[~~ ظايم الضد ~~]

في كل زمان ومكان .. يبعث للدنيا دعاة .. ويظهر فيها أدعياء .. !
ولكن في زمن الترسب والاختلال ! يضمحل الصدق في النفوس .. وتتآكل الطموحات ، وتخبو العزيمة ، وتندلع نيران الانحلال فتتناثر هنا ... وهناك ذرات من غبار تطمس الرؤيا ، وتدمي أزاهير النهار ! فتحجب الحب الصافي وتزرع أشواك الحقد ، وتنمو طحالب من المخاوف والشكوك والأوهام ..! وأشياء أخرى من نبات الصبار ....

فيأتي الماجنون بعبثهم يتفاخرون ، ويأتي المترفون بجنونهم يتدافعون حتى لا يبقى في المكان مواضع إلا للأدعياء .! أما الدعاة .. فليس لهم سوى التمني والانضواء .!

فيا أيها المغترون بخطواتكم ومكانتكم ، لقد تصورتم أن الحياة تقف عند حدود آمالكم فلا تتخطى سياج أحلامكم ..!
كما توهمتم أن لا أحد مثلكم يغار ويفرح ، لا أحد مثلكم يرسم ويردد الألحان .
حتى بالغتم .. وزايدتم .. وشحنتم عواطفكم ببقايا نوازع وأفكار .. وحاولتم نطح جدار الواقع بقرون مهترئة .. عفا عليها الزمان ..!

لماذا تصرخون اليوم بكلمات جوفاء .. تزيد الحسرة وتعمق تنهيدة الآلام ؟!
لماذا تكتبون اليوم أسماء معينة وتواريخ محددة ؟!
لكأن الدنيا لم تسمع بشعوب مكافحة أو تنادي بفلاسفة وعظماء وعباقرة !

فيا أيها الليل الذي طال بنا سكونه ، لم تزل قلوبنا ترتجف لنداء ، ولم تزل آمالنا ترتجي طلوع الفجر .. وتترقب انبثاق خطوط النهار ..!
فما أروع انقشاع الظلمة عن أعين تواثب فيها الشوق والعزم لاستجلاء النور والحقيقة ..!

سلام