عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 04-07-2002, 04:06 AM
che guevara che guevara غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2002
المشاركات: 90
إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى che guevara
إفتراضي تكملة

فيم كان مقدمهم؟
لم يطل بآمنة الوقت لتعرف الخبر السعيد, فلقد اقبلت عليها امه برة بعد قليل, متهللة الوجه مشرقة الاسارير, لتحدثها عن عبد الله كيف افتدى من النحر... و سكتت الام برة و قد بان عليها انها لا تزال تطوي الذي جاءت من اجله و راحت ترقب اسارير ابنتها آمنة في لهفة... و اذ هما في مجلسهما ذاك ترنو احداهما الى الاخرى كأنما تريد ان تعرف ماذا تخفي دخل عليهما وهب ليقول لابنته في رقة و حنو:
"ان شيخ بنى هاشم قد جاء يطلبك زوجة لفتاه عبد الله."
و عاد من فوره الي ضيفه الكريم و ترك آمنة في شبه ذهول ما لبثت ان افاقت منه على صوت قلبها يخفق عاليا حتى ليكاد يبلغ مسمع امها الجالسة الى جوارها: أحقا آثرتها السماء بفتى هاشم زوجا؟
... سيدات آل زهرة توافدن واحدة في اثر اخرى مهنئات مباركات و احطن بالعروس يتحدثن عما ترامى اليهن من تعرض نساء من قريش ل عبد الله و وقوفهن في طريقه بين الحرم و دار وهب يعرضن انفسهم عليه عرضا صريحا بادي اللهفة...
و سمعت آمنة من حديثهن ذاك عجبا‍
سمعت ان بنت نوفل بن اسد بن عبد العزى بن قصى القرشية استوقفت عبد الله قريبا من الكعبة فقالت له:
اين تذهب يا عبد الله‍
فاجاب في ايجاز: مع ابي...
قالت: لك مثل الابل التى نحرت عنك اليوم ان قبلت ان اهب لك نفسي الساعة
فرد عليها معتذرا في تلطف: انا مع ابي و لا استطيع خلافه و لا فراقه...
و قيل ان فاطمة بنت مر و كانت من اجمل النساء و اعفهن... دعته الى نكاحها... و قيل كذلك ان ليلى العدوية عرضت نفسها عليه يومئذ فلم يستجب لها...
هنيئا لك يا آمنة, لقد ظفرت بمن تقطعت قلوب سيدات مكة من أجله‍!
... و استغرقت الافراح ثلاثة ايام بلياليها كان عبد الله اثناءها يقيم مع عروسه في دار ابيها على عادة القوم حتى اذا اشرق اليوم الرابع سبقها الى داره كي يهيئها لاستقبال الوافدة العزيزة...و تلقاها عبد الله على باب داره متلهفا مشوقا...
ثم آب الضيوف الى منازلهم و هجع الكون و سكنت الدنيا و عبد الله جالس الى آمنة يؤنسها بحديث مثير عما رأى في رحلته الى كاهنة الحجاز...
سألته العروس و قد انساها لطفه ما كانت تحسه من شجن لفراق آلها:
هلا حدثتني يا عبد الله عن أولئك النسوة الاتي شغلنك في ايامك هذه؟
فانبسطت اساريره لاقبالها عليه و قال يجيبها: ما شغلنني عنك قط يا آمنة و لكنه الذي سمعت من تعرضهن لى و انصرافي عنهن اليك وحدك!
على ان للقصة بقية لما تسمعي بها حدثت في يومنا هذا اذ كنت عائدا من بيت ابيك لكي اهيئ داري لاستقبالك...
قالت و قد استثار اشواقها لمعرفة القصة: اخاطبات جديدات يطلبن القرب من فتى مكة الاوحد؟
فتبسم ضاحكا من دعابتها الحلوة و اجاب: كلا يا آمنة, بل زاهدات فيه منصرفات عنه... مررت بهن اليوم في طريقي بين دار ابيك و دارنا هذه فأشحن عنى بوجوههن معرضات... فسألت... بنت نوفل: مالك لا تعرضين على اليوم ما كنت عرضت على بالامس؟
فكان جوابها العجيب ان قالت: فارقك النور الذي كان معك بالامس فليس لي بك اليوم حاجة!
... و سألت... ليلى العدوية ماذا صدها عنى؟ فأجابت: مررت بي و بين عينيك غرة بيضاء, فدعوتك فأبيت على, و دخلت على آمنة فذهبت بها.
(من كتاب "تراجم سيدات بيت النبوة" للدكتورة عائشة عبد الرحمن)
__________________
I'd rather die on my feet than live
(on my knees. (Emiliano Zapata