عرض مشاركة مفردة
  #18  
قديم 12-11-2006, 05:02 AM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

قوى الضغط الخاصة :

لقد تزايدت وتيرة العلاقات الأمريكية بالخارج، في نهاية الحرب العالمية الأولى، وأخذ أصحاب المصالح تنظيم أنفسهم للتأثير على صانع القرار الأمريكي، كما أن ارتباط أصحاب تلك المصالح بدولهم التي هاجروا منها بالأساس قد دفعهم الى التنسيق بين ما تراه دولهم في بعض الأحيان لصالحها فيتعاطفوا مع صالح دولهم، وهذا ينطبق على الكثير من المهاجرين في بدايات القرن العشرين.

وتنقسم قوى الضغط الخاصة بوجه عام الى فئتين متباينتين تختلفان من حيث الوظيفة ولكن تلتقيان من حيث الهدف، وتعملان في غالبية الأحيان بشكل متناسق ومتكامل. إذ بينما تقوم المنظمات والجمعيات التابعة للفئة الأولى بالعمل الدءوب على إقناع صانع القرار بصوابية آرائها وحمله على تبني وجهة نظرها، تقوم المنظمات التابعة للفئة الثانية بالعمل على شراء ولاء رجال الكونجرس وغيرهم من المسئولين الحكوميين. وتسمى المنظمات التابعة للفئة الأولى (مجموعات الضغط الخاصة ) (اللوبي Lobby ) ، بينما تسمى المنظمات التابعة للفئة الثانية ( لجان العمل السياسي) ( Political Action Committees PACS) .

ويتطلب عمل الأولى تنظيما محكما، وتوظيف مختصين على درجة عالية من الكفاءة لجمع البيانات وكتابة التقرير والاتصال بالمسئولين وتنسيق تلك العلاقات. في حين تقوم الفئة الثانية بمهام جمع الأموال والتفاوض مع المرشحين قبل الانتخابات والعمل على إيصالهم للبرلمان .

مجموعة الضغط الخاصة ) The Lobbies )

إن اهتمام الأمريكيين ببترول الشرق الأوسط في أوائل القرن العشرين، هو ما كان وراء البدايات الحقيقية لتشكيل اللوبيات التي اهتمت بالقضايا السياسية والتجارية الخارجية. وقد كان لقيام الحكومة البريطانية بمحاولة منع وحرمان شركات النفط الأمريكية من المشاركة في امتيازات الشرق الأوسط الأثر الأكبر في طلب تلك الشركات للمعونة من الحكومة الأمريكية وتسخير سياستها الخارجية لخدمة مصالح الشركات .. وجمعت قواها واهتمت بوصول مرشحيها لمقاعد الكونجرس و تسنم أعلى المناصب في الحكومة الأمريكية فيما بعد.

لقد نجحت شركات النفط الأمريكية في إقناع الحكومة الأمريكية بالأهمية الإستراتيجية للنفط حتى غدا النفط يحتل أهم محاور تحديد شكل السياسة الخارجية الأمريكية، وأصبحت تحركات الأساطيل الأمريكية تتناغم مع مطامع الشركات التي أصبحت غير بعيدة عن مراكز الحكم العليا ..

لقد قامت وزارة الخارجية عام 1944 برسم إطار عام لسياستها النفطية تجاه الخارج، بإحلال نفط الشرق الأوسط محل نفط الولايات المتحدة في أسواق أوروبا وإفريقيا و آسيا، والتفاهم مع البريطانيين من أجل إحكام السيطرة على صناعة النفط بالعالم، واستطاعت بالفعل أن تخرج الدول الاشتراكية من هذا الميدان ..

وفي أوائل الخمسينات استطاعت الشركات النفطية الأمريكية، بعد أن تم تقاسم عوائد النفط مناصفة بين الشركات النفطية و الدول العاملة بها، من اعتبار أرباحها معفية من الضرائب، إذ اعتبرت أن الحصص التي أخذتها الدول صاحبة الأرض ( حقول النفط) هي بمثابة مساعدات من الحكومة الأمريكية لتلك الدول من أجل تنفيذ مصالح الحكومة الأمريكية !

أخذت الشركات تنافس الحكومة الأمريكية في السيادة الخارجية وبما يتعلق بأسواق النفط معتمدة على قوة ومكانة (لوبي النفط) .. فخفضت أسعار النفط مرتين عام 1960 دون الرجوع للدول التي تتواجد على أراضيها و تستخرج نفطها، مما حدا بالدول(السعودية، العراق، الكويت، إيران ، فنزويلا) بإنشاء منظمة الأقطار المصدرة للنفط (أوبك) وذلك في أيلول/سبتمبر 1960.

وأخذ الصراع الآن بين لوبي النفط و الدول المصدرة يأخذ شكلا واضحا أحيانا، ومستترا أحيانا أخرى، وقد نجح لوبي النفط من إقناع الحكومة الأمريكية أن مصلحتهما مشتركة كما نجح من التملص من دفع الضرائب كما نجح في توجيه السياسة الخارجية وإشعال الحروب (أفغانستان ، العراق) ..

والى جانب لوبي النفط هناك مجموعات كبيرة من جماعات الضغط، سواء تلك التي تتعلق بالصناعات كالسيارات و الطائرات والأسلحة والقمح .. إضافة الى تلك التي ترتبط بالنشاط الخارجي .. وسنمر على أهمها ..
__________________
ابن حوران