عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 06-09-2006, 07:07 PM
صمت الكلام صمت الكلام غير متصل
كنتـُ هيّ ..!
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2006
الإقامة: QaTaR
المشاركات: 4,043
إفتراضي

حمير وعبيد بن رشيد :ـ

قال وديع البستاني في النبذه التي أملاها عليه ضاري بن فهيد بن رشيد :ـ
وضاري جلا عن نجد على إثر محاولته الاستيلاء على إمارة حائل ، فانتهى به الطواف إلى البصرة ، حيث ظهر به مرض عضال شخصه حكيم البصرة الإنجليزي ، وأشار بفتح البطن لاستئصاله على يد جراح إنجليزي شهير في بمباي فقدمها لهذا الغرض ونزل على عين أكارمها الشيخ عبدالرحمن بن إبراهيم العنقري التميمي النجدي ملك اللؤلؤ في زمنه .
قال وديع البستاني :ـ
وكنت عند الشيخ عبدالرحمن الذي كان من حسن رفده وإكرامه للشيخ ضاري أنه استأجر له قصرا يقيم فيه بحاشيته ، وكانوا أربعة ومن خصص له من خدم طيلة المدة اللازمة لعلاجه وإبلاله ،وكنت جليسه الملازم له طوال تلك المدة ، وفي أثنائها وبطلب مني أملا على هذه الصفحات ، فكنت أدون عباراته بلفظه ، ومثلا لعربية نجدي على الفطرة والسليقة .
قال ضاري في نبذته أتى عيسى بن علي الجبل وأمتنع عليه بعض أهل قفار ، وأما أهل حايل فقالوا له : إنا لما سمعنا بقدومك أجلينا عبدالله – يقصد عبدالله بن رشيد .
وضاري يشير هنا إلى ما حدث في عام 1252هـ حينما استولى خالد بن سعود وإسماعيل أغا وعسكر الترك على الرياض لما نزح الإمام فيصل بن تركي إلى الأحساء ، وما حدث من إرسال قوة من الذين استولوا على الرياض مع عيسى بن علي إلى حائل لكي يستعيد بها إمارته من آل رشيد .
يقول ضاري : نزل عيسى والعسكر على قفار لمحاربة بعض أهل قفار المسمين بآل عيادة ، وذلك أن أهل الجبل ساروا مع عيسى وعسكر الترك يطاردون عبالله بن رشيد مقدار يومين ، إلا المذكورين من أهل قفار فقد امتنعوا لأن فيهم رئيسهم المسمى حمير – رجل عاقل – وذكر ضاري مقولة حمير الشهيرة وهي :ـ
نأكل من قرينا ، ونشرب من جوابينا ، ونقتل الذي في ظلم يأتينا .
وهذه المقولة تدل على مدى اعتداد حمير بنفسه وعشيرته ، وبقوة بلدته ، ومنعتها ، وعدم اكتراثه بمن يأتي لحرب قفار سواء بن علي والترك أو غيرهم .
يقول ضاري أن عيسى رجع من مطاردة عبدالله بن رشيد وأعلن الحرب على حمير وجماعته ثم أن عبيدا أخا عبدالله – وجد ضاري المؤلف – تسلل إلى قفار ونزل على الرئيس المذكور حمير بن عيادة وأن بن عيادة أكرم عبيدا ( وخرج به وأخفاه ) وأرسل لجماعته وهكذا يفعلون إذا أتاهم أمر حادث .
إذن فقد زبن بن رشيد على حمير في قفار ، فآواه حمير ودعا جماعته لنصرته يقول ضاري :ـ
إن بن عيادة أخفى عبيدا في المخزن الذي فيه أواني القهوة وطلب رأي أهل قفار وعبيد يسمعهم ولا يرونه ، وكان هذا في الليل فلما أصبحوا وعبيد ما يزال مختبئا قال بن عيادة :ـ أخرج يالذي في المخزن فلما خرج قال بن عيادة للذين قالوا : لا نريد عبيدا . لا يخرج أحد منكم إلا وقد عاهد على السمع والطاعة ( رضي من رضي وغضب من غضب ) أما الذين أعلنوا وقوفهم مع أميرهم ومع عبيد فهم سامعون مطيعون أصلا .
وتمضي رواية ضاري فتقول إن عسكر الترك أوقعوا بأهل سوق من أهل قفار من الموالين لهم ، وصار بينهم بعض اللجاج فقتلوا من أهل السوق خمسة أنفار ، فعند ذلك انحاز أهل ذلك السوق إلى القسم المعادي للعسكر ، أي انحازوا إلى حمير بن عيادة ومن معه من بني تميم ، ونقل ضاري أن قفار محلات كل محلة تنسب إلى قبيلة ولم يلبث عسكر الترك – حسب رواية ضاري – إلا أياما قلائل ، رجعوا بعدها من قفار إلى حايل ، وتبعهم أهل قفار و ( أرجفوا فيهم ) عندها تغير موقف أهل حايل تجاه عسكر الترك وابن علي لما رأوا من تصميم أهل قفار على منازلتهم وإجلائهم فجعلوا إذا ( تطرفوا ) بواحد من العسكر قتلوه غيلة حتى يقال إنه مات ، فلما رأى العسكر ذلك رحلوا رحلة أخت الهزيمة وعيسى معهم .
وبعد ذلك يقول ضاري :ـ
إن عبدالله بن رشيد رجع إلى حائل وأن الأمر استتب له ، وأن أمر الجبل لا يزال مستتبا في العائلة الرشيدية أما عيسى فلم يلبث أن هلك في الأحساء .
وللمعلومية فعيسى بن علي جد ضاري لأن عبيد بن رشيد تزوج ابنة عيسى فجاءت له بولدين سليمان وبه كان يكنى وفهيد وكذلك جاءت له ببنتين ثم إن فهيد أنجب ضاري .

تعكر العلاقات بين حمير وعبدالله بن رشيد :ـ

قال حمير بن فريح لأحد المسافرين القاصدين حائل :ـ
سلم على عبدالله بن رشيد بحائل وقل له ( نشرب من جوابينا ونأكل من قرينا ونلطم وجه اللي بظلم يجينا ) فلما وصلت هذه الرسالة إلى عبدالله بن رشيد قال :ـ




ياسعيد اركب فوق حمرا معفات
كنك عقاب نـازل فـي ظهرهـا
سره إليا ما تجي دار التميمـات
نعم الحمايل عند ميلـة دهرهـا
سقنا تميم عن محل الخشيمـات
سوق الظوامي عن زلالي نهرها
سقنـاه لجفيفـا وللمستجـدات
وفرافره له من يقلـع شجرهـا
وبخشوم سلمى للمفيدات مشهات
كل يحدر مرزقه مـن وعرهـا



فرد عليه أخو عبطا :ـ




ياراكب من فوق حمـرا سبرتـات
ما ضرب أبوه كود يعرف مهرهـا
هيهات يا جويلان هيهات هيهـات
هيهات وين سيوفكم ويـن أثرهـا
لـو إن دارك للتميمـات مشهـات
قزوك عنها يـا محامـي صقرهـا
فنك تحط براس أعيـرف منـارات
وتشرب قراح من زلالـي نهرهـا
ما غير تشرب من هماج الحميضات
وأوذيت نطار الخضر فـي نطرهـا
__________________
الرد مع إقتباس