عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 30-06-2001, 10:18 AM
مسلم مسالم مسلم مسالم غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2001
المشاركات: 156
Post الإمام علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام

بسمه تعالى،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

اسمحوا لي أن أكلمّكم قليلاً عن إمامٍ بر تقي رضي زكي هاد مهدي، وهو الإمام علي بن الحسين زين العابدين.

الإمام علي بن الحسين ، هو ابن الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام، و يعرف بزين العابدين أو السجاد. ولد الإمام السجاد في الخامس عشر من جمادى الأول للسنة الثامنة و الثلاثين للهجرة و ارتحل في الخامس و العشرين من محرم سنة أربع و تسعين للهجرة. لقد أدرك الإمام السجاد ثلاث سنوات من حكومة جده الإمام علي عليه السلام و بعد شهادة جده أدرك ستة أشهر من حكومة جده الإمام الحسن عليه السلام.و قد خرج الإمام السجاد عليه السلام من مصيبة كر بلاء سالماً حيث شملته رعاية الله و لطفه، وبذلك بقت السلالة النبوية الحسينية الطاهرة حتى اليوم.

لقد جمّع الإمام السجاد عليه السلام مجموعة من الأدعية في ما يعرف بالصحيفة السجادية. وهي بحدود أربعة و خمسين دعاءً، و هذه الأدعية بحسب الظاهر مجموعة كاملة شاملة للنظرة الكونية، و معرفة الله و معرفة الإنسان. و يكفي في عظمة هذه الأدعية قول المفسر المصري المشهور(الطنطاوي ):

"الصحيفة السجادية الكتاب الوحيد الذي توجد فيه العلوم و المعارف و الحكم حيث لا توجد في غيره من الكتب و من سوء حظ الشعب المصري أنه لا يعرف إلى الآن هذا الأثر العظيم الخالد للسلالة النبوية. إني كلما أنظر إليه أجده فوق كلام مخلوق و دون كلام الخالق."

ومن أجمل ما قيل في فضل الإمام علي بن الحسين عليه السلام، قول الفرزدق في قصيدته المشهورة :

هذا الذي تعرف البطحاء وطأته * و البيت يعرفه و الحل و الحرم
هذا ابن خير عباد الله كلهم * هذا التقي النقي الطاهر العلم
يكاد يمسكه عرفان راحته * ركن الحطيم إذا ما جاء يستلم
إذا رأته قريش قال قائلها * إلى مكارم هذا ينتهي الكرم
إن عذ أهل التقى كانوا أئمتهم * أو قيل من خير أهل الأرض قيل هم
هذا ابن فاطمة إن كنت جاهله * بجده أنبياء الله قد ختموا

ومما يذكر إن أم الإمام علي بن الحسين، هي شهربانو بنت يزدجرد آخر ملوك الفرس، ومن هنا فإن السلالة النبوية الحسينية الطاهرة كلها منتسبة إلى عرق فارسي، وهذا من آيات الله سبحانه، إذ تلتقي أمة بأمة ويلتقي بحر ببحر فينبثق عن هذا اللقاء لآلئ لا تقدر بثمن. فزوجة فرعون رزقت نعمة الإيمان بعملها الصالح، وابن نوح بَعد عن بيت البنوة لأن عمله غير صالح، وابنة كسرى شرّفتها إرادة الله بالإيمان فكانت أماً للسلالة النبوية الحسينية. إذا فالمعيار هو الإيمان والتقوى والعمل الصالح، وليس النسب والحسب. ولذلك يجب على كل من يعيب العرق الفارسي بلا علم، أن يعلم إن نصف آل محمد بهم عرق فارسي.

وعلى كل حال، كان هذا هو الإمام علي بن الحسين عليهما السلام إمام المتقين وزين العابدين، وكم نحن بحاجة في هذا العصر إلا مثل هذا الرجل المؤمن الصالح،

فهلا اقتدينا بهذا الإمام .... ؟
__________________