عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 29-06-2006, 06:49 AM
المصابر المصابر غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2006
الإقامة: أرض الله
المشاركات: 3,304
إرسال رسالة عبر ICQ إلى المصابر إرسال رسالة عبر MSN إلى المصابر إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى المصابر
إفتراضي الشارع يسأل: أين الجيوش؟


الشارع يسأل: أين الجيوش؟



بقلم : عبد الباري عطوان



المواطن العربي المقهور، الذي بدأ يتظاهر في شوارع عواصمه ومدنه لا يريد اجتماعا طارئا لوزراء خارجية الدول العربية، وانما اجتماعا مشتركا لوزراء الدفاع ورؤساء هيئة اركان الجيوش العربية لبحث كيفية الرد عمليا علي العدوان الاسرائيلي الصارخ علي ابناء الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة.

فالمظاهرات العفوية التي تجوب القاهرة وعمان حالياً تسأل عن الجيوش العربية، واسباب تقاعسها عن اداء واجباتها الوطنية والاخلاقية، في وضع حد للمجازر الاسرائيلية، وتطالب بقطع العلاقات مع الولايات المتحدة الامريكية التي تدعم هذه المجازر وتخلق الاعذار والمبررات للاستمرار فيها.

ونحن نتطلع الي دمشق لأخذ زمام المبادرة في هذا الصدد، لان سورية كانت دائما منطلق الثورات في الوطن العربي، واراضيها في هضبة الجولان ما زالت تحت الاحتلال، ووزير دفاعها العماد مصطفي طلاس هو الاقدم بين اقرانه العرب في موقعه الحالي.

سورية هي الأقرب الي فلسطين، وهي التي كانت عبر تاريخها نقطة انطلاق حركات التحرير لمواجهة المشروع الصهيوني، فمنها جاء سليمان الحلبي الذي اغتال القائد الفرنسي كليبر في القاهرة، ومنها انطلق فوزي القاوقجي وعز الدين القسام وياسين الهاشمي وجول جمال وغيرهم. ومن الغريب ان تكون الجبهة السورية، وعلي مدي الثلاثين عاما الماضية مضرب المثل في الهدوء واحترام اتفاقات الهدنة مع العدو.

نعم شاهدنا عبر شاشات التلفزة مظاهرات في دمشق، ولكنها مظاهرات محصورة في مخيم اليرموك الفلسطيني، حتي لكأن التضامن مع ما يحدث في الاراضي المحتلة هو مسؤولية الفلسطينيين فقط، وليس مسؤولية الشعب السوري البطل الذي لم يتردد لحظة في تقديم آلاف الشهداء دفاعا عن الكرامة العربية في فلسطين وغيرها.

ما يتطلع اليه الشعب السوري وكل الشعوب العربية الاخري هو فتح الجبهات، ان لم يكن امام الجيوش، فامام المتطوعين والاسلحة لمساعدة شعب الانتفاضة، وتخفيف الضغط الهائل الذي يتعرض له.

ہ ہ ہ

اجتماع وزراء الخارجية العرب الطارئ يمكن ان يكون مفيدا اذا اسفر عن قرارات حازمة بقطع كل العلاقات الدبلوماسية مع الدولة العبرية، واغلاق سفاراتها ومكاتبها في جميع العواصم العربية دون اي استثناء، اما تكرار البيانات السابقة الممجوجة فلن يفيد الا في صب المزيد من الزيت علي نيران غضب الشارع العربي تجاه حكامه وعجزهم المصطنع.

لا نفهم لماذا يخاف الحكام العرب الحرب مع اسرائيل بينما لا يخافها شارون، فالفارق في التسليح لا يمنع اللجوء الي الحرب، ولا نعتقد ان الدولة العبرية، ومهما اوتيت من قوة وتفوق عسكري، تستطيع ان تحارب علي اربع جبهات دفعة واحدة وتنتصر فيها جميعا.

الفارق الرئيسي بين شارون والزعماء العرب الآخرين، ان الأول يملك الشجاعة والارادة، بينما، لا تتوافر الصفات نفسها في معظم الزعماء العرب الآخرين. فلو ادرك شارون ان صاروخاً عربيا واحدا سيسقط في القدس الغربية او تل ابيب لما اقدم علي ما اقدم عليه من عدوان مهين علي الشعب الفلسطيني، ولما اذل مليارا وربع المليار مسلم بتدنيسه للمسجد الاقصي.

ہ ہ ہ

التخفي خلف مبادرات السلام لم يعد جائزا او مقبولا، فشارون استخف بالزعماء العرب ومبادرتهم مرتين، الأولي عندما رفض السماح للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بالخروج الي بيروت للمشاركة في القمة. والثانية عندما حاصره في مكتبه في رام الله ومنع عنه الماء والكهرباء والاتصالات الهاتفية.

الأمير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد السعودي قال للصحافي الامريكي اليهودي توماس فريدمان ان الجرائم التي ارتكبها شارون في الاراضي المحتلة هي التي منعته من اطلاق مبادرته والاحتفاظ بها في ادراج مكتبه، وهذا يدفعنا الي سؤاله الآن عما اذا كان الاستمرار في تقديم هذه المبادرة هو الاسلوب الامثل في ظل الاعتداءات الاسرائيلية الحالية التي تجاوزت كل الخطوط الحمراء في وحشيتها. والاهانات التي تلحقها بالأمة العربية بأسرها وليس الشعب الفلسطيني فقط.

فاذا كان لا بد لوزراء خارجية الدول العربية ان يعقدوا اليوم اجتماعهم الطارئ في القاهرة، فان عليهم ان يقدموا توصية لانعقاد قمة عربية طارئة في أسرع وقت ممكن يتصدر جدول اعمالها قرار بسحب المبادرة العربية السعودية للسلام، والبحث في بدائل اخري تضع حدا للعدوان الاسرائيلي، وتعيد تصحيح العلاقات مع الولايات المتحدة الامريكية علي اسس جديدة من الاحترام. فامريكا شريك اساسي في العدوان الاسرائيلي الحالي، والدخول معها في تحالفات ضد ما يسمي بالارهاب او لضرب العراق هو تضامن مباشر مع العدوان الاسرائيلي ومباركته وتشجيعه.

النظام العربي الرسمي هو الواقع فعلياً تحت الحصار، وليس الشعب الفلسطيني وقيادته، وهو الذي يواجه امتحانا صعبا، وامامه ايام معدودة لانقاذ نفسه، ونحن علي ثقة انه لن يفعل، ولا أسف عليه في كل الاحوال.
من أرشيفى ...