عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 02-05-2007, 12:56 PM
المصابر المصابر غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2006
الإقامة: أرض الله
المشاركات: 3,304
إرسال رسالة عبر ICQ إلى المصابر إرسال رسالة عبر MSN إلى المصابر إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى المصابر
إفتراضي بلْ لكم في الحرق سلف

بسم الله الرحمن الرحيم


بلْ لكم في الحرق سلف



الحمد لله القائل في كتابه " إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلاَئِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ" (الأنفال : 12) .

ثم الصلاة والسلام على المبعوث بالحسام المفتخر من بين الأنام بقوله " أعطيت خمسا لم يعطهن أحد قبلي: نصرت بالرعب مسيرة شهر ، ...." (متفق عليه) .

أما بعد ..

فيعجب الإنسان من أناس يخرجون على شاشات التلفاز ليُفتوا الناس ويدّعوا الإجماع في مسائل أظهر من أن تخفى على طويلب العلم ، فضلاً عن العلماء !!

يدعي أحدهم بأن حرق الناس لا يقره دين ولا شرع ولا عقل !!

هكذا ، وبكل بساطة يفتأتون على الدين !!

لو لم يكن من النصوص والأخبار إلا قول الله تعالى "وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ ..." (النحل : 126) لكفى : فهذه القنابل العنقودية والصواريخ الثقيلة والمواد المشعّة التي يطلقها الأمريكيون على المسلمين ، أليست حارقة !! ألا تحرق الأجساد وتقطّع الأطراف وتهشّم الرؤوس !! فلماذا لا يعاملهم المجاهدون بالمثل !! (وستأتي الأدلة على بطلان قولهم) ..

أما قضية تعليق الجثث على جسر الفلوجة الشمّاء ، فقد قال تعالى في أهل الحرابة "إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلاَفٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ " (المائدة : 33)

فإذا كان هذا في أهل الحرابة (وإن كانوا مسلمين مصلين) فكيف بالكفار المحاربين الصائلين المعتدين على الدماء والأعراض والأموال !!

جاء في أحكام القرآن لابن العربي: قال القاضي رضي الله عنه : ولقد كنت أيام تولية القضاء قد رُفع إليّ قوم خرجوا محاربين رفقة ، فأخذوا منهم امرأة مغالبة على نفسها من زوجها ومن جملة المسلمين معه فيها فاحتملوها ، ثم جد فيهم الطلب فأُخذوا وجيء بهم ، فسألت من كان ابتلاني الله به من المفتين ، فقالوا : ليسوا محاربين ، لأن الحرابة إنما تكون في الأموال لا في الفروج. فقلت لهم : إنا لله وإنا إليه راجعون ، ألم تعلموا أن الحرابة في الفروج أفحش منها في الأموال ، وأن الناس كلهم ليَرضون أن تذهب أموالهم وتُحرب من أيديهم ولا يُحرب المرء من زوجته وبنته ، ولو كان فوق ما قال الله عقوبة لكانت لمن يسلب الفرج ، وحسبكم من بلاء صحبة الجهّال ، وخصوصاً في الفتيا والقضاء !!" .. (انتهى) ..

فانظر إلى قول القاضي رحمه الله " ولو كان فوق ما قال الله عقوبة لكانت لمن يسلب الفرج" .. أقول : هذا في أهل الحرابة ممن يقولون لا إله إلا الله محمد رسول الله ، فكيف بمن يهتك عرض المسلمات في سجون بغداد وغيرها من النصارى الكفار واليهود الفجّار والمرتدّين ، ألا يستحق هؤلاء الحرق والتقطيع والصلب والتعليق !!

ولكنه كما قال القاضي رحمه الله "وحسبكم من بلاء صحبة الجهّال ، وخصوصاً في الفتيا والقضاء" ..

إن الإرهاب وإلقاء الرعب في قلوب الأعداء أمر مطلوب شرعاً وعقلاً : قال تعالى "وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ" (الأنفال : 60)

وقال تعالى " سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ" (آل عمران : 151)

وقال تعالى "وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا " (الأحزاب : 26)

وإرهاب العدو محمود في كل الأوقات ، وآكد ما يكون الإرهاب في وقت الحرب .. وهذه أمريكا الآن تحاول إرهاب المسلمين في العراق عن طريق تدمير الفلّوجة بحجّة تمثيلهم بجثث أربعة من الأمريكان ، وهي رسالة مفادها أنه من يتجرأ ويفعل هذا بالأمريكان فإننا نقتله ونقتل أهله وندمر مدينته ونهدم دور عبادته ولا تأخذنا فيه رأفة ولا شفقة !!

أمريكا التي جاء في كتابها الذي تقدّسه "من صفعك على خدّك الأيمن فأدر له خدّك الأيسر" وعت هذا ، وأما من جاء في كتابهم " فَاضْرِبُوا فَوْقَ الأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ" ... فأخلف الله علينا !!

نحن لا نلوم الأمريكان إن فعلوا كل ذلك ، فهم أعداء محاربون صائلون لهم أطماعهم وعداواتهم ، أما أن يخرج علينا من يُنكر على المسلمين فعل ما يفعله الأمريكان ، بل وأقل منه بكثير ، فهذا هو الذي ننكره أشد الإنكار ..

لا ينبغي لأحد أن يتكلم في هذا ويُفتي فيه من غير المجاهدين في الثغور ، ومن أراد أن يُفتي فليأخذ رشاشه وليذهب إلى الجبهة وليرى ما يفعله الكفار بالمسلمين والمسلمات هناك ، وليرى صنيع القنابل بأشلاء أطفال المسلمين ثم يخرج لنا بفتوى ..

أما ما فعله إخواننا في الفلوجة فهو تحقيق قوله تعالى في الكفار "وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللهِ فَأَتَاهُمُ اللهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ ... " (الحشر : 2) ، فلله در أسدو الفلوجة الذين رفعوا رأس الأمة بصمودهم التاريخي العظيم .. نسأل الله أن يمكنهم من مزيد من رقاب الكفار والمنافقين ..


أما مسألة الحرق :

فإنه لما أتى قوم من أصحاب عبد الله بن سبأ الحميري - لعنه الله - أتوا إلى علي بن بي طالب رضي الله عنه ،
قال أحدهه : "أنت هو" .
فقال لهم : "ومن هو" !!
قال : أنت الله ،
فاستعظم رضي الله عنه الأمر ، وأمر بنار فاججت وأحرقهم بالنار
وفي ذلك يقول رضي الله عنه ‏:‏
لما رأيت الأمر أمراً منكراً .... أججت ناراً ودعوت قنبرا
يريد قنبراً مولاه وهو الذي تولى طرحهم في النار (الملل والنحل للشهرستاني)

فهذا الخليفة الراشد رضي الله عنه أحرق أناس بالنار ..

وقد ذكر ابن كثير في تاريخه أنه :استدعى خالد مالك بن نويرة فأنَّبه على ما صدر منه من متابعة سجاح، وعلى منعه الزَّكاة ، وقال‏:‏ ألم تعلم أنها قرينة الصَّلاة ‏؟‏
فقال مالك‏:‏ إنَّ صاحبكم كان يزعم ذلك‏.‏
فقال‏:‏ أهو صاحبنا وليس بصاحبك يا ضرار إضرب عنقه، فضربت عنقه، وأمر برأسه فجعل مع حجرين وطبخ على الثَّلاثة قدرا فأكل منها خالد تلك اللَّيلة ليرهب بذلك الأعراب من المرتدَّة وغيرهم‏.‏
ويقال‏:‏ إنَّ شعر مالك جعلت النَّار تعمل فيه إلى أن نضج لحم القدر، ولم تفرغ الشَّعر لكثرته‏.‏
وقد تكلَّم أبو قتادة مع خالد فيما صنع وتقاولا في ذلك حتى ذهب أبو قتادة فشكاه إلى الصِّديق، وتكلَّم عمر مع أبي قتادة في خالد وقال للصِّديق‏:‏ إعزله فإنَّ في سيفه رهقاً‏.‏
فقال أبو بكر‏:‏ لا أشيم سيفاً سلَّه الله على الكفَّار .‏.‏ ‏(‏البداية والنهاية : 6/355‏)‏

وقد قال عمر رضي الله عنه بعد عزل خالد ورؤية ما فعله بالأعداء بكتيبته التي كانت تتقدم جيش أبا عبيدة في الشام "رحم الله أبا بكر ، كان أعلم بالرجال مني" ..

وسيف الله أبي سليمان رضي الله عنه أستاذ فن الإرهاب الإسلامي وقيّم مدرسته بعد النبي صلى الله عليه وسلم ، وله في الإرهاب صولات وجولات تحكي خبرته العجيبة ومعرفته الدقيقة بأساليب الحرب النفسية ، فقد قال رضي الله عنه في وقعة ألّيس (كما جاء في البداية والنهاية) : "‏اللَّهم لك عليّ إن منحتنا أكتافهم أن لا أستبقي منهم أحداً أقدر عليه حتى أجري نهرهم بدمائهم" ثمَّ إنَّ الله عزَّ وجلَّ منح المسلمين أكتافهم، فنادى منادي خالد الأسر الأسر لا تقتلوا إلا من امتنع من الأسر، فأقبلت الخيول بهم أفواجاً يساقون سوقاً، وقد وكَّل بهم رجالاً يضربون أعناقهم في النَّهر، ففعل ذلك بهم يوماً وليلة ويطلبهم في الغد ومن بعد الغد، وكلَّما حضر منهم أحد ضربت عنقه في النَّهر وقد صرف ماء النَّهر إلى موضع آخر، فقال له بعض الأمراء‏:‏ إنَّ النَّهر لا يجري بدمائهم حتى ترسل الماء على الدَّم فيجري معه فتبرَّ بيمينك، فأرسله فسال النَّهر دماً عبيطاً فلذلك سمِّي نهر الدَّم إلى اليوم، فدارت الطَّواحين بذلك الماء المختلط بالدَّم العبيط ما كفى العسكر بكماله ثلاثة أيَّام، وبلغ عدد القتلى سبعين ألفاً .."

ومعركة ألّيس هي ذاتها التي قال بعدها الخليفة الراشد أبو بكر الصديق رضي الله عنه "‏ يا معشر قريش إنَّ أسدكم قد عدا على الأسد فغلبه على خراذيله ، عجزت النِّساء أن يلدن مثل خالد بن الوليد" ..

وكان من نتيجة هذا الإرهاب الخالدي أن قال الأكيدر يوم دومة الجندل لقومه : "‏ أنا أعلم النَّاس بخالد، لا أحد أيمن طائر منه في حرب ولا أحدَّ منه، ولا يرى وجه خالد قوم أبداً قلُّوا أم كثروا إلا انهزموا عنه، فأطيعوني وصالحوا القوم‏" .

أما كتب الفقه والحديث فقد ذكرت مسألة حرق الكفار في كتب الجهاد والسير ، فقد جاء في نيل الأوطار للشوكاني (باب الكف عن المثلة والتحريق وقطع الشجر وهدم العمران إلا لحاجة ومصلحة) في شرح حديث أبي هريرة ، أنه قال " ‏بعثنا رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم في بعث فقال‏:‏ إن وجدتم فلانًا وفلانًا لرجلين فأحرقوهما بالنار ثم قال حين أردنا الخروج إني كنت أمرتكم أن تحرقوا فلانًا وفلانًا وإن النار لا يعذب بها إلا اللّه فإن وجدتموهما فاقتلوهما" (رواه أحمد والبخاري وأبو داود والترمذي) ‏.‏


__________________