عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 09-07-2006, 02:26 PM
أحمد ياسين أحمد ياسين غير متصل
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2005
الإقامة: فرنسا
المشاركات: 6,264
إفتراضي كن قائدا لاتكن مقودا

لقد سجل التاريخ في سجله الذهبي اسماء قادة عظام فتحوا الامصار وكتبوا عبر صفحاته
بخط من ذهب ولؤلؤ
وبقي التاريخ يذكرهم لبطولاتهم وسلوكهم مع رعاياهم
الى حد هذه اللحظة في مناسبة او غير مناسبة
وتوقف التاريخ ردحا من الزمن لاسباب الهزية
فلم يعد يذكر تلك الانتصارات او الفتوحات
الا انه سجل اسماء اخرى*اضيفت الى تلك الفئة التي لم ولن تنجب الامة مثلها
فهذا عمر وذاك علي
وهذا صلاح الدين وذاك طارق وهذا عقبة
رضي الله عنهم اجمعين


إقتباس:



غير ان التاريخ الحالي اصبح الان يصنع نوعا من الانواع البشرية
التي لايمكن لانسان عاقل مخلص مع الله ومع نفسه
ان يضع هؤلاء الحثالة مع اهل التاريخ والحضارة
الذين لن تنساهم البشرية مادامت
الشمس تشرق والقمر ينجلي في الليلة الظلماء
وستبقى سيرتهم العطرة يدرسها المنصفون
الى ان ياذن الله بالتغيير.



إقتباس:





ان القادة الذين لحقوا بالرعيل الاول وصنعوا مجدهم
كانوا يمتلكون الارادة ولايخافون في الله لومة لائم
فتعلو صيحاتهم في ساحات الوغى تكبيرا تكبيرا
وكانوا يخوضون المعارك بانفسهم
طمعا في الاستشهاد او النصر على الاعداء
فحقق الله لهم العزة
فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ومابدلوا تبديلا


إقتباس:




وجاء من بعدهم قوم تركوا الاخرة واهتموا بالدنيا فغلبتهم
وقضت على مضاجعهم
ولم تعد الامة تنجب مثل اولئك الرجال الذين سبق ذكرهم
الا الندرة النادرة
واصبح الغالب المسيطر هو الغثاء.



إقتباس:




وامسى الكثير من الناس يتاثرون ببطولات اخرى
ولم يعد التاثر بسير الرجال
بل اصبح التشبه بالكفار
والمشركين
في اغلب الحياة
من ملبس وماكل ومشرب
واضحى تفكير الناس مع الهوى
ولو نظرنا لواقعنا لوجدنا لسان الحال ينطق
مما نراه ونشاهده اليوم راي العين من ضياع ومن تشتت للصف
ومن تنازع بين الافراد والمجتمعات
ولو دققنا النظر قليلا الى حالنا واحصينا في هذه الامة
لما استطعنا ان نحصي
من الرجال الصادقين الذين يبحثون ويحاولون النهوض بالامة
لاسترجاع سيادتها وهويها
التي داس عليها المحتل
منذ اجيال
وسنجد حتى من يفكرون ان يصبحوا قادة
يفكرون تفكيرا التقليد
فهذا يريد ان يكون فلانا وذاك يتمنى ان يصبح علانا
وكانه قدر محتوم علينا ان نبقى في هذا الوضع وفي هذا الحال
والحقيقة انه يمكن لكل من اراد ان يكون قائدا ان يصنع مجده بيده
لاان يقلد فلانا او علانا
سواء في الملبس ام في الماكل والمشرب
او او او
اللهم الا اذا كان استنان بسنة البشير النذير

ونخلص الى القول
ان المقلد لايمكنه ان يصل الى مقام مقلده
لانه تابع
انما من اراد ان يصل فعليه ان يكون هو البطل والقائد
وليس المقود الذي يقاد
وليصنع رجلا وبطلا جديدا ليترك لنا
ان نذكره او ان تذكره الاجيال القادمة

طبتم وطابت لياليكم والسلام عليكم ورحمة الله