عرض مشاركة مفردة
  #19  
قديم 30-06-2006, 05:45 AM
ابو محمد الانصاري ابو محمد الانصاري غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2006
المشاركات: 323
إفتراضي

( فجزاهم الله عنّي وعن المسلمين الذين انتفعوا به، وعن فهم السّلف الصّالح الذي ينشره أينما حلّ وولاءه القويّ ودفاعه عن هذه الحكومة السنيّة خير الجزاء وأمدّ في عمره، كما أشكر ولاة أمورنا حفظهم الله الذين يحبّون النّاصحين المخلصين ويشجّعونهم عن التعاون المثمر البناء معهم، ويفتحون لهم صدورهم قبل أبوابهم، ويهتمّون بكلّ ما يصل إليهم من نصائح اهتماماً شخصياً، وهذا ممّا حفزني ودفعني على كتابة هذه المذكّرة وطرح هذا الموضوع بكلّ صراحة وواقعيّة، وآمل أن تكون قد حازت على رضاهم واستحسانهم، وأقول بيقين: إنّه لولا حلمكم يا ولاة أمرنا لما صارحتكم بهذه المذكّرة، ولولا خفض جناحكم للمؤمنين وترحيبكم بنصح النّاصحين لما تشجّعت في إعدادها وجمعها، ولولا واجب النّصيحة لكم وما يفرضه ولائي الخالص لكم لما حرصت على إيصالها لكم مناولة وتخصيصكم بها، فاقبلوها غير مأمورين، فأنتم أهل الأمر ممن أسديتم له ولأسرته معروفاً لا يجازيكم عليه إلاّ الرحمن، وادرسوا مقترحاتها وأنتم أعرف ما تختارونه منها، ثمّ لي رجاء آخر - والرّجاء عند أهل الفضل والكرم مأمول التّحقق - أن لا تؤاخذونني في شططٍ أو خللٍ وقفتم عليه، فذلك من طبيعة البشر وهو في نفسي أكثر. أدام الله عزّكم ومجدكم بخدمتكم للإسلام والمسلمين، وتحكيمكم لشرع الله المبين، رغم أنف الجاحدين والمغرضين والحاقدين والأعداء المتربّصين).

بهذه الكلمات المفعمة عبوديّة لآل سعود اختتم سلفيّوا أهل الولاء مذكّرتهم المخابراتيّة. فماذا تقول المذكّرة:

المذكّرة تحذّر ولاة الأمر - آل سعود - من وجود تنظيم سرّي إسلاميّ يسعى لإقامة الدّولة الإسلاميّة . تقول المذكّرة: ("وهذا التّنظيم له ظاهر وباطن، فظاهر هذا التّنظيم الذي يراه كلّ ناظر هو: الدّعوة إلى الله تحت شعار أهل السنّة والجماعة والأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر... وباطن التّنظيم: تخطيطٌ رهيب، وإعداد دقيق، وتطبيق تدريجيّ مرحليّ، واستقطاب يشمل جميع طبقات المجتمع وتغلغل لجميع الميادين وأنواع النّشاط، وتواجداً في أجهزة الدّولة ومرافقها. واحتلال مراكز الثّقل فيها، كلّ ذلك بغية الوصول إلى الحكم لإقامة الدّولة الإسلاميّة التي ينشدونها".

ويتابع صاحب البحث الأمنيّ قوله: "إنّ ما ذكرته من مطابقة الواقع لكثير ممّا خطّط له التّنظيم السرّي العالمي منذ أكثر من أربعة عشر سنة، هو غيض من فيض وقليل من كثير، وهو ما أدركته بنفسي شخصيّا، أو ما سمعته من أهل الولاء في المدينة النّبويّة أو من طلبة العلم السّلفيين أهل الولاء، وما أدركه غيري - من المختصّين - مما أشرت إليهم أكثر بكثير".

فالمذكّرة تقرير مخابراتيّ واضح، صحيح أنّ فيه بعض الأغلاط الفاحشة حيث خلط فيه مجموعة من الدّعاة والمفكّرين وجعلهم في تنظيم واحد بصورة هزليّة جعلت التّقرير أقرب إلى التّقارير الصّحفيّة التي تقوم بها المجلاّت الخبيثة، لكن ما يهمّنا هو هذا النّفس الخطير الذي بدأ يستحكم في نفوس هؤلاء الشّباب السّلفيين حيث وصل بهم إلى هذا الأمر الخطير، وهو الاشتغال عيوناً على المسلمين في مصلحة الطّاغوت السّعوديّ الخبيث.

( ويتمنى رافعوا التقرير لو يتخذ ولاة أمورهم ضد الدعاة الذين سموهم في تقريرهم ما اتخذوه ضد الشيخين سفر وسلمان فيقول) : ( ولو تكرر ذلك الموقف الإيجابي الذي صدر مؤخّراً من هيئة كبار العلماء نحو سلمان العودة وسفر الحوالي مع غيرهما ممن يسيرون على منهجهما الحزبيّ وبوضوح أكثر لكان في ذلك خير كبير" ) ( ويجعل التّقرير أساس فكرة التّنظيم هو فكر ومنهج سيّد قطب رحمه الله تعالى فيقول: "لذلك فإنّ أنفع وسائل المعالجة وأقواها هي نقد فكر ومنهج سيّد قطب الذي نشره في كتبه المختلفة التي لا تزال للأسف تصدر في بلادنا حتى اليوم ... وليعلم أن نقد فكر ومنهج سيد قطب هو في الحقيقة نقد لفكر ومنهج التّنظيم السرّي الذي تأسّس عليه، فينبغي أن يركز على هذا الأمر غاية التّركيز، تأليفاً وتسجيلاً ونشراً بكلّ الوسائل الممكنة، ومن هذا الباب تأليفات فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور: ربيع بن هادي المدخلي، التي خصّصها في نقد فكر ومنهج سيّد قطب وأيّده عليها جمٌّ غفير من العلماء الكبار وغيرهم وأثنوا على ما كتبه في ذلك. وفي نشرها وتوزيعها نفع عظيم، لأنها ستساهم بإذن الله على الحفاظ على جيل هذه البلاد المستهدف من الحزبيين السّياسيين ليصلوا عن طريقه إلى الحكم وستكون سبباً هامّاً بمشيئة الله لإعادة الكثيرين منهم المتأثّرين بهذا المنهج والفكر أو شيء منهم إلى المنهج الأصيل الذي عليه علماؤهم ودولتهم، فيجب دعمها مادّياً، وتوزيعها على نطاق واسع وتذليل كل ما يعترضها من معوّقات سواء في نسخها أو طباعتها أو نشرها، لأنّها صارت تحارب من أتباع هذا التّنظيم بكافّة الوسائل، وقد نجحوا في ذلك إلى حدٍّ ما" ).

ويبدأ صاحب التّقرير بكشف وسائل الحزب السرّي الخطير ( حسب عقليّته ) في الوصول إلى أهدافهم :

1 - توظيف المحاريب والمنابر، ونصب المجالس في المساجد، وعقد النّدوات والمحاضرات الأسبوعيّة والشّهريّة، "وفي المقابل (حسب قوله) لا يستدعون ولا يطلبون من أحد من المشايخ، خصوصاً مشايخ المدينة النّبويّة، وطلبة العلم السّلفيين أهل الولاء لإلقاء محاضرة أو المشاركة في ندوة، بل إنّهم يمتنعون عن ذلك صراحة، أو يعتذرون عنه بكافّة الوسائل، وما يقوم به مركز الدّعوة في المدينة منذ عام 1412هـ من عدم تعاونه مع مشايخها أو إعلان محاضراتهم أوضح دليل على ذلك، ومن ذلك أيضاً ما قام به مركز الدّعوة في الرّياض من محاولته منع فضيلة الشّيخ فالح الحربي من إلقاء محاضرة «أما إنّها النّصيحة» في أحد جوامع الرياض. والأخرى في مدينة المجمعة، إلى أن تدخّل سماحة الشّيخ عبد العزيز بن باز فأمر المركز بإعلان المحاضرة والموافقة على إعلان الثّانية".

2 - إنشاء مراكز البحوث، والتّغلغل في المؤسّسات العلميّة والسّلك القضائي، يقول: "تمكّنت مجموعة من القضاة ممّن يحملون هذا المنهج الحزبيّ أو من المتأثّرين به من الوصول إلى مناصب مختلفة، ومنهم من استغل سلطة القضاء لتحقيق بعض الأهداف الحزبيّة، مثل ما فعله أحد القضاة في المدينة النّبوية من تهديد صاحب تسجيلات طيبة بدعوى نشره أشرطة تسبب الخلاف وتدعوا الفرقة، وسمى له بعض الأشرطة التي منها ردود الشّيخ محمّد بن هادي المدخلي على الدّكتور سفر الحوالي أثناء أزمة الخليج وهدّده بإغلاق المحل".

3 - استغلال مكتبات المساجد والأنشطة الشبابيّة من مراكز صيفيّة ومعسكرات وفرق الكشافة والجوالات والـدّخول في هيئات الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر، يقول صاحب المفكّرة (التقرير): "وفي مجال هيئات الأمر بالأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر:- تمكّنوا من الوصول إلى المناصب العليا والحسّاسة، ولا يختارون لرئاسة الفروع والمراكز والأقسام المختلفة – غالباً – إلاّ من كان على وفق منهج الصّحوة ولا يخالفها ولا يتكلّم في دعوتها وكلّ من ظهر منه خلاف ذلك أو ظهرت سلفيّته وولاءه للحكومة فإنّه سيزاح عن منصبه في أقرب وقت، أو لا تتم ترقيته، والأمثلة على ذلك كثيرة، منها ما حصل مع رئيس مركز الأرطاوية، حيث كان مرشّحاً لترقيته على مرتبة شاغرة في المركز نفسه، ولكن صرفوا النّظر عن ذلك بعد مناقشة حصلت بينه وبين نائب الرّئيس العام للشئون الإداريّة والماليّة يستنكر عليه فيها ما نقل إليه من كلامه في قادة الصّحوة وأنّه يحذّرهم…".

4 - غزو السّاحة بتسجيلاتهم الإسلاميّة التي تجاوزت (250) محلاًّ في مختلف مناطق المملكة، يقول: "والتي لا تنشر إلاّ أشرطة الدّعاة الحزبيين من الذين منعوا أو من الذين ظهروا مؤخَّراً، ولا يقبلون نشر شريط واحد من أشرطة مشايخ المدينة... هذا غير احتوائهم لبعض الموظّفين في وزارة الإعلام وبعض فروعها ممّا سهّل فسوحات الأشرطة، مع أنّ بعضها يحتوي على أمور خطيرة تمسّ الدّين والدّولة مثل أشرطة سلمـان العودة الأخيرة كصانعوا الخيام وغيرها…إنّ الحديث عن الاستثمار الحزبي لهذه الأشرطة حديث ذو شجون، وذلك لشدّة صلتي به ومعايشتي له، ولكن أحمد الله أن وفّقني بمشاركة اثنين من أهل الولاء على وضع دراسة واقعيّة وميدانيّة وموثّقة بالأدلّة عن استغلال الحزبيين لهذه الوسيلة الهامّة جداً (الشّريط) ثمّ اقترح الحلول المناسبة لها والمؤيّدة بالواقع، وقد وفّقنا الله في إيصالها إلى صاحب السمو الملكيّ نائب وزير الدّاخليّة حفظه الله منتصف عام 1414هـ "..

5 - الاهتمام بالمرأة وتثقيفها: يقول التّقرير المخابراتي: "ولا يفوتني أن أنبّه هنا إلى أمر خطير، وهو أن مركز الدّعوة والإرشاد في المدينة النّبويّة بدأ منذ عام 1412هـ وإلى اليوم بإعلان محاضرات خاصّة بالنّساء، وعامّة من يلقيها الشّباب الحزبي، مقابل تحايله على مشايخ المدينة في عدم قبول أو إعلان محاضراتهم وسلوك كافّة وسائل التّبريرات في ذلك".
__________________
أمـا والله إن الظلـم شـؤم وما زال المسيء هو الظلوم

إلى الديان يوم الحشر نمضي وعند اللـه تجتمع الخصـوم

موقع الشيخ العلامة حمود بن عقلاء الشعيبي رحمه الله
http://www.oqlaa.com/index.php