[نهر الحكمة]

زيـن الدين زيـدان .. العربـي ؟؟

نعم هي مباراة شاهدها اكثر من مليار نسمة في أصقاع العالم ..
وهي مباراة مصيرية لكلا الفريقين ، واعني فرنسا وايطاليا ..
لا أخفي عنكم سراً .. فكنت طوال شهر وايام بصوم عن الكتابة ، حيث كنت اشاهد مثلكم مباريات كأس العالم لكرة القدم ، وليست مباريات للشتائم ، وربما يدهش البعض حين أقول مباراة للشتائم ! فالذي حصل في المبارات الأخيرة .. واعني ماحصل لزيدان من إهانة مقصودة ، اشعلت قلبي بالحرائق ، كنا سوية نتمتع بالفن الكروي الجميل ، ولعلنا سنذكر طويلا ضربة الرأس البارعة لزيد الدين زيدان التي جعلت الطليان بحانة ومانة برغم أنّ ضربة رأسه لم تصب الهدف ، وبرغم أنه اصاب الهدف عند الدقيقة السابعة من المباراة بضربة جزاء صحيحة ، على خلاف الطليان الذين وهبوا في التصفيات ضربة جزاء مشكوك بصحتها ضد الفريق الاسترالي وبالثواني الأخيرة ، وهكذا صعدت للمباراة النهائية ضد زيدان .. عفوا ضد فرنسا .. وحصلت على الكأس بضربات الترجيح .

كل هذا شاهدناه سوية ..
لكن الذي لم يصل إلى مليارات الناس الذين كانوا يتفرجون على المبارات النهائية ، هو مافعله زيدان العربي ضد لاعب ايطالي حين وجد نفسه مضطرا الى وضع يافوخ رأسه على صدر اللاعب الايطالي بنطحة عربية لاتنسى ! .. وعندنا بالعراق تسمى ( الكـّلة ) ؟! ..
نعم شاهد العالم كله نطحة زيدان العربية للأخلاق الرثة للعالم الغربي ، وكنت حينها أتفرج على المباريات من قناة غربية ، أتعرفون ماذا قال المعلق على فعلة زيدان الساحر ، قال زيدان لم يكن مذنبا ! ، اللاعب الطلياني شتمه بعد الإحتاك ، وكان رد زيدان الإبتسام له أولا ، لكن الطلياني تمادى بالشتيمة حتى قال لزيدان من انت .. إنك عربي !! ، فما كان من زيدان إلا وقد صعد الدم العربي بشرايين قلبه ورجع على اللاعب الطلياني متناسيا كل شيء إلا الغيرة العربية .. ولقن ذلك اللاعب الايطالي درسا بالشجاعة والأخلاق ..
ربما هناك من يقول كان على زيد الدين زيدان أن يخبر الحكم على شتائم الطلياني ، فأقول إن الدم العربي حين يفوربصدق يأخذ القصاص بنفسه و لايعرف حكما آخرا غير نفسه ، ولإننا توهمنا كثيرا بالسياسة وأعني نحن العرب ، لذا مازلنا نجد أن فلسطين سليبة منذ سنوات لاتعد ولاتحصى ، والبرهان ان ما يحدث في بلدنا ( العراق ) من سفك للدم بشكل مباح ، ماهو إلا جبروت غزو صار بلا معنى على العراق .

نعم زيدان نسى كأس العالم واغراءاتها .. وربما سيفقد لقب أحسن لاعب بالعالم ، وهذا أكيد .. وركل كل شيء خلف ظهره عندما وصلت الشتيمة الى دمه العربي النقي الاصيل ، فلم يكن أمام هذا الشهم البارع غير أن ينتمي أخيرا الى عروبته .. عروبته التي هي أغلى من كل ذهب العالم ودولاراته ، فهل نرعوي نحن لمرة واحدة في حياتنا الى ذلك البطل الشجاع ؟.
فالمباريات لم تكن في واقع الأمرإيطاليا ضد فرنسا ..
المباريات كانت حقيقتها المرة الغرب ضد زيدان .. !!
هل عرفتم ذلك أم .. ماذا ؟؟ ..
بالمناسبة بيتي الذي أسكنه يعود لرجل إيطالي عجوز ..
قلت لذلك الايطالي ابن بلدك يستحق تلك النطحة من زيدان ..
قال ضاحكا لو تنطحني أترك لك البيت دون إيجار ، فأنتم العرب تأخذون حقكم بضربات الرأس .. ونحن نأخذه بالهدوء .. هل صحيح ..لا ادري والله ؟.





حسن النواب

شاعر عراقي



وجهـة نظــر !!