[اليمامة]

والدي العزيز
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

لاأعرف كيف أكتب أروع كلماتي لأعبر لك عن مدى إعتزازي بأبوتك الحانية .. فالحديث عنك وعن إهتمامك بي ليس بالأمر اليسير
حينما أضحك أو أبكي أجدك ملازماً لي بمشاعري وتعجز كلماتي أن تنطق بماتستحق من عبارات .. ولكنني سأعرف يوماً كيف أكتبها لأهديها إليك لتكون أجمل ماأكتبه وأسطره وأخصك به لأعبر عن قلبك الرحيم وحنانك البالغ .. وأكتب فيها عن قوتي التي مكتني منها .. وكيف جعلت مني إنسانة تتميز بالصدق والصراحة .

بل أكتب عن شخصيتك وكبرياؤك لأن وصفه سيجعل مني أروع كاتبة وأنا أسترسل بالكتابة عنه .

سأكتب عن كرمك الكبير وترحيبك بضيوفك حيث لاتتوانى فيها عن إنفاق كل ماتملك من أجلهم .. وسخاءك الذي هو صفة من صفاتك التي لم تضف لك شيئا بقدر ماهي شيمتك وعنوانك ..

هل أكتب عن وفاءك ياوالدي .. والتزامك بكل ماوعدت به غيرك ولو كان على حساب غيرك
هل أكتب عن نصائحك التي تحيطني بها دوماً كهالة من نور لتحميني في حياتي وبعد الموت .

هل أكتب عنك وكيف جعلتني أدين بالبر والصلة وأستظل بفيئهما لأورثها لمن يأتي وأكون إمتدادا لك

كيف أوفيك حقك .. وأنت من أرشدني وأنا في عالم متغير مفتوح الأبواب والشبابيك .. لأتعرف على موضع أقدامي بخطوات إنتاج مستقبلية مفتوحة على ماحولي مع حفاظي على ملامحي الثقافية .

أفخر بك لأنك منحتني شيئا من الحرية في الإختيار ولم تفرض علي مالايتفق ومداركي .. ولم تسلمني إلى موجة التحدي وماهو أشد من التحدي .

أفخر بك لأنك أفرغت في ذهني البكر أن الحياة ثقة في النفس .. واقتدار على مد هذه الثقة كجسور صالحة لإقامة بنية المجتمع .

أفخر بك لأن لك معي وقفة الأب .. ووقفة الأخ .. ولم يكن لفاصل المسافة والفهم أي تواجد بين جيلي وجيلك .

والدي الحكيم

أنت تعاملت معي كطفلة كالغرسة الصغيرة التي تشب وتنمو وبحكمتك الرافقة جعلتني غرسة أتحرك أفقياً في إمتداد سليم لاعوج فيه .
وساعدتني كيف أرسم خطواتي وعرفتني بما منحتني من توجيه على مواطن الحب .. وعلى لبنات البناء .
وعلمتني كيف أنمي الزهور لاكيف أجتثها .. وكيف أتعامل مع غيري في نقاء وطهر لافي سلق اللسان ولافي ركل السيقان

علمتني أن الحب لاينطلق من فراغ ولايؤدي الى فراغ