[عبد السلام البراج]

عينا طفلة

أحسُّكِ بينَ يديَّ تنامينَ طفلَهْ
على وقعِ قلبٍ جريحْ
نزيفُ الشتاءِ شفى منهُ غلَّهْ
لعلَّهُ من حملِهِ يستريحْ
عساهُ المساءَ يطيرُ بعيدا
عساهُ يعيدُ الزمانَ الفقيدا
ويمحو عروشاً أبت أنْ تظلَّهْ
فيغفو هنيئاً بعمقِ الظلامْ
ولحنٌ كئيبْ
يوشّي المغيبْ
كأنَّ الأماسي تجيدُ الكلامْ
ويرميهِ شدوٌ لفجرٍ جديدْ
بدونِ ظلالٍ،عساهُ لعلَّهْ
يحسُّ بحقٍّ حبيباً ينادي:
"تعالَ حبيبي، فإني أريدْ
من الحبِّ كلَّهْ..."

أحسُّكِ بينَ يديَّ تنامينَ طفلَهْ
وطوقُ الحديدِ يشدُّ ذراعي
وفي الحلقِ تشدو طروباً مسلَّهْ
وأفياءُ ثغري تنادي الأفاعي
فتأتي إليها
تريدُ انصهاري بركْبِ الرصيفِ
فأحنو عليها!
وأعطيها فجري وحقلَ الرغيفِ
أأصبو إليها كما كنتُ أحلمْ؟
أمِ النارُ تصحو وأهوى المذلَّهْ؟
ألا إنّي فردٌ سيمضي غريبا
وعيناكِ دربي؛ بها ألفُ فجرٍ، بها ألفُ شدوِ
سأحياها زهواً... شقيّاً ... حبيبا
سأمشي وأمضي؛ قيودي تهاوتْ وليلي سيهوي
لعينينِ حباًّ تعيدُ الطفولَهْ!

أحسُّ بعينيكِ أني أغيبُ
كأنّي السوادُ؛
أذوبُ... أذوبُ
ودمعي طيورٌ وضحكي الحدادُ
وقلبي طروبُ
يحبُّ، يقولُ:
"أحبُّكِ، أنتِ الرحيلُ إليكِ
ومنكِ الرحيلْ
ومهما كذبتُ ومهما اخترعتُ
لأخفي اشتياقي فعينايَ تومي
بأني القتيلْ!
وأنَّ دمائي ستحياكِ طيشاً
وتحيي الصهيلْ"
سأحياكِ عينينِ تحيي الطفولَهْ!

برجا 25\3\2003