صديقي الدومري
ان السبب في قلة كتاباتي هو انني لا زلت تحت وطأة الحزن والاكتئاب ففراق الاحبة مؤلم حقا يا اخي ولو ان الموت لا يعني بالضرورة الموت المتعارف عليه بل ان فقدان الاحبة وهم امام نواظرنا اشد وطأةً من الفراق الابدي .........ولعل هذه الخاطرة تنبئك بعضا من حالي
..................................مــــذاق الحــــزن
للحزن عند فراق الأحبة مذاق آخر……. لم أكن أعرفه ولم اكن ادري أن للدمع مساحةً أكبر من مساحة الأجفان… ولم اكن اعي أن الحزن يمكن ان يتغلغل إلى القلب فيجرحه ويتعمق إلى الروح فيدميها…
حين تفطر باكراً على الدمع تكتشف مذاقاً عجيباً وتحاول أن تسرق من الوقت دقائقاً تُريح فيها عينيك من ملح الدموع ؛ فتكتشف أن الحزن يطرد الراحة والدمع يطرد النوم..
كنت أظن أن كل الحزن حزن
واتضح لي اليوم أن الحزن أنـواع ودرجات وان أكثره ألماً هو الموت حزن الفراق الأبدي….. ويتعاظم الحزن إن جاء الموت خاطفاً أحد العزوة وأغلى أفراد العشيره.. الأخ الذي نتنادى باسمه إذا ما عصفت بنا المصاعب ؛ من يشاركنا في كل شيء ففي الحزن يكون عضيداً لنا يحمل عن كاهلنا بعضاً من همومنا ليخفف عنا وفي الفرح يكون إلى جانبنا يشاطرنا الفرحة ليزيد بوجوده سعادتنا … الأخ الأخ عصابة الرأس وتاج الجبين….. ما أصعب فقدان عصابة الرأس وما أحر الدمع المُنهدر حزناً على الأخ.. والأنات التي تحرق الجوف ألماً على فراقه … وما أصعب أن تضيق الدنيا في وجهك فلا تجد غير الدمع ملاذاً ونداءات بين مصدقةٍ ومكذبه هل فارقنا الأخ العزيز؟؟….هل غاب نور وجهه إلى الأبد ؟؟ هل غاب صاحب الابتسامة الحنونه ؟ هل خطفه الموت الى الأبد؟؟..
للحزن مذاق آخر حين يتعلق الأمر بالموت .. حين يذهب العزيز في سفرٍ بعيد وأبدي ولا يعود مرة أخرى لا مقيماً ولا زائر.. يتعاظم الحزن لذلك الفراق الذي لا عودة منه ولا حتى للحظة وداع تخفف التفكير في الآتي بدون الأخ الغالي…
فيا لها من لحظات تلك التي يمر نعش عزيزٍ امام عينيك ليأخذونه بعيدا ويتركونه وحيدا وأنت لا تستطيع منعهم او على الأقل وداعه وإلقاء التحية عليه للمرة الأخيرة حتى وان كان لا يسمعك وان كان جسدا بيننا وروحه الغالية في مكان أخر نجهله تماما …
يسير النعش بطيئا يحمل معـه عزيزا يخطفه من أحضان محبيه ليواريه الثرى … ليسكنه مع غيرنا لتضمه حبيبات تراب لا تعرف معنى الأحبة ولا تخفف من الوحدة ……
فما اقساك أيها الموت اذ تأخذ الأحبة غير عابئ بالأيام بعدهم كم ستكون مرة ووحيدة ولياليها كم ستكون باردة وموحشه …… ولكن ما اصعب أن يأتي اليوم الذي يكون فيه فطورك وغداؤك وعشاؤك هو الدمع والدمع فقط…
فيا دموعي يا رفيقة العمر آلاتي رفقا بالوجنات التي احرقها لهيبك فلا تزال الأيام طويله وأنت أنت الرفيقة الوحيدة فكوني معي ولا تتركيني… فيكفيني من رحلوا وتركوني وجبهة الدنيا وحدي.
.....................................