الموضوع: لله ثم للتاريخ
عرض مشاركة مفردة
  #32  
قديم 04-09-2006, 10:55 AM
زومبي زومبي غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2005
المشاركات: 664
إفتراضي

لماذا نقدم الدراسة التاريخية :
في العالم الاسلامي اليوم حركات باطنية رهيبة : كالرافضة ، والنصيرية ، والدرزية ، والبهائية ، والإسماعيلية .

وتقوم هذه الحركات بتنظيم نفسها على أساس انتمائها الطائفي ، ويتوارى قادتها خلف شعارات حديثة براقة كالقومية ، والديمقراطية ، والاسلام ، والاشتراكية .

وتهدد هذه الحركات واقع ومستقبل الدعوة الاسلامية ، ولقد أقاموا نظامين لهم في كل من إيران وسورية ، وقادة هذين النظامين يقولون صراحة بأن حركتهم ستعم العالم الاسلامي ، وفعلا نجد لهم ركائز في كل بقعة من العالم الاسلامي ، ومن المؤسف أن يعلق معظم المسلمين الآمال العريضة على ما يسمى بالجمهورية الإيرانية الاسلامية لا لشيء إلا لأنها ترفع الشعار الاسلامي ، ومن قبل رفعت حركة القرامطة الشعار الاسلامي ، وتظاهرت الدولة العبيدية في مصر انتمائها للاسلام ، وعندما ملك العبيديون والقرامطة أمر المسلمين أفسدوا الحرث والنسل ، ونشروا الكفر والإباحية ، واستباحوا دماء المسلمين في حج عام 317 .

ومن أجل ألا يعيد التاريخ نفسه رأينا أن نتقدم بهذه الدراسة التاريخية لنربط الحاضر بالماضي اذ لا يصح لمن يتصدى لدراسة حركة وتقويمها أن يغفل عن تاريخ هذه الحركة .

ومما لا شك فيه أن الدروز والنصيريين والبهائيين والاسماعيليين يعودون إلى أصل واحد هو التشيع ، وهذا التشيع يعود إلى أصول مجوسية وليست اسلامية ، وموطن المجوسية بلاد إيران وفارس .



-14-

وفي هذه الدراسة التاريخية نتحدث عن تاريخ المجوسية في إيران ، وأثر هذه المجوسية على مختلف فرق الشيعة ، ونود بادئ ذي بدء أن نسجل هاتين الملاحظتين :

1_ هناك فرق واسع وبون شاسع بين شيعة علي رضي الله عنه الذين كانوا يرون أنه أحق بالخلافة من معاوية وأن الأخير قد بغى على أمير المؤمنين علي ، ولهذا وقفوا إلى جانبه وحاربوا تحت رايته .. وبين شيعة اليوم الذين يقولون بعصمة الأئمة ، ويشتمون الصحابة ، وينكرون السنة ، ويعتقدون بالرجعة والتقية .

2_ لا بد من التفريق بين الفرس المجوس الذين كادوا للاسلام وتآمروا عليه ، والفرس الذين دخلوا في دين الله ، وحسن إسلامهم ، وذادوا عن الاسلام بسيوفهم وعلمهم ومالهم ، فكان على رأسهم الصحابي الجليل سلمان رضي الله عنه وغيره من أعلام السلف الذين قال عنهم صلى الله عليه وسلم :

(( عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم فأنزلت عليه سورة الجمعة _ وآخرين منهم لما يلحقوا بهم _ قال : قلت : من هم يا رسول الله ؟ فلم يراجعه حتى سأل ثلاثا وفينا سلمان الفارسي ، وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده على سلمان ، ثم قال :
لو كان الإيمان عند الثريا لناله رجال أو رجل من هؤلاء ))"1" .




(1) رواه البخاري ، انظر فتح الباري ، ج 10 ، ص 267 .

-15-

واذن فان حديثنا في هذه الدراسة عن الفرس المجوس ، أما الفرس المسلمون الذين قصدهم رسول الله (ص) بهذا الحديث فهم إخواننا وسلفنا وأعلامنا ، ونبرأ إلى الله من لوثة كل قومية : عربية كانت أو فارسية ، ونشكره تعالى الذي من علينا بالاسلام ، ونزع من قلوبنا عبادة الأصنام والأوثان .

وفي هذه العجالة ندرس تاريخ إيران في المراحل التالية :
1_ إيران قبل الاسلام .
2_ موقف الفرس من الاسلام .
3_ مؤامرات الفرس بعد الفتح الاسلامي .
4- إيران في عهد آل بهلوى .