عرض مشاركة مفردة
  #26  
قديم 15-01-2005, 04:59 AM
الحـارق الحـارق غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2004
المشاركات: 438
إفتراضي

الرسالة التي أبلغها سمو ولي العهد للعالم من خلال مبادرته الإنسانية النبيلة تجاه الطفلتين البولنديتين السياميتين تعجز عن تحقيقها كل المؤتمرات والاتصالات الدبلوماسية الرسمية. فقد قدم الأمير عبدالله أنموذجاً متفرداً لمفهوم القيادة يتجاوز حدود هموم الحكم ومشاغله إلى أفق إنساني أرحب وأكثر نبلاً..
وبلمساته الإنسانية السامية التي تفيض بالمشاعر والعواطف والقيم النبيلة، كرس الأمير عبدالله منهجاً ارتبط باسمه كرجل دولة من طراز نادر جمع صفات الصدق والنزاهة والمصداقية والرؤى المستنيرة التي تتعامل مع الآخرين من منطلقات إيجابية بناءة وخيّرة.
وبلغته الأبوية تجاه الطفلتين البولنديتين ومن قبلهما التوائم السياميين الماليزيين والسودانيين والمصريين الذين أجريت لهم عمليات الفصل بنجاح بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية، خاطب الأمير عبدالله على طريقته الخاصة مقدماً أفضل رسالة عن دينه ووطنه وشعبه، وهي بالفعل رسالة مؤثرة وفعالة لأنها تصل مباشرة إلى قلوب الناس ووجدانهم على امتداد العالم، ولا تقتصر بلاغة رسالة الأمير (عبدالله) الإنسانية والحضارية للعالم على العملية الجراحية ونجاحها الباهر فحسب، بل إن الأمير (عبدالله) أعطى رسالته بعداً أكثر عمقاً بزيارته الأبوية للطفلتين في غرفة العناية المركزة وملاطفاته لهما والفرح والسعادة الذي ارتسم على وجهه وهو يطمئن على صحتهما والعناية التي يلقيانها.
والكلمات المعبرة التي تحدث بها الأمير (عبدالله) عن المنجز الذي تحقق جاءت أيضاً مشحونة بالمعاني والمضامين العميقة، فقد وضع سموه مبادرته الإنسانية في إطار القيم الإسلامية والإنسانية للشعب السعودي المسلم وعبر عن فخره واعتزازه بهذا الإنجاز الطبي الذي وصفه بأنه إضافة كبيرة للمنجزات الوطنية السعودية وهدية للشعب البولندي الصديق.
إن هذه الرسالة الحضارية هي بالضبط ما تحتاجه الأمة العربية والإسلامية في مساعيها لتأكيد مكانتها ودورها في المجتمع الدولي ودحض كل الافتراءات التي تحاول تشويه قيمها وعقيدتها وحضارتها بسبب حماقات جماعات قليلة منحرفة شوهت صورة الإسلام وألحقت أفدح الأضرار يقيم ومبادئ الحضارة العربية والإسلامية التي تستحق أن تكون رافداً هاماً في الحضارة الإنسانية المعاصرة.
ورسائل وبرقيات الشكر التي تدفقت من أبناء الشعب البولندي ومن الذين تفاعلوا مع حالة الطفتلين البولنديتين في مختلف أنحاء العالم تؤكد بأن رسالة الأمير عبدالله البليغة قد وصلت بكل زخمها إلى العالم، وأن البعد الذي أعطاه سموه لهذه الرسالة من خلال اهتمامه الشخصي بالطفلتين ومتابعته وزيارته لهما بعد العملية مباشرة قد ضاعف تأثير هذه الرسالة في أوساط الرأي العام العالمي.
لقد كسب الأمير عبدالله بمبادرته الإنسانية مزيداً من الاحترام العالمي، وقدم صورة مشرفة لبلده وشعبه ودينه وحضارته، وأبرز الوجه المشرق لنهضة المجتمع السعودي ومنجزاته من خلال النجاح الباهر للكوادر الطبية السعودية من الرجال والنساء الذين حققوا الإنجاز وأكدوا بالعمل لا بالكلام أن المملكة قد باتت تحتل بجدارة مقعدها بين الدول المتقدمة في المجال الطبي.
فالتحية والإجلال لسمو ولي العهد الذي أضاف بمبادرته لصورتنا المزيد من الإشراق والوهج وعبّر عن قيم المروءة والنخوة والكرم التي تمثل جوهر تراثنا وأصالتنا أصدق تعبير، والتحية لأطبائنا وممرضاتنا وفنيينا الأبطال الذين منحونا شعوراً بالزهو والفخر والاعتزاز وكسبوا لبلدهم وشعبهم سمعة حسنة بإنجازهم العلمي والطبي الكبير.

منقول..