عرض مشاركة مفردة
  #50  
قديم 22-12-2004, 06:31 PM
الطويـــــــل الطويـــــــل غير متصل
اعــرف نفســك
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2004
الإقامة: بلاد المقابر الجماعية
المشاركات: 129
إفتراضي

هكذا هم الطائفيون دائما ، .. لا همّ لهم غير خلق الشبهات الباطلة وافتعال الأكاذيب ، لألصاقها بالطوائف الأخرى .. ولا هدف لهم غير اشعال نار الفتنة ، وتوسيع الشقوق ، وتعميق القطيعة ، وبث التفرقة ، وزيادة البغضاء ، واشاعة الأحقاد بين أبناء الوطن الواحد والأمة الواحدة ... وصولا الى تقطيع الرؤوس ، ووأد الحرية ، و تحويل الاوطان الى قلاع منعزلة ، وسجون ، ومقابر جماعية .. !!

وما ردودهم الفارغة ، وكلماتهم الوضيعة ، وشتائمهم القذرة ، الاّ دليلا واضحا على غبائهم وضيق أفقهم وضحالة فكرهم وسوء أخلاقهم ..

من الصعوبة بمكان ، أن يدرك فرسان الثقافة الطائفية ، ودعاة الفرقة والشقاق ، أنه إذا كان هناك من خلاف بين أئمة المذاهب الإسلامية ، فهو خلاف من أجل التنوع .. لا خلاف من أجل الفرقة ، والاختلاف ، والفتنة ، والوقيعة .. !

إن الخلاف بين المذاهب الإسلامية أبعد من أن يكون خلافاً بين اتجاه فقهي وآخر ، وبين شيخ للطريقة وشيخ طريقة آخر ..
إنما هو خلاف التنوع ، الذي تزدهر فيه التجربة الفقهية ، والسياسية ، والاجتماعية ، والثقافية ، والعقائدية الإسلامية في الناس ..
ولا خير في خلاف تتم فيه تجزئة الأمة إلى مِللٍ متناحرة ، وشعوب متقاتلة ، واتجاهات يضمر كل واحد منها العداء والانتقام للآخر .. !!

إن الخطورة ، هي في إلحاح بعض هؤلاء الطائفيين على قشور المصطلحات ، أو المصطلحات القشرية ، وعدم ذهابهم مذهب الغوص في عقدة المشكلة التاريخية التي قسمتنا الى فرق واتجاهات ومذاهب ..
إنهم لا يتعبون أنفسهم بالبحث عن الحقيقة .. كامل الحقيقة .. بل يتعبون أنفسهم بالبحث عما يزيد المشكلة تعقيداً ، فيختبئون وراء ماحفظوه عن أئمتهم وشيوخهم .. ولا يخرجون الى النور حيث الحقيقة ساطعة كالشمس في رابعة النهار كما يقولون .. حقيقة ارتباط الإسلام بالنهضة الفكرية ، والاجتماعية والسياسية ، وأن تكون للإسلام مرجعية تحدد للناس موقفهم من الحياة والتاريخ والحق والباطل ، وكيفية رؤية النور ورؤية الظلام .. !!

إن الجدار النهائي الذي نضع ظهورنا عليه ونتكئ على صخرته القوية هو الإسلام لا الطائفة ..
وإذا كانت هناك حسنة للطائفة في الحياة الإسلامية ، فمن خلال اقترابها من حدود الإسلام .. لا اقترابها من حدود المذهب ..!
وإنما المذاهب لا تعكس ، إلا تعبيرات فلسفية ، وأخلاقية ، وعقائدية تتفاوت من طائفة لأخرى ..
انّ من يتوهم ، بأن حدود الإسلام هي الطائفة .. فلا علاقة له بالإسلام بل له علاقة بمنظومة الجماعة ، التي يتدين بدينها ، ويتفقه بفقهها ، ويتعلق بمنظومتها في الفكر ، والمعرفة ، والثقافة ..

أن الإسلام العظيم ، أرحب من ذلك ، وأوسع وأشمل وأكثر جمالاً من أن يحدده مثقف هنا أوعالم هناك ، أو يتحدث باسمه شيخ هنا وسيد هناك .. !!

إن الإسلام هو الذي يدخل الناس في دينه أفواجاً أفواجاً ، بالحكمة ، والموعظة الحسنة ، والحوار بالتي هي أحسن ، والموضوعية ، والجدية ، والاعتراف بحقيقة نبوة محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) .


__________________
( يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاء وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ )


(( لولا أني عرفت حقيقة الإسلام العظيم .. الإسلام الرحيم .. الإسلام الحكيم .. الإسلام الإنساني .. لكفرت بإسلام لا يعرف إلا القتل .. ولكرهت هذا الإسلام أيما كره ، ولحقدت على أهله أيما حقد ، ولحاربته حربا لا هوادة فيها . ))