الموضوع: ســـؤال للجميع
عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 10-08-2003, 09:29 PM
ابن الوردي ابن الوردي غير متصل
السلف والخلف مؤمنون
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2003
الإقامة: أرض مباركة
المشاركات: 647
إفتراضي

الحمد لله الموجود بلا مكان
والصلاة والسلام على سيدنا محمد من قال عن نجد: [منها يخرج قرن الشيطان]
أما بعد
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: [أيما امرئ قال لأخيه "كافر" فقد باء بها أحدهما: إن كان كما قال، وإلا رجعت إليه].
يستفاد من هذا الحديث الشريف معرفة أن الكفر أو الردة موجودة في أحكام ديننا الحنيف، لذلك أفرد العلماء أبوابا لما عرف بـ[الردة] وبينوا أحكامها، وقالوا يجب على الخليفة أن [يستتيب] المرتد ثلاثة أيام في كل يوم يؤتى له بعالم حجة يعرض عليه العودة إلى الإسلام وذلك لا يكون إلا بالنطق بالشهادتين بنية التبرؤ من الكفر والعودة إلى الإسلام، وقال العلماء إن المرتد لا يرث ولا يورث ولا يصلى عليه ولا يدفن في مقابر المسلمين إلى ما هنالك من أحكام شرعية تختص بالردة نسأل الله تعالى أن يسلمنا منها.
[فمن قال لأخيه يا كافر]: وقصد بذلك أنه خارج عن دين الإسلام لا يقبل إيمانه، فهذا فيه تفصيل كما تبينا من الحديث المذكور وهو صحيح عزاه السيوطي لمسلم، والتفصيل يكون كالتالي:
[فإن كان كما قال]: فأما أن يكون الرجل محقا في إطلاقه حكم التكفير على الرجل الآخر وبذلك يجب على من صدر منه الكفر أن يرجع فورا إلى الإسلام وإلا استتابه الخليفة ثلاثة ايام فإن لم يرتجع بعدها قتله الخليفة وجوبا أي من باب الفرض.
[وإلا رجعت إليه]: فإن كان إطلاق هذا الحكم من الأول بحق الثاني إطلاقا خاطئا غير محق فقد ارتد الحكم عليه، لأنه بذلك يكون أطلق على الإيمان حكم الكفر، ويجرى عليه هو بالتالي أحكام الردة المعروفة.
وثمة تفصيل صغير نص عليه بعض العلماء فقالوا أنه يستثنى من الوقوع في الكفر من وجد من أخيه ذنوبا وأفعالا تشبه أفعال بعض جماعات الكفار، فقال له: [يا يهودي] أو [يا نصراني] وقصد بذلك التشبيه يعني قصد بذلك أن يقول له يا من تشبه أفعاله أفعال اليهود أو النصارى ولم يقصد أنه خارج من الدين كافر حلال الدم فهذا القائل هنا لا يكفر وإنما وقع في ذنب هو من كبائر الذنوب.
والردة ثابتة، وكلمة واحدة أحيانا قد تخرج المرء من دينه وتوقع به في العذاب المهين، وقد سمى الله تعالى كلمة الكفر في القرآن فقال: [يَحْلِفُونَ بِاللّهِ مَا قَالُواْ وَلَقَدْ قَالُواْ كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُواْ بَعْدَ إِسْلاَمِهِمْ]، وقال تعالى: [لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ].
لذلك كله نرى الإمام أبا جعفر الطحاوي رضي الله عنه يبين في عقيدته المعتمدة عند أهل السنة أن الردة قد تحصل وأن منها ما يكون بتشبيه الله بخلقه فقال: [من وصف الله بمعنى من معاني البشر أي بصفة من صفات البشر فقد كفر من أبصر هذا اعتبر وعن مثل قول الكفار انزجر].
وكان رضي الله عنه بيَّن قبل ذلك أن الله تبارك وتعالى لا تحويه الجهات الست كـ"ـسائر" المخلوقات، لأنه اعتبر أن الجهات مخلوقة لله عزوجل والله هو الغني عنها، فلا يحتاج إلى جهة ليتحيز بها أو إلى مكان يسكن فيه أو إلى أعضاء وأدوات وجوارح وأطراف فقال: [تعالى عن الحدود والغايات والأركان والأعضاء والأدوات، لا تحويه الجهات الست كسائر المبتدعات].
وبهذا يكون الموضوع صار أكثر وضوحا، فمن شبه الله بخلقه فقد خرج من دائرة الإسلام إلى الكفر، لأن العقيدة الإسلامية تنص أن الله سبحنه وتعالى {ليس كمثله شيء} وهذا تنزيه مطلق لله عزوجل فلا يشبه المخلوقات لا في ذاته ولا في أفعاله ولا في صفاته، أما [كيف] فالكيف هي الكيفية والكيفية هي الهيئة والشكل والصورة وهذه كلها من صفات المخلوقين تعالى الله عن سائر صفات خلقه.
يتبع
__________________
[size=3][align=JUSTIFY]قال الله تعالى: {ليس كمثله شيء}، الشرح: إن الله لا يشبهه شيء من خلقه، لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله، وقد جاء في العقيدة الطحاوية المعتمدة عند عموم أهل السنة والجماعة: [من وصف الله بمعنى من معاني البشر –أي بصفة من صفات البشر- فقد كفر، من أبصر هذا اعتبر وعن مثل قول الكفار انزجر].
كان بطل ملوك الاسلام ومحرر الأقصى [السلطان صلاح الدين الأيوبي] أشعريا. كذلك [[color=red]السلطان محمد العثماني[/CO