عرض مشاركة مفردة
  #9  
قديم 21-04-2006, 05:32 AM
محمدفاضل محمدفاضل غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2006
المشاركات: 95
إفتراضي


قال الإمام ابن عبدالبر المالكي رحمه الله:خبرنا عبدالرحمن بن يحيى قراءة مني عليه أن علي بن محمد حدثهم قال حدثنا أحمد بن داود حدثنا سحنون حدثنا وهب أخبرني حيوة بن شريح عن خالد بن عبدالله المعافري عن مشرح بن هاعان قال سمعت عقبة بن عامر الجهني يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ((من علق تميمة فلا أتم الله له ومن علق ودعة فلا ودع الله له ))وقرأت على خلف بن أحمد أن أحمد بن مطرف حدثهم قال حدثنا أبو صالح أيوب بن سليمان وأبو عبدالله محمد بن لبابة قالا حدثنا أبو زيد عبدالرحمن بن إبراهيم قال حدثنا عبدالله بن يزيد المقرئ قال أخبرنا حيوة بن شريح قال أخبرنا خالد بن عبدالله أنه سمع مشرح بن هاعان يقول إنه سمع عقبة بن عامر يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من تعلق تميمة فلا أتم الله له ومن تعلق ودعة فلا ودع الله له قال أبوعمر التميمة في كلام العرب القلادة هذا أصلها في اللغة ومعناها عند أهل العلم ما علق في الأعناق من القلائد خشية العين أو غيرها من أنواع البلاء وقال الخليل بن أحمد التميمة قلادة فيها عود قال والودع خرز قال فكان المعنى في هذا ثم أن من تعلق تميمة خشية ما عسى أن ينزل أو لا ينزل قبل أن ينزل فلا أتم الله عليه صحته وعافيته ومن تعلق ودعة وهي مثلها في المعنى فلا ودع الله له أي فلا ترك الله له ما هو فيه من العافية أو نحو هذا والله أعلم وهذا كله تحذير ومنع مما كان أهل الجاهلية يصنعون من تعليق التمائم والقلائد يظنون أنها تقيهم وتصرف البلاء عنهم وذلك لا يصرفه إلا الله عز وجل وهو المعافي والمبتلي لا شريك له فنهاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم عما كانوا يصنعون من ذلك في جاهليتهم .أ ـ هـ من كتاب التمهيد17/ 161
وبالله العصمة والرشاد حدثنا أحمد بن محمد بن أحمد وعبيد بن محمد قالا حدثنا الحسن بن سلمة بن المعلى حدثنا عبدالله بن الجارود حدثنا إسحاق بن منصور قال قلت لأحمد بن حنبل ما يكره من المعاليق قال ثم شيء يعلق قال من تعلق شيئا وكل إليه قال إسحاق وقال لي إسحاق بن راهويه هو كما قال إلا أن يفعله بعد نزول البلاء فهو حينئذ مباح له قالت ذلك عائشة أخبرنا أحمد بن قاسم بن عبدالرحمن وأحمد بن محمد بن أحمد قالا حدثنا قاسم بن أصبغ حدثنا ابو إسماعيل الترمذي حدثنا نعيم بن حماد حدثنا ابن المبارك أخبرنا شعبة عن حماد عن إبراهيم قال إنما يكره تعليق المعاذة من والجنب وأما ثم الذي جاء فيه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال قلدوا الخيل ولا تقلدوها الأوتار فليس من قلائد الإبل المذكورة في هذا الباب في شيء وإنما معنى ذلك ثم في الخيل ما ذكره وكيع بن الجراح في تأويله قال وكيع معناه لا تركبوها في الفتن فمن ركب فرسا في فتنة لم يسلم أن يتعلق به وتر يطلب به أن قتل أحدا على فرسه في مخرجه في الفتنة عليه وهو في خروجه ذلك ظالم قال ولا بأس بتقليد الخيل قلائد الصوف الملون إذا لم يكن ذلك خوف نزول العين. التمهيد لابن عبدالبر 17/ 162
الطيرة:
قال ابن حجر : وإنما جعل ذلك شركاً لاعتقادهم أن ذلك يجلب نفعاً أو يدفع ضراً فكأنهم أشركوه مع الله تعالى وقوله ولكن الله يذهبه بالتوكل إشارة إلى أن من وقع له ذلك فسلم لله ولم يعبأ بالطيرة أنه لا يؤاخذ بما عرض له من ذلك وأخرج البيهقي في الشعب من حديث عبد الله بن عمرو موقوفا من عرض له من هذه الطيرة شيء فليقل اللهم لا طير إلا طيرك ولا خير إلا خيرك ولا إله غيرك فتح الباري10/213
وقال: يتعاطاه وقد أخرج الطبري عن عكرمة قال كنت عند بن عباس فمر طائر فصاح فقال رجل خير خير فقال بن عباس ما عند هذا لا خير ولا شر وقال أيضا الفرق بين الفأل والطيرة أن الفأل من طريق حسن الظن بالله والطيرة لا تكون إلا في السوء فلذلك كرهت وقال النووي الفال يستعمل فيما يسوء وفيما يدفع وأكثره في السرور والطيرة لا تكون إلا في الشؤم وقد تستعمل مجازا في السرور اه وكأن ذلك بحسب الواقع وأما الشرع فخص الطيرة بما يسوء والفال بما يدفع ومن شرطه أن لا يقصد إليه فيصير من الطيرة قال بن بطال جعل الله في فطر الناس محبة الكلمة الطيبة والأنس بها كما جعل فيهم الارتياح بالمنظر الأنيق والماء الصافي وأن كان لا يملكه ولا يشربه وأخرج الترمذي وصححه من حديث أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا خرج لحاجته يعجبه أن يسمع يا نجيح يا راشد وأخرج أبو داود بسند حسن عن بريدة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يتطير من شيء وكان إذا بعث عاملا يسأل عن اسمه فإذا أعجبه فرح به وأن كره اسمه رؤى كراهة ذلك في وجهه وذكر البيهقي في الشعب عن الحليمي ما ملخصه كان التطير في الجاهلية في العرب ازعاج الطير عند إرادة الخروج للحاجة فذكر نحو ما تقدم ثم قال وهكذا كانوا يتطيرون بصوت الغراب وبمرور الظباء فسموا الكل تطيرا لأن أصله الأول قال وكان التشاؤم في العجم إذا رأى الصبي ذاهبا إلى المعلم تشاءم أو راجعا تيمن وكذا إذا رأى الجمل موقرا حملا تشاءم فإن رآه واضعا حمله تيمن ونحو ذلك فجاء الشرع برفع ذلك كله وقال من تكهن أورده عن سفر تطير فليس منا ونحو ذلك من الأحاديث وذلك إذا اعتقد أن الذي يشاهده من حال الطير موجبا ما ظنه ولم يضف ذلك إلى الله تعالى فأما إن علم أن الله هو المدبر ولكنه أشفق من الشر لأن التجارب قضت بأن صوتا من أصواتها معلوما أو حالا من أحوالها معلومة فإن وطن نفسه على ذلك أساء وإن سأل الله الخير واستعاذ به من الشر ومضى متوكلا لم يضره ما وجد في نفسه من ذلك وإلا فيؤاخذ به وربما وقع به ذلك المكروه بعينه الذي اعتقده عقوبة له كما كان يقع كثيرا لأهل الجاهلية والله أعلم . فتح الباري10/215
وللفائدة فالمسألة فقهية إن اعتقد أن ذلك الشيء لا يؤثر بنفسه استقلالاً وإلا فهو شرك أكبر إن اعتقد أن ذلك يؤثر استقلالاً عن الله أو اعتقد أن الطير تعلم الغيب .
وحكمها الفقهي أنها محرمة باتفاق العلماء كما قال ملاعلي قارى في شرح مشكاة المصابيح بل ذهب جمع من الحنابلة إلى أنها كبيرة .
ولكن لم يقل علماء المذاهب بأنها شرك اصغر لأنه سبق أن ذكرت معنى الشرك الأصغر فقد حده الرسول صلى الله عليه وسلم وبينه وتابعه علماء الأمة .
أخيراً : من الخير لنا الرجوع إلى أقوال جمهور علماء الأمة في هذه المسائل وترك التعصب .فلم يعرف عند الأئمة الفقهاء رحمهم الله تعالى جعل السبب الذي ليس بسبب نافع في حكم الشرك الأصغر كما فعل بعض المتأخرين عفى الله عنهم وغفرلناو لهم .واحفظ الضابط الذي وضعه الرسول صلى الله عليه وسلم في ذلك وادم النظر مشكوراً في كلام علماء الأمة في توجيه الأحاديث الواردة في التغليظ كما سبق بيانه .وانظر للفائدة كتب المذاهب الأربعة وكتب الفقهاء في شرح الأحاديث في الصحيحين وشروحات السنن ولابد لطلبة العلم من رجعة صادقة لفهم كتاب الله والسنة بفهم علماء الأمة فهم لم يدونوا كتبهم عبثاً وقد أفاد منه أهل العلم على مر مئات السنين فيكفي جفاء لكتب العلماء ويكفي ما اصاب طلاب العلم من تغريب عن درر الفقهاء فقد ذاق المجتمع الإسلامي مرارة ذلك وجنينا ما أبكى المآقي وأحرق القلوب وأفشى الجهل في اوساطنا وأورث التعصب المذموم . هذه نصائح وجهد مقل ألقى الله به غرضي فيه التنبيه والتذكير ومعترف بوافر العجز والتقصير والأمر كله لله ولا حول ولا قوة إلابه .
ولحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الناس أجمعين وعلى آله وصحبه المبجلين.
أبو عبدالله : غيث بن عبدالله الغالبي