عرض مشاركة مفردة
  #4  
قديم 08-06-2006, 03:58 PM
على رسلك على رسلك غير متصل
سـحـابة ظــــل
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2005
المشاركات: 6,053
إفتراضي

إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة الغرباء
المعتز بدينه الزرقاوي ... [حسين بن محمود] 12 جمادى الأولى 1427هـ


بسم الله الرحمن الرحيم

المعتز بدينه الزرقاوي


الحمد لله الذي أعز دينه برجال باعوا أنفسهم ابتغاء مرضاته سبحانه ، والصلاة والسلام على من جاهد بالسيف والحسام وخضعت له رقاب الأنام وعلى آله وصحبه الأطياب الكرام .. أما بعد ..

فها هي أرض الرافدين قد ودّعت أميرا ليس كالأمراء ، ورجلا ليس كالرجال ، أقض مضاجع الابطال ، وأخاف العالم في ساحات النزال ، وأرهب الدنيا بعزته وشدته في الحق ، لم يرض أن يعيش إلا حراً ، فعاش عزيزا ومات مجيدا
..

يذكرني رحيله – رحمه الله – باستشهاد أسد الله الحمزة رضي الله عنه ، فالعدو جبن أن يقترب منه في المعركة ، فكانت رمية بحربة من بعيد .. العدو الأمريكي وجنود الكفر قاطبة جبنوا أن يقتربوا منه ، وقد علموا مكانه ، ومن مصلحتهم القبض عليه حيا وأسره ، ولكن بأس وشدة الأمير كان همهم الأوحد وهاجسهم الأكبر ، فقذفوا عليه الحمم من السماء .. والعجيب أنهم لما سووا البيوت المتواضعة بالأرض وأيقنوا أنه لم يكن في القوم حي ، أجروا عمليات إنزال من السماء وكأنهم جبنوا حتى عن المشي على الأرض التي سجي عليها الأسد الضرغام ، فلله دره من إرهابي حيا وميتا
..

هذه هي ميتة الرجال ، ميتة قادة الأمة الذين علا صوت حقهم في الأرض فكان رحيلهم من الدنيا أشد دويا ، هي ذات ميتة الشيخ المجدد عبد الله عزام ، وهي ميتة شيخ المجاهدين أحمد ياسين ، وهي ميتة القائد الفذ زليم خان الشيشاني ، إنها ميتة الأحياء {وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ} (154 البقرة) {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} (آل عمران-169
) ..

إن كنا حزنا على مقتل أميرنا رحمه الله ، فإنا نسأل الله أن يجعله من الفرحين المستبشرين {فَرِحِينَ بِمَا ءَاتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ} (آل عمران : 169- 171
) ..

لقد أعطى أميرنا للرجولة حقها وللجهاد حقه ، فنسأل الله جل في علاه أن يكون ممن استوفى أجره ، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما من غازية أو سرية تغزو فتغنم وتسلم إلا كانوا قد تعجلوا ثلثي أجورهم ، وما من غازية أو سرية تخفق وتصاب إلا تم أجورهم" (مسلم
) ..

ما علمنا تأخره عن صف ولا كان ممن يرضى بالساقة ، فقد كان مقداما شجاعا أقرب القوم إلى العدو وأشدهم فيه نكاية ، وقد قال نبينا صلى الله عليه وسلم "أفضل الشهداء الذين يقاتلون في الصف الأول ، فلا يلفتون وجوههم حتى يقتلوا أولئك يتلبطون في الغرف العلى من الجنة ، ويضحك إليهم ربك ، وإذا ضحك ربك إلى عبد في موطن فلا حساب عليه" (أحمد بسند صحيح 1118 - صحيح الجامع) ، نسأل الله أن يضحك إليك يا أبا مصعب
..

ما عرفنا معنى كلام ربنا جل في علاه {فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا} (محمد : 5) إلا عندما رأيناه وإخوانه يجزون رؤوس الكفار بأسيافهم في زمن الصواريخ عابرة القارات
..

تالله ما علم امروء لولاكم ......كيف السخاء وكيف ضرب الهام


كانت همته – رحمه الله – لا تقبل بالقليل والرجال حوله يقتسمون أجورهم ويعدّون لأنفسهم منازل في عالي الجنان ، فأخذ على نفسه أن لا يكون أقل القوم شأنا ولا أدناهم منزلة ".. فإن مقام أحدكم في سبيل اللَّه أفضل من صلاته في بيته سبعين عاماً ، ألا تحبون أن يغفر اللَّه لكم ويدخلكم الجنة ؟ اُغْزُوا في سبيل اللَّه، من قاتل في سبيل اللَّه فواق ناقة وجبت له الجنة" (الترمذي : وقال حديث حسن) ، قالَ صلى الله عليه وسلم لأم حارثة بن النعمان ، وقد قُتل ابنها معه يوم بدر ، فسألته : أين هو ؟ قال "إنه في الفردوس الأعلى" (البخاري) ، اللهم اجعل الزرقاوي جارا لحارثة بن النعمان في الجنة ..

يتبع
باذن الله
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ




اكمل .ايها الغرباء حديث الغرباء
__________________