبل بها .. وإذا لم نقل جميع الأحاديث التي في جميع الصحاح فعلى الأقل نستطيع القول جميع الأحاديث التي في صحيحي البخاري ومسلم وأما من هو على المذهب الحنبلي فلابد وأن يضم إلى هذين الصحيحين مسند الإمام أحمد بن حنبل.

إذن فصحيحا البخاري ومسلم حجة لازمة لكل من هو على مذهب أهل السنة ويصح الاحتجاج بأي حديث من هذين الصحيحين وكذلك من يتعبد بالمذهب الحنبلي فإن مسند الإمام أحمد بن حنبل حجة عليه فيما احتواه من أحاديث فلو أن أحد احتج بأي حديث من هذه الصحاح فحجته لازمة ولا فكاك ولا فرار منها.

هذا بالطبع حسب المنهج السني ولكن الأمر يختلف تماما في المذهب الشيعي فليس في المذهب الشيعي أي كتاب للحديث تقول الشيعة بصحة جميع ما يحتويه بل كل ما تقوله الشيعة أن كتب الحديث التي لديها تحتوي على أحاديث كثيرة ومختلفة في قوتها وثبوتها فمنها ما هو ثابت ومتواتر ومنها ما هو ضعيف ومردود وأن كل من أراد أن يميز بين هذه الأحاديث عليه أن يكون عالما فقيها ملما بالقواعد العلمية لعلم الحديث وما يتصل به من علوم أخرى كعلم الرجال وغير ذلك ليكون قادرا على التمييز بين تلك الآلاف من الأحاديث .

وعلى ذلك فإن من يأتي من خارج المذهب الشيعي ويفتح كتب الحديث الشيعية ثم يختار منها ما يشاء ويريد أن يحتج بها على الشيعة فإنه بذلك قد أخطأ الطريق وجعل نفسه أضحوكة أمام علماء الشيعة بل وأمام عموم الشيعة ممن لديهم بعض الاطلاع والمعرفة الدينية .. وما نراه من البعض ممن يقوم بسرد أحاديث من الكتب الشيعية ظنا منه أنه بذلك يقيم الحجة على الشيعة فإنه في الحقيقة قد أقام الحجة على نفسه من حيث لا يدري بأنه جاهل لا يعرف المنهج الصحيح لأقامة الحجج .. لذلك أقول لمن أراد أن يقيم الحجة على الشيعة ولمن أراد أن يناقشهم في معتقداتهم عليه أن يعتمد على الكتب العقائدية التي كتبها علماء الشيعة ليرى بنفسه ما خلص إليه علماء الشيعة وما يقولونه وما يعتقدونه وما قرروه ..

وإذا أراد أن يكون منصفا مع نفسه ( قبل أن يكون منصفا معنا ) فعليه أن لا ينظر إلى الأقوال الشاذة بل ينظر إلى ما هو مشهور عند الشيعة وما هو مسلم به عندهم ، هذا إن أراد أن يكون منصفا وحياديا وساعيا للحق أما إذا كان ساعيا لإثارة الفتنة وزرع الحقد فسوف نجده يتمسك ببعض الأقوال الشاذة التي صدرت عن البعض والتي لا تمثل الرأي الشيعي الحقيقي ويترك القول المشهور الذي يقول به آلاف العلماء .. وأظن أن من الواضح لدرجة البداهة أن ليس من الإنصاف تقديم رأي عالم واحد أو اثنين على رأي المئات والآلاف من العلماء ..

لذلك فمن أراد أن يناقش معتقدات الشيعة لابد له من معرفة عقائدهم من مصادرها الحقيقية. والمكتبات مليئة بالكتب التي تبين عقائد الشيعة بمستويات مختلفة حتى أن هناك كتب عقائدية موجهة للأطفال. ومن الكتب التي تعبر بشكل صحيح عن الفكر الشيعي وخاصة العقائدي كتاب ( أصل الشيعة وأصولها للشيخ كاشف الغطاء ) وكتاب ( هوية التشيع للشيخ أحمد الوائلي ) وكتاب ( المراجعات للسيد عبد الحسين شرف الدين ) وهناك أيضا مجموعة كبيرة من الكتب تبحث في العقائد الأساسية كالتوحيد والنبوة والإمامة والمعاد …الخ
لذلك من أراد التعرف على معتقدات الشيعة الحقيقية عليه بمثل هذه الكتب أما كتب الحديث فلن يستفيد منها شيئا لأنه لا يعرف أي الأحاديث مقبولة لدينا وأيها مرفوضة.

على أنني أستبعد أن يكون الشيخ الجزائري وغيره ممن كتبوا متهجمين على الشيعة أن لا يكونوا مدركين لهذا الأمر لأن ذلك من الأمور الواضحة والتي لا يمكن أن تغيب عنهم وعلى هذا الأساس فأنا أرى أن مثل هذه المؤلفات التي تطعن في عقائد الشيعة ليست موجهة أصلا للشيعة لإرشادهم فهي ليست كتبا إرشادية البتة وإنما هي كتب موجهة لعوام أهل السنة الذين لا يفرقون بين كتب الحديث وغيرها من الكتب الفقهية والعقائدية ولا يسألون أنفسهم ما رأي علماء الشيعة في هذه الأحاديث التي يستدل بها هؤلاء الكتاب وكل ذلك من أجل تعميق القناعة لديهم ( أي لدى عوام أهل السنة ) بفساد معتقدات الشيعة وزيادة الحقد في نفوسهم لتحقيق أغراض سياسية . ومما يعزز هذا الظن أن كل من يكتب تلك الكتابات نراه قد رمى نفسه في أحضان السلاطين لينعم بعطاياهم ورضاهم ..

وللحديث بقية .. هذا إن لم يحذف الموضوع من أساسه والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين
__________________
فاطمة بضعة مني فمن آذاها فقد آذاني