الموضوع: صور وتعليق
عرض مشاركة مفردة
  #375  
قديم 24-12-2005, 12:59 PM
أحمد ياسين أحمد ياسين غير متصل
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2005
الإقامة: فرنسا
المشاركات: 6,264
إفتراضي



تصاعد مد المقاومة العراقية

أنطوني كوردسمان*

مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية

ترجمة: محمد الزواوي

zawawy@islammemo.cc

مفكرة الإسلام:

’’المقاومة أصبحت تدير الحرب ضد الاحتلال والقوات العراقية الموالية لها بطريقتها ووفق شروطها‘‘

’’نأت المقاومة بنفسها عن المواجهة القتالية والحرب المباشرة، واتخذت استراتيجية أخرى تعتمد على الكر والفر والكمائن والعبوات الناسفة‘‘

رغم مشاركة السنة في العملية الانتخابية الأخيرة بكثافة واضحة، وبالرغم من أن البعض قد يروج بأن نجاح العملية الانتخابية في العراق هو نجاح لإحلال 'الديموقراطية' الأمريكية بالبلاد، إلا أن كثيرًا من المراقبين يرون أن العراق رغم ذلك لا يزال تحت قبضة المقاومة العراقية، وأنها التي تمتلك حتى الآن اليد العليا في تحديد مصير دولة العراق في السنوات القادمة؛ فالمقاومة العراقية هي التي تستطيع أن توقف عملياتها وتفسح المجال أمام عملية سياسية حقيقية بالعراق، كما أنها التي تستطيع أيضًا توجيه الوضع في العراق إلى خروج المحتل ثم ملء الفراغ العسكري ـ وليس السياسي ـ الناشئ عن انسحابه، كما أن المقاومة أيضًا تستطيع دفع البلاد في أتون حرب أهلية بين الفصائل والأعراق والمذاهب العراقية.

والفقرات التالية جزء من تقرير شامل للكاتب الاستراتيجي أنطوني كوردسمان، يسلط فيه الضوء على المقاومة العراقية، بدءًا من ربيع 2003 وحتى خريف 2005. والتقرير الأصلي مقسم إلى ثلاثة أقسام: القسم الأول يتعلق بكوارث ما بعد انتهاء الحرب، وتطور المقاومة العراقية إلى مقاومة عنيفة في ربيع وصيف عام 2004. والقسم الثاني يتعلق بنشاط المقاومة في منتصف 2004 ويناقش النواحي التكتيكية واللوجستية المتعلقة بالمقاومة. والقسم الثالث والأخير يستكشف دور المجاهدين الأجانب وجيران العراق في تصاعد المقاومة العراقية، والتراكيب المختلفة لحركات المقاومة، وتصاعد العنف بين الشيعة والسنة في صيف وخريف 2005. كما يشتمل التقرير المنقح على معلومات حديثة عن أكبر العمليات العسكرية التي شنتها القوات الأمريكية في غرب العراق، إضافة إلى موقع المقاومة في صيف وخريف 2005.
إيقاع المعركة: من المنتصر ومن المهزوم؟

إن عدد وكثافة الهجمات التي تشنها المقاومة العراقية استمرت في التذبذب طوال الفترات الماضية، بدون وجود أي دلائل واضحة على أن المقاومة في العراق في طريقها إلى الصعود أو الهبوط. كما استمر المسئولون العراقيون والأمريكيون في الزعم بأن عملياتهم المشتركة في غرب العراق كان لها أثر كبير في القضاء على المقاومة، ولكن البيانات والأرقام عن عدد هجمات المقاومة والإصابات في صفوف الجيشين العراقي والأمريكي لا تشير إلى أن المقاومة قد خفتت بحال من الأحوال، كما أكدت العمليات المستمرة للجيشين العراقي والأمريكي إلى تعميق الشعور لديهما بمدى خطورة المقاومة والاستعداد لهجمات كبرى في الفترة قبل وأثناء وبعد الانتخابات البرلمانية العراقية التي جرت في ديسمبر الجاري.

* فقد ظلت المقاومة محصورة في أربعة مناطق بالعراق: في بغداد والأنبار ونينوي وصلاح الدين. وهذه المناطق الأربعة تشتمل على أقل من 42% من سكان العراق، ولكنها مسئولة عن 85% من عمليات المقاومة. فمحافظة الأنبار أصبحت مركزًا لعمليات المقاومة، فكلما شنت القوات الأمريكية وحليفتها العراقية عمليات في المناطق العراقية كانت المقاومة تجنح دائمًا ناحية غرب العراق، ويعتقد مسئولو الجيش الأمريكي أن المقاومة قد استطاعت أن تجد لها ملاذًا ومأوى في غرب العراق في المناطق الحدودية مع سوريا.

* وبالرغم من التوقعات بوجود عمليات كبرى للمقاومة، فقد كانت هناك هجمات قليلة على يوم الاستفتاء العراقي، وعبر البلاد أشارت الأرقام إلى تصويت 9 ملايين عراقي في 6 آلاف مركز للاقتراع، ولم يتم مهاجمة سوى 5 مراكز اقتراع من بين 1200 في العاصمة بغداد. ولكن بالرغم من ذلك فقط ظلت تقع حوادث بالرغم من إيقاف الحكومة العراقية لكافة التحركات من العربات غير الحكومية وغير العسكرية، ووضعت كافة قواتها على أهبة الاستعداد. كما ازدادت عمليات المقاومة في أواخر أكتوبر، مما أكد على عدم وجود تناقص في عمليات المقاومة قبل انتخابات ديسمبر.

* هناك مؤشرات قوية على أن مشاركة السنة في انتخابات 16 ديسمبر جاءت أعلى بكثير من الانتخابات السابقة، كما جاءت نتيجة مشاركة السنة في استفتاء أكتوبر الماضي أعلى من المتوقع، في حين انقسمت كافة الأحزاب العراقية بناء على خلفياتهم العرقية والمذهبية.

وطبقًا لمصادر الجيش الأمريكي فإن 90% من المقاومة من العراقيين السنة، والباقي من السنة العرب والأجانب الذين ينظر إليهم على أنهم من أكبر الداعمين بالأموال والسلاح للمقاومة من خلال عمليات التهريب الحدودية.

* وقد بدأت هجمات المقاومة ضد قوات الأمن العراقية الموالية للاحتلال في التزايد بصورة حادة أثناء الأشهر الأخيرة من عام 2004، واستمر هذا التوجه في عام 2005، عندما بدأت المقاومة في استهداف الأهداف الخفيفة والسهلة غير المحصنة من القوات الشيعية بعد انتخابات 30 يناير الماضي، وذلك إلى جانب استهداف القوات الأمريكية بالعبوات الناسفة، في حين قلت الهجمات على تجمعات القوات الأمريكية التي يرى على أنها أكثر تحصينًا من نظيرتها العراقية.

وتزامنًا مع زيادة الهجمات على القوات الأمنية العراقية كان هناك زيادة في الهجمات على أهداف البنية التحتية العراقية، مثل أنابيب النفط في شمال العراق التي أصبحت تحت الضربات المتكررة في الأشهر الأخيرة، فأنابيب النفط التي تربط حقول كركوك في العراق إلى أكبر مصافي النفط العراقية في بيجي وميناء جيهان التركي تعرضت لهجمات في أكثر من حادثة، وتوقف ضخ النفط لأكثر من 6 مرات في خلال شهري سبتمبر وأكتوبر 2005.

* كما زادت عمليات الاغتيال التي تستهدف عناصر الحكومة العراقية الموالية للاحتلال في صيف وخريف 2005، وكانت العناصر الأكثر استهدافًا هي القادة السياسيين والدينيين المواليين للاحتلال، وقادة مراكز الشرطة الرئيسية بالعراق، والمسئولين الحكوميين والوزارات في بغداد، وقد تكاثفت هذه الهجمات في الأسابيع التي سبقت العمليات الانتخابية.

* وبالإضافة إلى عمليات الاغتيال التي كانت تهدف إلى عدم تواصل العملية السياسية والقضائية في البلاد، فقد شن رجال المقاومة العراقية عمليات اغتيال ضد زعماء دينيين من الشيعة، في إطار هدف أكبر لهم في استخدام العنف الطائفي كوقود لإشعال حرب أهلية بالبلاد، وشهدت العراق تصاعدًا في عمليات الاغتيال في أواخر صيف وأوائل خريف 2005، كما ازدادت هجمات المقاومة ضد مساجد وتجمعات الشيعة في أثناء تلك الفترة.

2005
.