عرض مشاركة مفردة
  #45  
قديم 28-06-2004, 03:14 PM
المشرقي الإسلامي المشرقي الإسلامي غير متصل
عضو مشارك
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 637
إفتراضي

عزيزتي العنود\عن لغة العيون قال شوقي رحمه الله :
وما الحب إلا طاعة وتجاوز
وإن أكثروا أوصافه والمعانيا
وما هو إلا العين بالعين تلتقي
وإن نوعوا أسبابه والدواعيـا
لا شك بأن هذا النوع من الحوار هو أرقاها إذ هو ينزع إلى الأصم والأبكم ، وهو ينزع إلى شتى نوازع النفس فبه يعرف السفيه والعظيم ، والغث والسمين،
والقوي والضعيف ، والحيي والجرئ وشتى مكنونات النفس من صفات ، غير أنه ينزع إلى أبناء الجنس الواحد أو الجنسين ، وهو لا يقصر على المحبين والأزواج ، بل يمتد إلى المجرمين و أصحاب الجرائر ولنظرة تغني عن ألف كلمة وتفعل الصورة ما لا تفعله ألف خطبة. وما أجمل من نظرة صدق تتجسد في بسمة طفل أو حنان أم.
والعيون هي أصدق اللغات وأوقع الكلمات وأبقى الوقائع والذكريات.. لذلك لا تفسد جمال آيات خلق الله العين بحرام لغة العين وخذي مني هذه الحكمة:
العين لسان صامت
وليت العيون تعرف أنها ما خلقت لتكون لسان المعاصي
وأجمل ما في العين أنها مؤشر خلقه الله يوحي في ثانية بألف لغة وانفعال وإن العين لتتجزأ حواراتها بكل طرفة وإن ما بين طرفة وأخرى مشرق ومغرب .
وليت لغة العيون التي كانت سائدة بين الآباء والأبناء ترجع لتحل محل العصا والشتم ، ونظرة تأنيب من الأبوين آلم على قلوبنا من السلخ أحياء.
وأسوأ ما يعكر جمال هذه اللغة أنها صارت نعتاًلما لا يُحَب من الحب.
ونظرة غضب على قلب الأب آلم من ألف أف.
وحوار العين أطول من أن يحويه مقال أو يكفيه مقام .. وكفاها اتساعا أن قال الشاعر نزار قباني الموج الأزرف في عينيك فماذا تقولين عن هكذا عضو في صغره حوى بحراً وموجاً ..لكن حسبنا هذه الكلمات التي تنطق بما في القلوب .العين بحر من نفوس الأحاسيس وحوارها جميل وهادئ ومعبر لكن تكون كذلك بجمال نفوس المتكلمين بها لا جمال....
__________________
هذا هو رأيي الشخصي الخاص المتواضع، وسبحان من تفرّد بالكمال