[الوائلي]

الصورة :

فتاة فلسطينة تصرخ وتنادي المعتصم .

القصيدة ردا عليها :


أختاه لا تصرخي فالقلب منجرحٌ
مما تعانين جرحا ليس يلتئمُ

أختاه هذي دموع العين ذارفة
والنفس من عيشها أضحت بها سأمُ

أختاه نارٌ داخلي والله ما همدتْ
كأني في جحيم النار ابترمُ

أختاه من غيرتي من هول ما صنعوا
من عرضك الطاهر الصافي قد انتقموا

أختاه ناديتنا تبغين معتصماً
لكن نداءك لم يسمعه معتصمُ

نعم لدينا معدات وأسلحة ٌ
لكنها في وجوه الغرب تبتسمُ

ووجهت نحو إخوان لنا جهروا
بِكِلْمة الحق ما جاروا وما ظلموا

أختاه لا تسالي قومي مساعدةً
فقد أصابهمُ عن قولكِ الصممُ

لن يسمعوك ولو ناديتهم زمناً
كأنهم لنداء الحق ما فهموا

لقد رأتك ملوك العرب باكيةً
لكنَّ أيديهم بأيدي الغرب تلتحمُ

أختاه والغرب لا تهتم من أحدٍ
فإنَّ قومي غدوا أضحوكة لهمُ

إنْ يمَّنوا قال قومي نعم ما صنعوا
وإنْ يسارا لقالوا الرأيُ رأيُكُمُ

أختاه إنَّ كلاب الغرب قد نبحتْ
قالوا السلام وقال العرب مثلهمُ

أينَ السلام الذي نادوا به علناً
أين السلام وأرض القدس تقتسمُ

أين السلام وأعراضٌ لنا انتُهِكتْ
وأختنا في يد الباغين تُستَلَمُ

أين السلام وأطفالٌ لنا قتلوا
لم ينجو من قتلهم طفل ولا هرمُ

أختاه إنْ تسالي عن أمتي فلها
قلب ولكنه كالصخر ملتحمُ

أختاه لا فينا ابو بكر ولا عمرٌ
ولا عليٌ ولا عثمان والحكمُ

ولا المثنى ولا سعدٌ فقد رحلوا
فمن تنادي إذاً يا أختُ بعدهمُ

لا تتعبي نفسكِ فالقوم قد غفلوا
عنكِ جميعا وغطوا في سباتهمُ

أيتركونك يا أختاه تلقفكِ
يد الأعادي فصرت لعبة لهمُ

وكيف يفلح قومٌ هكذا فعلوا
والله لن يفلحوا والصمت فعلهمُ

أختاه إن كان قومي عنك ما سألوا
ساروا بعيدا وجروا الذلَّ خلفهمُ

فإنَّ ربك يا أختاه مستمعٌ
إليه يا أختَ ديني يصعد الكلمُ

فوجهي نحو رب الكون دعوتكِ
فإنَّ ربك يا أختاه منتقمُ

إنْ كان قومي قد أبدوا لهم سَلَمَاً
فإنَّهمْ من عذاب الله ما سلموا



الأديب