عرض مشاركة مفردة
  #46  
قديم 25-07-2004, 04:52 PM
دايم العلو دايم العلو غير متصل
مشرف عام
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2003
الإقامة: السعودية
المشاركات: 7,232
إرسال رسالة عبر MSN إلى دايم العلو
إفتراضي

أيضاً النبي صلى الله عليه وسلم أجاز منابذة أولي الامر اذا رأى الانسان كفرا بواحا عندنا فيه من الله برهان كما جاء في حديث عبادة بن الصامت ، والكفر البواح هو الكفر الواضح الذي لا تختلف الاذهان في اعتباره كفرا ، ويخرج من هذا كل فعل لم يتفق الناس على أنه كفر ، فان الانسان لا يكفر بأمر مختلف فيه ، بل لا بد ان يكون الامر الذي يكفر فيه الانسان أو يعلنه الحاكم هو الكفر البواح الذي لا خلاف فيه ، والا لكان كل من رأى امرا يرى انه كفر خرج لصار في الأرض فساد عريض .

أخي / فارس :

إن هذه القضايا التي تنكرها على الحكومة وتكفرها بها قد تنازع الناس فيها ، فهناك من لا يوافقك في حدوثها مثل دعم الامريكان على العراق ، وهناك من يقرك على إن هذا حدث من الحكومة ، ولكن فعلها ليس كفرا كما تقول ، وبيان ذلك الاتي :
لاشك إن " التولي " المطلق كفر أكبر ، وهو أمر يتفق عليه الفرقاء والمقصود بالتولي المطلق هو المظاهرة والمودة والنصرة والمحبة ، فان الفاظ اللغة العربية تأتي مطلقة فيدل في اللفظ معانية مجتمعة ، وهذا لا شك انه كفر إن كان توليا عاما مطلقا .. ولذا قال الشيخ عبدالرحمن السعدي رحمه الله : " إن كان تولياً تاماً كان ذلك كفراً وتحت ذلك من المراتب ما هو غليظ وما هو دونه " ، فكان من اعانهم محبة في دينهم ، ورغبة في ظهور الكفر على الاسلام ، ونكاية بأهل الاسلام لاجل ذلك فهو كافر بلا شك عند العلماء قاطبة ...
ولكن يبقى الخلاف فيمن اعان الكافر على المسلم لأجل مصلحة خاصة ، أو خوف من الكافر ألجأه إلى هذا الفعل ، فهل هذا يكون كفرا ؟؟
ولعل الإجابة واضحة من خلال شرح قصة حاطب رضي الله عنه

بقي أمر اخير في مسألة اعانة الكافر على المسلم ، وهي ان مثل هذه المسألة لا بد أن يقر بها الحاكم ، ولا يكون متاولا فيها ، فان بعض الحكام الان لما تسأله عن السبب الدافع لفتح الافاق مثلا للكافر ، أو لتقديم التسهيلات له ، فانه يتذرع بالسياسة الشرعية ، وقد تقول كيف يكون هذا؟؟
يقول الحاكم .. هذا الكافر قد أقبل مكشرا عن أنيابه لا يلوي على شي ، وهو مثل الاسد الجريح الذي يريد إن يلتهم كل شي في طريقه ، وعنده من المبررات المحرجة في غزو العراق مثلا ، وكل من عارضه جعله في خانة خصمه وعدوه، وهو عدو لا نستيطع رده ولا الوقوف بوجهه، ولو عارضناه أو لم نقبل اعانته لفقدنا ليس العراق فقط بل عدة دول من دول المسلمين ، وان كان سيقتل في العراق الفا ، فانه سيقتل في غيرها آلافا مؤلفة من المسلمين ، وليس لنا قدرة على مقاومته ، فصرنا في موضع حرج للغاية ، هل نضحي بدولة واحدة .. ام نضحي بعدة دول وآلاف من القتلى ؟؟، وقد رأينا إن نرتكب مفسدة دنيا ( سقوط دولة واحدة ) في سبيل درء مفسدة كبرى ( سقوط دول كثيرة ) - السعودية ودول الخليج مثلا - ، هل ترى له وجه حق في هذا يافارس ؟؟
وهو يستدل بقول الله تعالى "لا يتخذ المؤمنين الكافرين اولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شي الا إن تتقوا منهم تقاه " فقال إن فعلنا هذا كله من باب التقاة الذي ستحمينا من شر هذا العدو الفتاك ، وليس من مصلحة المسلمين نبذ العهد اليه ، لانه سيجدها فرصة لاستحلال بلادنا ، ونهب خيرات المسلمين ...
ربما لا تقر مثل هذا الكلام .. ولكني اراه كافيا لرد الكفر عن حكامنا ، وحمله على التأول في مثل هذا الحال ، بل ارى إن لفعلهم وجها في السياسة الشرعية ، فان المفسدتان اذا تعارضت ارتكبت المفسدة الدنيا في سبيل درء المفسدة الكبرى كما قرره اهل الاصول والقواعد ... فهم لم يفعلوا هذا حبا في امريكا ، بل ربما يلعنونها في الصباح والمساء ، ولكنهم يتقون شرها بمثل هذه الافعال ، " الا إن تتقوا منهم تقاه " وهي موافقة الكافر وموالاته في الظاهر ....

أعلم أني أطلت عليك لكن كما يقولون خير الكلام ماطال وفاد،
عكس خير الكلام ماقل ودل ( هذا كان في الماضي )

وبعد هذا كله هل نجرأ على تكفير الحكومة السعودية بمجرد
أنها أعانت أمريكا في حربها على العراق هذا إذا سلمنا أنها أعانتهم؟!
لذا الأمر ليس بهذه السهولة ولنا في قصة حاطب رضي الله عنه خير شاهد


فإذا يا أخي فارس ترجل
الناقض الثامن الذي ذكره شيخنا محمد بن عبدالوهاب رحمه الله
يحتاج إلى تفصيل وفهم وتفريق بين المصطلحات

أخي فارس سأترك لك فرصة ماشئت من أيام لتقرأ كلامي هذا كله
وإن لم تقتنع بما ذكرت لك
أرجو أن تجيب على سؤالي هذا


لو افترضنا على حد زعمكم أن الحكومة كافرة بهذا السبب
وهو وقوعها في الناقض الثامن من نواقض الإسلام بدون التفصيل الذي
أوردت فماحكم من عمل مع هذه الحكومة
يعني القضاة والوزراء والجنود الذين يحرسون الحكام
وكذلك المعلمين الذين يعلمون أبناء الأمراء
وكذلك المواطن العادي الذي يحب هؤلاء الحكام ويتقرب إليهم
ويزورهم ويسلم عليهم ويخلص لهم في ذلك من كل قلبه
برأيك ماحكم هؤلاء وهم يعملون كل تلك الأعمال باختيارهم
وحباً في حكامهم ؟!


أسأل الله الهداية للجميع وصلى الله على نبنا محمد وعلى
آله وصحبه وسلم
ومعذرة على الإطالة
__________________


فضلاً لا أمراً .. اضغط بالفأرة على الصورة ..